هل ينقصنا جلد الذات.. وكمان من دون وجه حق؟!.
منذ معرفة أن أحمد شفيق سينافس على منصب رئيس الجمهورية مع محمد مرسى، وعدد كبير من أنصار الثورة يلوم ويؤنب ويقرع الشعب الذى ذهب إلى صناديق الاقتراع يومى الأربعاء والخميس الماضيين.
على الفيس بوك وتويتر وبعض وسائل الإعلام نبرة متعالية من بعض مدعى الثورية «تعاير» الشعب بأنه خان الثورة والشهداء وصوت لأحمد شفيق.
أولا: غالبية الشعب انحازت إلى الثورة ولم تصوت كما يعتقد السذج للثورة المضادة.
على من لا يصدق ذلك أن يجمع الأصوات التى حصل عليها من شاركوا فى الثورة أو أيدوها وسيجدها تصل إلى 75% أى الأغلبية المطلقة، وحتى لو لم تعتبروا عمرو موسى من مؤيدى الثورة فإن النسبة ستظل فوق الثلثين.
هذا الشعب ــ الذى مازال بعضنا يتعالى عليه ــ أثبت انه أكثر ثورية منا، فهو أعطى مرشح الإخوان حوالى 25% وأعطى لحمدين صباحى مرشح الثورة واليسار 20%، وأعطى عبد المنعم أبوالفتوح مرشح الثورة والسلفيين وقوى الإسلام السياسى المعتدلة 20%.
معنى هذه الأرقام أن 65% من هذا الشعب قال نعم بوضوح للثورة وإذا أضفنا ما حصل عليه عمرو موسى فسوف ترتفع النسبة إلى 75%.
وهنا نسأل هل الذين يلومون الشعب أنه لم يصوت للثورة لا يحسبون النسبة التى حصل عليها مرشح الإخوان؟.
نتفق أو نختلف مع الإخوان لكنهم كانوا جزءا أصيلا من الثورة، هم والتيار السلفى ومعهم فى بداية الأمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولولاهم ما اكتملت الثورة.
هذه حقائق قد تعجب أو تحبط البعض لكن لا يمكن تزييفها لمجرد أنها لا تروق لبعضنا.
العيب ليس عيب الشعب، بل عيب القوى الثورية التى خاضت سباق انتخابات رئاسة جمهورية متشرذمة، ورفضت كل النداءات بالتوحد وتكوين فريق رئاسى.
وحتى لو استثنينا الإخوان فقد كان بإمكان أبوالفتوح وصباحى خوض السباق معا والصعود بسهولة لمرحلة الإعادة، بل ربما حسم الأمر من الجولة الأولى.
هل يعتقد الذين يلومون الشعب أن شفيق ما كان يجب أن يحصل ولو على صوت واحد؟!!.
لا يوجد شعب واحد فى العالم يعطى أصواته كاملة لشخص أو لتيار واحد، وعلينا أن نلوم أنفسنا لأننا لم نبذل جهدا حقيقيا لإقناع الذين صوتوا لشفيق ببديل مناسب.
شباب مصر أنجزوا ثورة عظيمة، وهى ثورة شارك فيها غالبية الشعب، لكن جزءا من هذا الشعب أضير من الثورة مثل بقايا الحزب الوطنى وغالبية رجال الأعمال والذين يعملون معهم.
وبفعل أسباب متعددة فإن عددا من البسطاء بدأ ينقلب على الثورة، لأن البلطجة زادت وظل الاقتصاد معطلا، وتم إيهام هؤلاء البسطاء بأن الثورة هى السبب، أضف إلى هؤلاء بعض الأقباط الذين لا يريدون أن يروا إخوانيا رئيسا للجمهورية.
هذا الخليط هم الذين قالوا نعم لشفيق، ولو كان هناك من يمكن لومه فهو كل من ساهم بوعى أو بدون وعى فى إنجاح مخطط تشويه الثورة خصوصا القوى الثورية.
كان الأحرى بهؤلاء إقناع البسطاء بأن السبب فى تعثر الثورة هو الثورة المضادة وتعمد تأخير عودة الأمن.
بعض المحسوبين على الثورة يتصور أنه زعيم ومنظر وفيلسوف وأن دوره فى الحياة يقتصر على منح صكوك الوطنية للشخص الفلانى أو الحزب العلانى.
ثم تطور هذا المرض العضال أخيرا ليصل إلى حد اتهام الشعب بقلة الوطنية وعدم معرفة مصلحته.
أيها (المتفذلكون) توقفوا عن ممارسة رياضة التعالى على الشعب واقرأوا الواقع جيدا وفكروا فى بعض الحلول العملية غير العاطفية، حتى لا يتم الإجهاز على الثورة نهائيا.