المهام المطروحة فى «كوب 28» - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:39 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المهام المطروحة فى «كوب 28»

نشر فى : الأربعاء 6 ديسمبر 2023 - 8:35 م | آخر تحديث : الأربعاء 6 ديسمبر 2023 - 8:35 م
تستضيف دبى هذا العالم جلسات مؤتمر الأمم المتحدة لمكافة تغير المناخ، فى ضوء هذا نشرت جريدة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب وليد خدورى، يعرض فيه أبرز المهام الواردة ضمن جدول أعمال المؤتمر منها، مسألة تمويل دول العالم الثالث ومراجعة ما نفذته الدول الغنية من التزامات تجاه الدول الأخرى حتى الآن... نعرض من المقال ما يلى.
يواجه مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة تغير المناخ (كوب 28)، كغيره من المؤتمرات السابقة المشابهة التى عُقدت خلال العقود الماضية، مجموعة من التحديات، بعضها جديد والآخر مؤجل من المؤتمرات السابقة.
يشارك فى المؤتمر نحو 197 دولة، يستوجب موافقتها بالإجماع على قرارات المؤتمر. أصدر «معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة» تقريرا بمناسبة انعقاد المؤتمر فى دبى خلال شهر ديسمبر الحالى، حدّد فيها البنود المهمة على جدول الأعمال، التى سنستعرضها بخلاصة أدناه:
أولا: مسألة تمويل دول العالم الثالث للاستثمار فى نظام الطاقة الجديد، ومراجعة ما نفذته الدول الغنية من التزامات للدول النامية من مساعدات وقروض ميسرة. ويثار الجدل بالذات حول تعريف الدول الغنية، خصوصا الصناعية منها المسئولة عن التلوث والارتفاع السنوى لدرجات الحرارة منذ انطلاق عصر الثورة الصناعية. ذكرت القرارات فى المؤتمرات السابقة أنه يتوجب على الدول المسئولة عن التلوث (الصناعية الغنية) تقديم قروض ميسرة أو هبات للدول النامية بقيمة 100 مليار دولار سنويا حتى عام 2020، لكى تستطيع الدول النامية تحمل عبء الاستثمارات الضخمة فى الطاقات الجديدة، لكن لم تفِ الدول الصناعية الغنية بالتزامها هذا حتى الآن.
والسؤال المطروح فى هذا النقاش هو: مَن هى فئة الدول المسئولة عن الانبعاثات؟ فهل هى الدول الصناعية ذات الانبعاثات الكربونية لأكثر من قرنين من الزمن (بدأت الثورة الصناعية فى بريطانيا معتمدة على استهلاك الفحم الحجرى وإنتاج الحديد فى منتصف القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر فى بريطانيا، ثم توسعت فى القارة الأوروبية والولايات المتحدة) أم هل تشمل أيضا الدول النامية الغنية ذات الاقتصادات الناشئة حديثا فى القرن العشرين؟ وستطرح فى «كوب 28» دراسات حديثة لمؤسسات دولية تتوقع ارتفاع قيمة المساعدات والقروض الميسرة المطلوبة لمساعدة الدول النامية للتحول للطاقات المستدامة منذ عام 2025، وفيما بعد نحو 500 مليار إلى تريليون دولار سنويا بحلول عام 2030 والسنوات التى تلى هذا التاريخ. وتطالب الدول النامية بأن تسهم الصناديق المتخصصة خصوصا البنك الدولى بحصة أكبر مما تم الالتزام به حتى الآن.
ثانيا: دور الهيدروكربونات والدول النفطية والشركات البترولية مستقبلا فى تصفير الانبعاثات بحلول عام 2050، وما دور البترول فى سلة الطاقة المستقبلية. ويتوقع أن تطرح الدول والشركات البترولية وجهة النظر، أن تجارب السنوات الأخيرة: «كوفيد» وحرب أوكرانيا، قد برهنت أن محاولة الاستغناء عن البترول سيخل باستقرار العرض والطلب فى الأسواق العالمية، كما سيؤدى إلى ارتفاع سريع للأسعار. ومن ثم، فالمطلوب هو مساهمة الوقود منخفض الانبعاثات فى سلة الطاقة المستقبلية إلى جانب الطاقات المستدامة نظرا لازدياد الطلب العالمى على الطاقة سنويا، وعدم إمكانية الاعتماد على الطاقات المستدامة فقط. من الجدير بالذكر، أن بعض الأقطار الأوروبية تعترض على مشاركة البترول فى سلة الطاقة المستقبلية، بينما اقترحت دول أخرى توقف استعمال النفط والغاز تدريجيا فى المستقبل القريب. من الواضح أن الخلاف فى وجهات النظر بين المجموعات المختلفة سيجعل من الصعب التوصل إلى حل وسط يوافق عليه بالإجماع فى نهاية المؤتمر.
ثالثا: الخلافات الجيوسياسية وتشمل التنافس السياسى والحرب التجارية بين أكبر دولتين فى مجال استهلاك الطاقة؛ الولايات المتحدة الأمريكية والصين. لكن من المحتمل أن تكون قد توصلت الدولتان الكبريان إلى تفاهمات إيجابية نتيجة المباحثات بينهما مؤخرا، ما قد يساعد على تقليص الخلافات بينهما والتوصل إلى نتائج أكثر إيجابية مما تحقق فى «كوب 27».
فى الوقت نفسه، يتوقّع أن ترفض روسيا، حسب تصريحات لمسئوليها بهذا الصدد، أى اقتراح متشدد بخصوص عدم استمرار استعمال الوقود الأحفورى، وذلك للمقاطعة الأوروبية للوقود الروسى بعد غزوها أوكرانيا.
كما أن هناك الحرب الفلسطينية ــ الإسرائيلية، ورغم أنها لا تتعلق مباشرة بقضايا الطاقة والمناخ، فإنها من الممكن أن تزيد الأعباء المالية على الدول على حساب تمويل القضايا المناخية والبيئية.
رابعا: يتوقع أن يناقش دور التقنيات حديثة العهد خلال المؤتمر، خصوصا عند استعراض دور الوقود الهيدروكربونى، إذ يتوقع أن تتم مناقشة دراسة أنجزتها رئاسة المؤتمر (دولة الإمارات) بالتعاون مع «آيرينا» و«غلوبال رينييوبل ألاينس» تدعو فيها إلى زيادة إمكانات الطاقات المستدامة العالمية إنتاج الكهرباء 1000 ميغاواط بحلول عام 2030، ومضاعفة ترشيد استهلاك الطاقة، بالإضافة أيضا إلى مضاعفة إنتاج الهيدروجين إلى 180 مليون طن سنويا. ستأخذ هذه التوقعات ونتائج دراسات أخرى مجالا واسعا من النقاش، خصوصا توفر التقنيات المتوافرة لهكذا قفزات علمية، وما مدى التكاليف المالية المترتبة عليها.
ومن الأهمية بمكان أيضا النقاش حول غاز الميثان، الذى يعد أكثر تلوثا من ثانى أكسيد الكربون بنحو 80 فى المائة. وهناك كذلك موضوع تأسيس «شراكة لتحول عادل للانتقال الطاقوى».
النص الأصلى

التعليقات