عودة بشار الأسد البطيئة.. والموقف العربي والدولي منها - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عودة بشار الأسد البطيئة.. والموقف العربي والدولي منها

نشر فى : الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 9:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 9:20 م
نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز مقالا لدايفيد جاردنر تناول فيه محاولات قادة الدول العربية فى الخليج إعادة علاقاتهم مع نظام بشار الأسد لصد التهديدات الإيرانية، كما تناول الموقف العالمى المتذبذب تجاه حكومة الأسد وتأثيره على الموقف العربى... نعرض منه ما يلى:
بعد نبذه لشنه حربا على شعبه طوال العقد الماضى، يعود بشار الأسد ببطء إلى المجتمع الدبلوماسى الإقليمى. على الرغم من استمرار وقف عضوية سوريا فى جامعة الدول العربية، إلا أن القادة العرب بدءوا فى إعادة تعاملهم مع بشار الأسد. الشهر الماضى، الملك عبدالله ملك الأردن، والذى سبق أن طالب بشار بالتنحى، حادثه عبر الهاتف. هذ الشهر زار دمشق وزير خارجية الإمارات الأمير عبدالله بن زايد آل نهيان.
فى الوقت الذى يغيب فيه وجود موقف واضح للولايات المتحدة من تطبيع العلاقات مع نظام بشار، والابتعاد الأوروبى عن الفكرة، يجب ملاحظة أن الأردن والإمارات قريبتان من الولايات المتحدة وإسرائيل. لطالما فضلت الحكومات الإسرائيلية وجود عائلة الأسد فى السلطة عبر حدودها المشتركة والتى لم تطلق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973 حتى الحرب الأهلية عام 2011، وهذا التفضيل لنظام الأسد مستمر أيضا فى وقت يشن فيه سلاح الجو الإسرائيلى والمحاربون السيبرانيون حرب ظل داخل سوريا والعراق ضد إيران ووكلائها شبه العسكريين مثل حزب الله اللبنانى.
الدافع العربى للتمسك بالأسد هو الرد على «الهلال الشيعى» الذى حذر منه الملك عبدالله عام 2004. قيل أن إيران تبنى شبكة عبر الشرق الأوسط بعد أن جعل الغزو الأمريكى للعراق منها الدولة ذات الأغلبية الشيعية وأعطاها السيطرة على بغداد.
تستخدم الإمارات قوتها كسوق متقدم واسع فى الخليج يمتلك الموارد اللازمة وشركات البناء التى من شأنها المساعدة فى إعادة إعمار سوريا. المملكة العربية السعودية، التى دعمت مع قطر الحراكات المعادية لنظام الأسد، تأخذ جانبا. بعد أن تخلت السعودية فى الماضى عن الدبلوماسية مع العراق، فتحت خطوطا أمام القادة العراقيين مثل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى ومقتدى الصدر، رجل الدين الشيعى الذى تحول إلى صانع ملوك وسحق وكلاء إيران. كما تقوم دول الخليج بزيادة الخناق على لبنان ردا على تزايد سيطرة حزب الله.
عندما ينظر زعماء دول الخليج العربى إلى ما تشيده طهران من ممر عبر بلاد الشام إلى البحر الأبيض المتوسط ونزولا باتجاه اليمن، فإنهم يرون الإمبريالية الفارسية الجديدة، بطابع شيعى خطر، لم تفعل أمريكا أو أوروبا شيئا حياله. من غزو العراق فى عهد الرئيس جورج دبليو بوش إلى حملة «الضغط الأقصى» ضد إيران فى عهد دونالد ترامب، برزت طهران على أنها المستفيد الرئيسى فى الجغرافيا السياسية الإقليمية.
فقدت الولايات المتحدة مصداقيتها منذ فترة طويلة، فى سوريا وفى المنطقة بأكملها؛ ساهم بشكل أساسى فى ذلك فشل ترامب فى الرد على هجوم إيران على منشآت شركة أرامكو السعودية عام 2019، حينما قرر ترامب بعد تفكير عميق والكثير من التفجيرات أن من تعرض للهجوم هم السعوديون وليس الأمريكيون. فى غضون ذلك، أنشأت تركيا، حليفة الناتو، ثلاثة جيوب فى شمال سوريا منذ عام 2016، مما دفع القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة التى تسيطر على ربع البلاد باتجاه الأسد.
يضغط الاتحاد الأوروبى من أجل الوصول إلى حل سياسى فى سوريا عبر وضع دستور جديد شامل. روسيا، والتى قامت هى وإيران بإنقاذ نظام الأسد، تؤيد ذلك أيضا، على أمل، وهو فى غير محله، أن تتمكن موسكو من الضغط على الأسد والوجود الإيرانى فى سوريا.
هناك تكهنات بأن الأسد قد يبتعد عن إيران بعدما طرد الجنرال جواد الغفارى قائد ميليشيات فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى فى سوريا. ولكن هذه التكهنات غير صحيحة، قد يخلو التحالف الإيرانى السورى من عنصر الحب، إلا أن سوريا فى عهد حافظ الأسد وقفت إلى جانب إيران أثناء حربها مع العراق 1980ــ 1988 وشاركت فى تأسيس حزب الله. وقفت إيران بدورها إلى جانب بشار بينما كان نظامه يترنح فى عامى 2012 و2015، ووفرت القوات البرية لجيشه المنهك. وهذا التحالف لن يذهب إلى أى مكان.
لا يرى زعماء دول الخليج أن هذا سببا كافيا لحدوث أى تغييرات. فبعد كل شىء، كانت سوريا فى خطر هجوم الولايات المتحدة وحلفائها فى 2005 و2006 لنقل المقاتلين إلى العراق لمحاربة الاحتلال الأنجلو أمريكى ودعم حزب الله عام 2006 فى حربها مع إسرائيل وترسيخ حكم الحزب فى لبنان. ومع ذلك، بحلول عام 2008، كان الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى يكرم الأسد فى باريس.
تتحوط الإمارات والسعودية فى رهاناتهما من خلال محادثات خفض التصعيد الموازية مع إيران. ومع ذلك فهم يعرفون أن سوريا، وهى جزء من قلب الوطن العربى، مهمة من منظور الجغرافيا السياسية.. لذلك فهما يحددان اتجاهاتهما الآن.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلي

التعليقات