الكبير كبير - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:28 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكبير كبير

نشر فى : الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 11:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 6 ديسمبر 2010 - 11:10 ص

 أثبتت نتائج الانتخابات الأخيرة أن الحزب الوطنى حزب كبير، بقدراته وكوادره ومبادئه، وأن حصوله على هذه الأغلبية الكاسحة لم يأت صدفة، بل هو نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من العمل الدءوب، تمكن خلالها من تطوير فكره وتحسين آلياته وتعظيم قدراته، وهو ما مكّنه من سحق خصومه ببراعة واقتدار.

كما أظهرت كم هى ضعيفة وهشّة أحزاب المعارضة، لم تستطع حتى أن تفوز بمقعد واحد، وكى تدارى ضعفها وخيبتها، لجأت إلى الوسيلة ذاتها التى اعتادتها فى كل مرة، فاتهمت الحزب الحاكم بالتزوير، ونشرت صحفها صورا مزيفة وأخبارا مفبركة عن عمليات تسويد البطاقات التى جرت فى اللجان، وجرائم تقفيل الصناديق وشراء الأصوات، وهو ما رددته عقب كل هزائمها فى الانتخابات السابقة، وهى حجة العاجز البليد، غير القادر على المنافسة فى ميدان المعركة، التى حشد فيها الحزب الكبير اثنين وثلاثة من مرشحيه فى الدائرة الواحدة، فيما عجز الباقون عن توفير مرشح واحد، حتى بدا وكأنه ينافس نفسه فى عديد من الدوائر.

وأخرست النتائج ألسنة كل من ادعى زورا وبهتانا أن الحزب عقد صفقة مع بعض الأحزاب كى يضمن وجود معارضة مستأنسة فى البرلمان، فقد قاتل رجاله ببسالة على كل مقعد، وواجهوا منافسيهم بشرف ونبالة، فهزموهم هزيمة ساحقة، وأجبروا ما تبقى من فلولهم على الفرار والانسحاب.

وليس صحيحا على الإطلاق ان البرلمان الجديد سيخلو من المعارضة، بل على العكس، ستتواجد المعارضة بصورتها البناءة الفاعلة، التى تدرس المشكلات وتقدم البرامج والحلول بعيدا عن الشجار والنقار والمزايدة، وستشهد الدورة الجديدة للمجلس الموقر عودة إلى زمن المنابر السعيد وربما إلى زمن الاتحاد الاشتراكى الأكثر سعادة، حين تحالفت قوى الشعب العامل فى تضامن وإخاء، من أسوان إلى السلوم، فقد برهن الحزب بفكره الجديد على أن التاريخ يمكن أن يعيد نفسه، وأن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلى الوراء.

وكما هو متوقع، سيتم توزيع الأدواربطريقة مثالية تضمن مناقشة مشروعات القوانين بهدوء، وخروجها إلى النور فى سلاسة ويسر.

وسيرد الحزب الكبيرالجميل لجماهير الشعب التى منحته ثقتها، وأعلنت فى اختيار حر عن رغبتها فى أن يواصل ما بدأه من انجازات، وقد علمتها التجربة أن الحزب إذا تحدث صدق، وإذا وعد أوفى.

مبروك علينا كلنا.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات