ليس خبرا جديدا أن الهدف العاجل لجماعة الإخوان وأنصارها الآن هو تعطيل الاستفتاء على الدستور بكل الطرق الممكنة حتى لو كان الثمن بحرًا من الدماء.
السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن تفويت الفرصة على الجماعة ومنع الوصول إلى هذا السيناريو؟.
هناك طريقان رئيسيان: الأول أن يتحلى غالبية الناس بالإيجابية، ويذهبوا إلى صناديق الاقتراع يومى 14و15 يناير الجارى ليقولوا رأيهم الحر فى مسودة الدستور المعدل.
وجود مشاركة شعبية كبيرة هى أفضل طريق للرد على أى محاولات إخوانية أو غير إخوانية، لإفشال الدستور أو تعطيله لأنهم يدركون أن الموافقة الشعبية العالية مصحوبة بنسبة مشاركة عالية تعنى تحطم العمود الفقرى لدعاية الإخوان عن «الشرعية».
الطريق الثانى هو دور أجهزة الأمن فى حماية المقترعين واللجان وتوفير مناخ من الهدوء وقطع الطريق على أى محاولات للتخريب أو التعطيل.
لكن النقطة الجوهرية فى هذا الأمر هو أن تبدأ الشرطة فى ممارسة دورها بمهنية عالية، وتتوقف عن سياسة وزير الداخلية الأسبق زكى بدر القديمة وشعارها «الضرب فى سويداء القلب».
أكاد أدرك الآن أن معارضى الإخوان وكارهيهم بدأوا فى انتقادى وربما سبى عندما قرأوا السطور الأخيرة باعتبارى انهزاميا و«يدى مرتعشة»!.
الفكرة ببساطة أن جماعة الإخوان تراهن على حمامات الدم بأى طريقة كمدخل جوهرى لإرباك الحكومة وجرها إلى مواجهات قانونية دولية حول ارتكاب جرائم حرب.
بالطبع سوف ينبرى البعض ويقول: «وماله سوف ننهى وجود الإخوان بالكامل فى مصر حتى لو كان عبر قصفهم بالطائرات».
هذا كلام مراهق وصبيانى ولم يعد قابلا للتطبيق فى العالم الآن.
مهما اختلفنا مع الإخوان أو غير الإخوان فهم بشر ولهم حقوق، وجزء من هذا الوطن، ومن يخالف القانون يحاسب بالقانون، ومن يشارك فى تخريب يتم القبض عليه ومحاكمته، ومن يرفع السلاح يتم التعامل معه بنفس السلاح، ومن يستخدم صواريخ «الآر بى جيه» فى سيناء، فليتم قصفه بأى نوع من الصواريخ.
الشرطة مسئولة عن أرواح أنصار الإخوان مثلما هى مسئولة عن أرواح أنصار 30 يونيو، هذا من ناحية القانون والأخلاق، أما من الناحية السياسية فالمفترض أن وزارة الداخلية ومعها الحكومة وكل أهل الحكم يدركون أن الإخوان يحاولون جر الجميع إلى فخ الدم والوصول إلى مرحلة الفوضى الشاملة بما يمهد إلى تدخل دولى.
المسألة باختصار أنه كلما قل عدد المصابين والضحايا ضعفت حجج الإخوان وأنصارهم.
هم يعتقدون أن هناك أياما حاسمة حتى نهاية يناير الجارى، وسيبذلون كل جهد ويفعلون أى شىء بما فيه أرواح البسطاء والمغرر بهم، كى يحققوا هذا الهدف وهو تعطيل الاستفتاء أو حتى شل البلد بأى طريقة.
لو كنت مكان وزير الداخلية لقلت لكل جندى وضابط بوضوح: «أرجوك تحلَّ بالهدوء وضبط النفس واكتم غيظك حتى تمر هذه الأيام الصعبة على خير.. كن حاسما ورادعا، لكن بالقانون، والأهم لا تعطی الإخوان فرصة الظفر بحمام الدم».