** خسر الزمالك أمام فريق يملك شخصية وأسلوبًا، وشجاعة، ويقوده مدرب يدعى محمد الشيخ، وهو أصغر مدربى الدورى، وحين صعد فريق وادى دجلة إلى الدورى الممتازة صحب معه 21 لاعبا من المناضلين فى دورى المحترفين «المسمى بالدرجة الثانية» وقاده نفس المدرب فى الممتاز وهو المدرب الذى عرض على لاعبيه بين شوطى مباراتهم أمام الزمالك لقطات من الشوط الأول مؤكدا لهم أنهم الفريق الأفضل فى لقطة ذكية ومنطقية وعملية وجديدة حسبما أظن. لم تغير إدارة دجلة اللاعبين ولا مدربهم وحافظت عليهم وعلى إسلوبهم وشخصيتهم.. وإذا كان الكل يناقش ويبحث لماذا خسر الزمالك ويتساءلون بحمية وبغضب مالك يازمالك.. فإن الأفضل النظر لأداء وادى دجلة فهو الذى فاز وحقق واحدة من مفاجآت الدورى بحسابات فروق التاريخ والقيمة التسويقية وعدد أسماء النجوم والصفقات والذى منه.
** إذا كان نظام الدورى الحالى سوف ينتج لنا مثل تلك الدراما والمفاجآت، ويسجل شجاعة الفرق أمام الأهلى والزمالك ويرفع من درجة التنافسية ويوسع دائرتها فإن على الرابطة وعلى اتحاد كرة القدم بحث نظام البلاى أوف، بشرط أن يعود الدورى 18 ناديا وأن يكون الدور الثانى دور الحسم مناصفة 9 فرق على القمة و9 فرق فى صراع الهبوط.. إلا أن القرار يتخذ بدراسة فنية حقيقية ودقيقة وعميقة..
** بهنسى، وإسلام كمال وعبد العاطى ودحروج ودياسطى وسكولز، وأحمد فاروق ويوسف ويا، وأحمد أيمن وعمرو حسام وابو الفتوح، ومدربهم محمد الشيخ وقيمتهم التسويقية مليون يورو هزموا الونش، وصبحى وعمر جابر وعبد الله السعيد والبرازيلى خوان بيزيرا وفى قول آخر «جوان ألفينا» وعدى الدباغ وسيف جعفر ناصر ماهروشيكو بانزا وبنتايك وحسام عبد المجيد ومعهم مدربهم يانيك فيرير وقيمة الفريق 15 مليون يورو .. وسجلت الأسماء لربما يأتى وقت يسأل فيه قارئ من هؤلاء الذين هزموا الزمالك لأول مرة فيجد فى «الشروق» مقالا يفصح عنهم.
** هزيمة الأهلى من بيراميدز والزمالك من وادى دجلة وصدارة المصرى، واحتلال مودرن المركز الثالث وبتروجيت الرابع، وانتشار سباق المراكز وتغير نتائج، وتعدد المفاجآت سوف يضفى على الدورى إثارة كانت متوقعة.. إلا أن الفرق العريقة التى تحمل تاريخا ونجوما وشعبية هائلة مثل فريقى الأهلى والزمالك سوف يظل الموقف الحالى لهما محل بحث وانتظار لأن التوقعات تشير إلى أنهما سيعودون بقوة دفع جماهيرهم وضغطهم وضغط القميص.. وبمناسبة الضغط فقد مارسه فريق وادى دجلة على الزمالك كما مارس الاستحواذ وتقول الارقام ذلك. وسوف نكرر دائما أن مهارة الضغط الجماعى واحدة من أهم مهارات كرة القدم جماعية ليست سهلة التنفيذ وتحتاج إلى تدريب وإلى جهد بدنى كبير.. وهذا مافعله وادى دجلة منذ قرر تطوير أسلوب لعبه منذ سنوات..
** إعادة قصة المباراة تقول ببساطة تقدم الزمالك فى الدقيقة التاسعة بهدف مبكر بعد هجوم قوى من البداية، ولم يهتز الغزلان بهذا الهدف وامتلكوا الكرة وكم كان غريبا أن يعود الزمالك للدفاع ويتراجع أمام هذا الامتلاك فى سياق فلسفة تقول: «الدفاع أقصر طرق الخروج بالانتصارات»».. وهى فلسفة لا تليق بفرق كبيرة، هويتها هى المبادرة والسيطرة والهجوم وتسجيل الأهداف.. بينما شخصية وادى دجلة ومدربهم الشيخ الشاب تفوقوا وتعادلوا عن طريق أحمد فاروق فى الدقيقة 60 ثم سجل دياسطى هدف الفوز فى الدقيقة 66، ثم كاد على حسين أن يسجل الهدف الثالث.