ما الذى تريده الصحافة من أى مسئول فى كل زمان ومكان؟!
الإجابة بسيطة جدا: الصحافة لديها العديد من الأسئلة فى مجالات مختلفة والمسئول لديه الإجابات والمعلومات والبيانات أو على الأقل وجهة النظر فى هذه القضية أو تلك.
وبالتالى فالعلاقة بين الصحفى والمسئول أو المصدر كما يقول الصحفيون دائما علاقة تكاملية. الصحفى يريد المعلومة والخبر والمصدر يريد أن تصل وجهة نظره إلى عموم القراء والرأى العام.
وبالتالى فالعلاقة لا ينبغى أن تسوء أو تتوتر أو تنقطع، لأن حدوث ذلك يعنى ضررا للطرفين، والضرر الأكبر يدفع ثمنه المجتمع، لأن غياب الصحافة الجادة والمعلومات الصحيحة سوف تقود بصورة آلية إلى تفشى الجهل والإشاعات والأكاذيب والمعلومات الناقصة والمبتورة، وهى البنية الخصبة لكل من يريد أن يعبث ويربك ويضلل ويشوه سواء كان فى الداخل أو الخارج.
السؤال: لماذا كل هذه المقدمة الطويلة التى يفترض أن يعرفها كل طلاب الفرقة الأولى فى معاهد وكليات الإعلام والصحافة؟
الإجابة لأن تطورا مهما حدث منذ تشكيل الدكتور مصطفى مدبولى لحكومته الجديدة قبل حوالى شهر حيث إنه قرر أن يعقد مؤتمرا صحفيا عقب نهاية الاجتماع الأسبوعى لمجلس الوزراء الأربعاء من كل أسبوع يجيب فيه على كل أسئلة محررى ومراسلى وممثلى ومندوبى الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء المعتمدة فى مصر.
قد يسأل البعض: وما أهمية مثل هذه المؤتمرات، هل ستوفر السلع الناقصة فى الأسواق أو تخفض أثمانها المرتفعة، أو تحل المشاكل الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها مصر فى الفترات الأخيرة؟!!
الإجابة أن مثل هذه المؤتمرات لن تحل المشاكل المتراكمة بل الحل يكون عبر زيادة الإنتاج والصادرات وتقليل الاستهلاك والواردات. لكن المؤتمرات الصحفية خصوصا حينما تكون من كبار المسئولين فإنها توضح الحقائق وترد على كل التساؤلات والأفكار والشائعات، وبالتالى تخلق مناخا إيجابيا يساعد فى حل المشكلات ويمنع خلق بيئة سلبية تؤثر على كل شىء بما فيها الإيجابيات الموجودة بالفعل.
الدكتور مدبولى التزم بهذا الإجراء المهم الذى ينبغى أن نحييه عليه وعلى كل من ساعد فى تطبيق هذا الاقتراع على أرض الواقع.
ومن خلال متابعة عملية لمؤتمرات الدكتور مدبولى منذ تشكيله لحكومته الثانية، ومن خلال أسئلتى لزميلى محمد عنتر رئيس قسم الأخبار ومحرر شئون مجلس الوزراء بالشروق فإن عمل محررى مجلس الوزراء صار أفضل كثيرا بعد اعتماد آلية المؤتمر الصحفى الأسبوعى حيث يقوم الدكتور مدبولى بالرد بنفسه على كل الأسئلة المطروحة فى الشارع المصرى، خصوصا ما يتعلق فيه بالأزمات أو المشاكل، ويكون معه أحيانا الوزير أو الوزراء المختصون بهذا القطع أو ذاك وبالتالى تتوفر للصحافة والإعلام المزيد من المعلومات والأخبار والقصص الصحفية المهمة والحقيقية وليست المعلبة وهو ما يقود إلى انتعاش المهنة وكذلك إتاحة الصورة الكاملة لمتخذ وصانع القرار، وبالتالى إلى تقدم المجتمع.
الجديد أن المؤتمر الصحفى هذا الأسبوع لم يكن مع محررى ومندوبى مجلس الوزراء، بل كان بحضور رؤساء تحرير الصحف المصرية وكبار مقدمى البرامج الفضائية ورؤساء الهيئات الإعلامية ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات بترتيب من الزميل هانى، يونس المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء والعاملين فى المكتب الصحفى.
ذهبت وزملائى إلى مقر مجلس الوزراء فى العملية الجديدة بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضى، وقابلنا الدكتور مدبولى فى الرابعة والنصف عصرا تقريبا فى لقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات، تحدث خلالها الدكتور مدبولى حوالى نصف الساعة ثم استمع بصدر رحب لكل أسئلتنا واستفساراتنا ومداخلاتنا، بل وأحيانا انتقاداتنا.
اللقاء أذيع على الهواء ومتاح للجميع وهو تطور شديد الأهمية وخطوة للأمام إذا استمرت بنفس الوتيرة والمناخ المفتوح من الاسئلة، ليس فقط الإجابة عن أسئلة الصحفيين وهو أمر مهم، بل أن تصل الرسالة إلى عموم الناس وبالتالى يمكنهم فهم وجهة نظر الحكومة فى الكثير من الملفات والمشاكل والقضايا المختلفة.
سأحاول، إن شاء الله، أن أنتقل من الشكل إلى المضمون خصوصا الأسئلة التى وجهتها بنفسى للدكتور مدبولى وتتعلق بالتأكد من تدفقات الدولار والخيط الرفيع بين ضرورة الإصلاح الاقتصادى وظروف الناس الصعبة وهل نحن منتبهون لعودة ظاهرة الأموال الساخنة؟