أمل جديد فى الإعلام المصرى - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:32 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمل جديد فى الإعلام المصرى

نشر فى : الثلاثاء 4 يوليه 2017 - 9:05 م | آخر تحديث : الثلاثاء 4 يوليه 2017 - 9:05 م

نتحدث كثيرا عن المشكلات التى تعانى منها مهنة الصحافة والإعلام فى مصر، خصوصا المشكلات الاقتصادية، لكن طالما هناك أمل فى العناصر البشرية، فكل شىء يهون.
جزء أو بريق من هذا الأمل رأيته طوال خمس ساعات فى قسم الإعلام بكلية الآداب جامعة حلوان أمس الاول الإثنين.
قبل أسابيع طلبت منى الكلية المشاركة فى تحكيم مشروعات تخرج طلاب الفرقة الرابعة، فوافقت على الفور، مثلما أفعل مع أى دعوة مماثلة من أى جامعة، خصوصا اذا جاءت من كليتى، كلية الإعلام بجامعة القاهرة التى تشرفت بتلبية دعوة عميدتها د.جيهان يسرى، ود.محمود خليل رئيس قسم الصحافة قبل أسابيع، وناقشنا وقتها مشروعات تخرج طلاب الصحافة.
فى مثل هذه اللقاءات تكون هناك فرصة ذهبية لرؤية الأجيال الجديدة من صحفيى وإعلاميى الغد، والاطمئنان على مستقبل هذه المهنة التى تتلقى الضربات من جميع الاتجاهات.
يوم الإثنين الماضى تكونت لجنة التحكيم منى، والزميلين العزيزين محمود مسلم رئيس تحرير «الوطن» ورئيس شبكة قنوات dmc، ومحمود الضبع رئيس تحرير موقع «انفراد»، وكانت معنا على المنصة ايضا، الدكتورة نائلة عمارة رئيسة قسم الإعلام، وبعض الاساتذة المشرفين على مشروعات التخرج.
قبل بدء التحكيم التقينا الدكتور ماجد نجم القائم بأعمال رئيس الجامعة وقدم لنا درع الجامعة مشكورا.
دخلنا مدرج «حسن حسنى» الرئيسى بالجامعة وسط مئات الطلاب والطالبات يمثلون ستة مشروعات تخرج أساسية عبارة عن خمس مجلات ومشروع موقع إلكترونى.
الملاحظة التى صارت متكررة هى أن نسبة البنات إلى الأولاد فى أقسام وكليات الإعلام صارت أكثر من تسعين فى المائة. هناك زحف نسائى شامل للسيطرة على مهنة الإعلام لدرجة أن بعض المجموعات صارت حكرا على الفتيات فقط، وأتصور أن هناك أقسام إعلام فى بعض الكليات صارت منزوعة الذكور. لكن المفارقة أن كثيرا من الفتيات لا يكملن الطريق رغم وجود متميزات كثيرات، والسبب بطبيعة الحال هو الزواج والأسرة والأولاد وهموم المعيشة، والعقلية الذكورية الشرقية التى تطلب من الفتاة أن يكون بيتها رقم واحد، وبالتالى فإن عددا كبيرا من الصحفيات المتفوقات يكون الخيار أمامهن صعبا للغاية، وهو إما أن يضحين بالحياة الزوجية للتفوق فى المهنة، أو الموازنة بين العمل والبيت، الأمر الذى يعطى الذكور فرصة التفوق والاستمرار.
فى هذا اليوم كان هناك خمس مجلات وموقع الكترونى وجميعها مشروعات صحفية كاملة، ويمكننى أن أقول بكل وضوح إن بعضها أفضل بمراحل من مجلات صحفية عريقة يعمل بها صحفيون محترفون، وتكبد الدولة ودافع الضرائب الغلبان ميزانيات شهرية فادحة.
شباب قسم الإعلام بكلية آداب حلوان أبدعوا فى مشروعاتهم وقلت لهم انهم نجحوا فيما فشلنا فيه نحن الكبار. هم تخطوا كل الخطوط الحمراء والزرقاء والرمادى!!. تحرروا من كل القيود وانطلقوا، فقدموا صحافة نفتقدها كثيرا هذه الأيام.
الفضل الأساسى لا يعود للطلاب والطالبات فقط بل لأعضاء هيئة التدريس ورئيسة القسم والأساتذة والمدرسين والمشرفين على هؤلاء الطلاب فى مجموعات تخرجهم.
كانت هناك خمسة مشروعات للتخرج هى «خارج التغطية» التى كسرت العديد من التابوهات وحاورت عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد أبوالغار، ثم مجلة «فكة» التى قدمت صحافة اقتصادية متميزة وحاورت العديد من الوزراء والمسئولين بصورة لا تتوافر فى بعض الصحف اليومية والأسبوعية، ثم مجلة «قرص مسكن» التى قدمت عددا متميزا متخصصا فى الطب والصحة والعلاج بصورة جذابة. ثم مجلة «عرضحالجى» التى عرضت معظم هموم الموطنين، أمام المسئولين خصوصا فى التعليم، ومجلة «سلالم» التى قدمت أفكارا وموضوعات كثيرة تهم الشباب بصورة ايجابية. وكانت المفاجأة هى اطلاق موقع إلكترونى عنوانه تحت العشرين، حفل بالعديد من الافكار الجريئة.
وطوال خمس ساعات استمعنا إلى هؤلاء الشباب، وتناقشنا معهم، حول اعمالهم وافكارهم وتصوراتهم للمهنة والمستقبل، وفى النهاية وصلت إلى قناعة بأن الأمل فى المستقبل كبير مع مثل هؤلاء الشباب.. المهم أن تكون الأجواء مهيأة حتى ينطلقوا.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي