الدعوة إلى هدنة فى الحرب الطبقية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدعوة إلى هدنة فى الحرب الطبقية

نشر فى : الجمعة 2 مايو 2014 - 6:15 ص | آخر تحديث : الجمعة 2 مايو 2014 - 6:15 ص

نشرت جريدة ذا كريستيان ساينس مونيتور افتتاحية تناولت فكرة الرأسمالية، وصعوبة تصور أن العالم منذ 25 عاما، كان لا يزال منقسما حول ما إذا كان من الضرورى وضع حد للرأسمالية. ولكن مع انهيار الشيوعية فى نهاية الحرب الباردة، يوجد الآن انقسام كبير بشأن كيفية إصلاح تجاوزات الرأسمالية.

وأشارت الجريدة إلى أنه فى الشهر الماضى، نشر الاقتصادى الفرنسى توما بيكيتى، كتابا باللغة الإنجليزية، جدد الجدل حول ما إذا كانت الرأسمالية هى السبب الرئيسى لعدم المساواة الاقتصادية. ولقى كتاب «رأس المال فى القرن الحادى والعشرين»، إشادة من البعض باعتباره عملا فائقا مدعوما بالبيانات، يضع الرأسمالية مرة أخرى فى موقع الدفاع. واعتمادا على معلومات تاريخية تعود إلى القرن التاسع عشر، يناقش الدكتور بيكتى ثلاث نقاط أساسية:

يميل من يمتلكون أموالا للاستثمار (الرأسماليين) إلى مراكمة الثروة بمعدل أسرع ممن يعتمدون على الدخل أساسا من الاقتصاد العام، مثل من يعملون بالأجر. وعلى مر القرون، يحقق رأس المال زيادة تتراوح بين 4 و5 فى المائة من القيمة الحقيقية، بينما تنمو مصادر الدخل الأخرى بنسبة 1إلى 2 فى المائة فقط.

مع عدم وجود ما يعوق هذا التركيز للثروة مثلما فعلت الحربان العالميتان والكساد العظيم فى القرن العشرين سوف يزداد توزيع الثروة سوءا فى هذا القرن. ومن المتوقع أن يكون التفاوات المتزايد فى الدخل «مرعبا» للمجتمعات الديمقراطية، وسوف يدفع بالعديد من الدول للخروج من الاقتصاد العالمى.

وهناك حاجة إلى آلية عالمية لتعقب دخول الأثرياء وفرض ضريبة عليها بأسعار عالمية تصل إلى 80 فى المئة، الأمر الذى من شأنه أن يساعد فى منعهم من تحويل الأموال إلى البلدان ذات الضرائب المنخفضة.

ورأت الجريدة أن نقطة الضعف الكبيرة فى هذا العمل، تكمن فى طرحه توقعات للمستقبل من خلال الماضى، مع عدم تقديم بدائل تذكر لأنواع أخرى من الثروات المشابهة سوى زيادة الضرائب. ولاحظ النقاد أن العديد من التقنيات الحديثة، مثل الهواتف الذكية والطابعات ثلاثية الأبعاد، يمكن أن تساعد الأفراد كما تساعد الشركات لكسب الثروات. ويتعلم المزيد من المدن والبلدان كيفية بناء «مراكز الابتكار»، مثل تلك الموجودة فى بوسطن ووادى السيليكون، أو مساعدة المجتمعات المستقرة فى إنشاء الشبكات اللازمة لبدء أنشطة استثمارية جديدة. وتختلف الوسائل جديدة لإيصال المعرفة، مثل التعليم الإلكترونى عن بعد، عن الأنظمة التعليمية فى القرن الماضى.

•••

وأضافت الجريدة أن هناك وسائل جديدة نسبيا تحفز العمال حتى يصبحوا رأسماليين، مثل الإعفاءات الضريبية والبرامج التى تستخدم لبناء مدخرات التقاعد. وفى الولايات المتحدة، يمتلك غالبية العاملين الآن حصة مالية مباشرة فى وول ستريت. وتعمل مثل هذه التطورات كعلاج غير متوقع لتفاوت الدخل. فهى تعتمد على رؤية لرأس المال باعتبارها إضافة غير ملموسة، أو القيمة التى يطرحها شخص على فكرة اقتصاية جديدة تجعلها جديرة بالاستثمار فيها. ويقول تقرير صدر عام 2011 باسم مؤشر الإبداع العالمى، الذى يرتب الدول على أسس من قبيل الانفتاح على الفكر الجديد: «لا يعتمد التقدم والازدهار على جهود نخبة مثقفة متميزة فحسب، ولكن على مدى قدرتنا على إطلاق طاقة الإبداع لدى كل إنسان».

•••

واختتمت الافتتاحية مؤكدة على وجود أسباب عديدة للتفاوت فى الثروة. ولكن توسعة الرأسمالية لتصل إلى مزيد من الناس وبوسائل جديدة، ومن ثم، خلق المزيد من الحوافز للاستثمار فى أفكار جديدة، تعتبر ردا جيدا على أحد تجاوزات الرأسمالية.

التعليقات