مصيدة نادى الرماية - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصيدة نادى الرماية

نشر فى : الثلاثاء 5 مايو 2009 - 9:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 5 مايو 2009 - 9:00 م

 لماذا تكره غالبية الناس الحكومة.. سؤال صار أشبه بالسؤال الخالد عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، وهو «لماذا يكره الناس أمريكا؟».

السؤال فى مصر لم يعد مختلفا عليه ووجدنا وزراء كثيرين بدأوا يتحدثون علنا عن أزمة ثقة بين الحكومة والمواطن وخبرات وتجارب و«مقالب» سابقة جعلت المواطن يفقد الثقة فى كل شىء تفعله الحكومة حتى لو كان صحيحا.

فى تقديرى المتواضع أنه يمكن رصد 70 مليون سبب تدفع المواطنين لكراهية الحكومة وفى أحسن الأحوال إلى عدم الوقوع فى غرامها.. وبالطبع لا يوجد عاقل يقع فى غرام هذه الحكومة إلا إذا كان ممن ينطبق عليهم قانون الصحة النفسية الأخير أو استفاد بصورة حقيقية من الحكومة.

أسباب كراهية الحكومة متعددة ويسهل الاتفاق عليها لكن، هل هناك أسباب تدفع المواطنين لحب هذه الحكومة؟

نعم تستطيع الحكومة أن تغوى وتغرى وتجذب بعض المواطنين إلى حبها إذا نفذت مشروعات محددة من قبيل حل مشكلة المرور على سبيل المثال فى ميدان الرماية الذى تم افتتاح تطويره أمس.

ولمن رحمه ربه ولم يسقه حظه العاثر للوقوع فى مصيدة ميدان الرماية نشير بسرعة إلى أن كل الذاهبين أو القادمين من الإسكندرية وأكتوبر والفيوم وطريق الصعيد الصحراوى إلى القاهرة والجيزة يعانون «الأمرين» وأحيانا ما هو أكثر لكى يجتازوا حفلة تعذيب غير آدمية يوميا خصوصا فى الفترة من الثالثة عصرا إلى الثامنة مساء.

حظى العاثر أوقعنى أكثر من مرة فى «جحيم ميدان الرماية» سواء داخل ميكروباص مختنق أو مع سائق تاكسى يكره نفسه ويكرهنى.. ويلعن اليوم الذى جعله يأتى إلى هذا المكان.

وأعرف كثيرين يسكنون فى فيصل والهرم كانوا يفضلون العودة إلى منازلهم عبر «رأس الرجاء الصالح» وهو طريق المحور بدلا من نادى الرماية الذى يفترض أنه قريب نظريا.

أحد الخبثاء لديه نظرية متكاملة مفادها أن الحكومة تركت أزمة نادى الرماية وغيره الكثير من المحاور المزدحمة كى تؤدب المواطنين وتجعلهم لا يفكرون فى شىء سوى العودة إلى منازلهم بأقل الأضرار الممكنة.

إذا نجح التطوير الأخير فى نادى الرماية وانتهت الأزمة المرورية الخانقة، فإن كثيرا من المواطنين سيرفعون القبعة لها أو على الأقل سيتوقفون قليلا عن لعنها.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي