كتب باتريك بوكانان مقالا نشر على الموقع الالكترونى لجريدة يوريشيا ريفيو يستنكر فيه موقف كيرى من قضايا كثيرة. ويشير الكاتب إلى قول كيرى، فى دافوس بسويسرا، إن انسحاب أمريكا «خرافة» و«النسخة الأكثر إثارة للحيرة لخرافة فك الارتباط تتعلق بانسحاب أمريكى مفترض من الشرق الأوسط». ويتساءل كيف إذن يصف كيرى سحب أوباما كل القوات الأمريكية من العراق، ومن أفغانستان بحلول نهاية العام؟ ويستشهد بوكانان بنتائج استطلاع للرأى أجرته مؤسسة بيو فى الخريف الماضى أن 52 بالمائة من الأمريكيين يوافقون على فك الارتباط الأمريكى، فالبقاء بعيدا عن معارك الدول الأخرى وحروبها هو ما يريده الأمريكيون، وما يوصله أوباما. فلماذا ينكر كيرى أمرا واضحا؟
ويرى الكاتب أنه يُحسب لوزير الخارجية عدة مبادرات دبلوماسية، منها مطالبته بإلغاء الدعوة إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف 2، ودعوته لتكوين حكومة انتقالية بدون الأسد، وقد رفضها المعلم وأشار إلى أن الأسد هو من بيده السلطة حاليا فى سوريا ولن يذهب إلى أى مكان وإن موقف كيرى هذا غير عقلانى من زاوية المصالح الوطنية الأمريكية. ويتساءل الكاتب هل يمكن لكيرى تفسير السبب فى أن هدف أمريكا مازال هو الإطاحة بالأسد، بينما منسق المتمردين المعادى الذى سيستولى على السلطة هو خليفة بن لادن؟
•••
ويستنكر بوكانان، رد كيرى عندما سئل عما سيحدث إذا نقضت إيران عهودها بشأن الاتفاقية النووية المؤقتة فقد لوح بقوة أمريكا، فمن هو كيرى كى يهدد بحرب لم يصرح بها الكونجرس قط؟ وكيف يعزز الدبلوماسيةَ تهديدٌ علنيٌ بقصف شركائك المفاوضين؟ إن كيرى يتحدث وكأنه عاد إلى مجلس الشيوخ.
ويشير إلى رفض قائد الحرس الثورى الإسلامى فى إيران تهديد كيرى باعتباره «مثيرا للضحك»، ووصف استراتيجيته التفاوضية بأنها «مفلسة» وحذره من أن «ثوار» إيران يتوقون إلى قتال الأمريكيين. فإذا كان كيرى يريد التوصل إلى اتفاق، فكيف يساعد هذا الحديث العدوانى عن الحرب؟ يقول كيرى الآن إنه سيتعين على إيران «تفكيك» أجهزة الطرد المركزى. لكن أليس هدف أمريكا فى هذا الصدد هو إثبات أن إيران ليس لديها سلاح نووى أو برنامج أسلحة، وأن برنامجها النووى سلمى؟
متى يصبح تدمير أجهزة الطرد المركزى الإيرانية مطلبا أمريكيا؟ إن طهران الآن تقف على أرض صلبة بحيث لن تضطر لتفكيك أجهزة الطرد المركزى.
•••
وفى الختام يشير بوكانان إلى عدم جدوى جهود كيرى فيما يتعلق بالاتفاق الإسرائيلى الفلسطينى، فيما يدعوه وزير الاقتصاد الإسرائيلى نفتالى بينت «نكتة». ويستشهد بقول موشى يعلون إن كيرى «يتصرف انطلاقا من هاجس فى غير موضعه وحماس يتسم بالمثالية» إلى حد أن خطة السلام هذه «لا تستحق الورق الذى كُتبت عليه»، وإنه يتمنى أن يحصل كيرى على جائزة نوبل الآن ويترك إسرائيل فى حالها.
ويختتم بوكانان بقوله: إن كيرى يقتحم حقل ألغام. وكذلك نحن