خطر كورونا.. هل غادر المصريين؟ - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:49 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خطر كورونا.. هل غادر المصريين؟

نشر فى : الإثنين 3 أغسطس 2020 - 7:35 م | آخر تحديث : الإثنين 3 أغسطس 2020 - 8:29 م

قبل توصل العلماء إلى لقاح فعال يمكنه القضاء على فيروس كورونا يظل الوباء كامنا هنا ومنتشرا هناك، متنقلا فى ربوع المعمورة يصيب عشرات الألوف، ومسببا خسائر اقتصادية واجتماعة هائلة، وربما تحتاج البشرية عشرات السنوات لتعويض ما خلفه «كوفيد ــ19» اللعين من تداعيات، نتمنى أن تتحول إلى أثر بعد عين فى أقرب فرصة.

اليوم تتنافس الحيتان الكبيرة، وشركات الأدوية العملاقة من أجل الفوز بأسبقية انتاج المصل الذى يبحث عنه الجميع، ودخلت البلدان الأوروبية وأمريكا فى تحالفات لانتاج عقار فى مواجهة مساعى صينية ورسية لتقديم لقاحات مماثلة، وسط تشكيك أمريكى فى قدرات المنافسين على توفير المصل المطلوب، ما يضعنا فى حيرة ويطرح سؤالا: هل نحن بصدد علاج لمرض فتاك، أم داخل سوق للمواشى حيث يسعى البائع لضمان كسب الزبون؟!

وحتى ينتهى الباعة من صراعاتهم على كسب السوق، قبل أن يملكوا البضاعة، نظل جميعا تحت رحمة فيروس لا يزال يحصد الأرواح، وينهك الأجساد، وإن تفاوتت أرقام الضحايا من بلد لآخر، وسط تحذيرات منظمة الصحة العالمية من موجات جديدة للوباء ربما تكون أشد فتكا، عقب ظهور بؤر جديدة فى بلدان كانت قد حققت نجاحات كبيرة فى مكافحة الوباء.

الكلام السابق مجرد تذكير بأن فيروس كورونا لايزال يسعى بيننا بالتهديد، فالملاحظ استشراء حالة من اللامبالاة، والاستهتار بالاجراءات الاحترازية وسط العديد من المصريين، وبعد حالة الجدية والالتزام الحميد بالتدابير الوقائية، يبدو أن الأمر فى طريقه للخروج عن السيطرة، خاصة بعد تخفيف القيود التى اتبعتها الحكومة فى ذروة تفشى الوباء، وربما يعتقد البعض مع تراجع معدلات الإصابة، طبقا للارقام الرسمية، أن الحياة عادت لطبيعتها بأسرع ما نظن!!

تراجع الالتزام بارتداء الكمامات بنسبة كبيرة فى الشوارع، وحتى فى وسائل النقل الجماعى، وحركة التنقل فى أيام عيد الأضحى خير شاهد ودليل، كما عاود البعض السلام على الأهل والأصدقاء بالأيدى والاحتضان والتقبيل، ناهيك عن ضرب دعوات التباعد الاجتماعى فى مقتل خلال المناسبات الخاصة، وحتى فى تجمعات عامة، يفترض فى أصحابها الوعى بخطورة الزحام.

فمع اقتراب انتخابات مجلس الشيوخ، عقد عدد من المرشحين تجمعات انتخابية، لم يتبع القائمون عليها والحاضرون فيها أى إجراءات احترازية تدعو وسائل الإعلام المملوكة للدولة وتلك الخاصة إلى تطبيقها ليل نهار، واستهان السادة المرشحون، بخطورة تكدس الناس بلا كمامات على مقاعد متقاربة، وكأننا فى أحد الموالد الشعبية فى زمن ما قبل كورونا، فهل يمكننا الوثوق فى هؤلاء المرشحين؟ وأين الهيئة الوطنية للانتخابات مما يدور، ألا يخرج ذلك عن ضوابط الدعاية الانتخابية؟

خلال عيد الأضحى المبارك، خلت الشواطئ العامة والمتنزهات التى تعج بالزوار فى مثل هذه الأيام من كل عام، وظهرت تلك المناطق خاوية على عروشها، وسط تصريحات متشددة من السادة المحافظين على منع أى تجمعات، غير أن الصورة لم تكن على هذا النحو فى بعض الشواطئ الخاصة، والمنتجعات المنتشرة بالمناطق الساحلية، فقد تجمع آلاف المصطافين، ونزل العديد منهم إلى مياه البحر، فى تحد لتحذيرات الحكومة، وسط غياب للأجهزة المنوط بها تطبيق التدابير الاحترازية المعلنة.

نتفهم رغبة الناس فى التمرد، بعد أشهر من القيود الصارمة لمنع تفشى الوباء، والمصريون كغيرهم من شعوب الأرض التى ملت من «الحبسة» فى البيوت، غير أن ذلك لا يجعلنا ننسى أن فيروس كورنا لم يغادرنا، ولايزال يمشى بيننا فى الساحات والطرقات، وأن خطره قائم حتى إشعار آخر.

التعليقات