هل نجح بعض الإعلام الذى يتم بثه من خارج مصر، فى تسجيل نجاحات، فى الفترة الماضية؟!
الإجابة هى نعم. وأحد أهم الأدلة على ذلك هو وصولهم إلى شرائح من المجتمع المصرى، خصوصا بعد حادثة محطة مصر صباح الأربعاء قبل الماضى.
وكلما قابلت زملاء خصوصا فى مجال الإعلام يقولون إن بعض المواطنين بدأ يشاهد هذه القنوات، التى يتفق غالبية أساتذة الإعلام على أن معظمها يبث إشاعات وأكاذيب وضلالات وترامادول إعلاميا.
الحديث عن هذه الإشاعات كانت عنوانا لنشرات برامج وسائل الإعلام المصرية فى الفترة الأخيرة.
شخصيا، كنت ضيفا (خلال الأيام الماضية) على أكثر من قناة فضائية للإجابة عن أسئلة تتعلق بهذا الموضوع وارتباطه بحادث جرار محطة مصر، وما ارتبط به من قصص وحكايات وإشاعات اختلط فيه الجد بالتهريج!!.
تحدثت إلى الزملاء والزميلات الاساتذة سارة حازم فى قناة DMC، ولبرامج «الستات ميعرفوش يكذبوا» على قناة سى بى سى مع سهير جودة ومفيدة شيحة ومنى عبدالغنى، ولإذاعة الشرق الأوسط مع شيرين عبدالخالق، وكذلك للتليفزيون المصرى، ومع محمد عبدالرحمن فى البث التجريبى لـDMC الإخبارية ولقنوات العربية والحدث وسكاى نيوز والحرة.
لكن النقاش الأوسع كان مع الاستاذين عمرو عبدالحميد ونشأت الديهى على قناة تن مساء الجمعة الماضى حيث استغرق أكثر من ساعتين إلا الربع، ودار فى جو مفتوح وصريح، وسأعود إليه لاحقا بمزيد من التفاصيل إن شاء الله.
معنى أن تهتم غالبية وسائل الإعلام المصرية بما تقوله وسائل الإعلام التى تبث من الخارج، هو أنها صارت تصل أكثر إلى بعض الناس مقارنة بالماضى.
وخلال اللقاء فى قناة تن قال الروائى والنائب البرلمانى يوسف القعيد إنه حينما يعود متأخرا لمنزله، صاعدا إلى السلم يسمع العديد من سكان عمارته يستمعون للفضائيات القادمة من تركيا. ما قاله القعيد يقوله كثيرون. لم يجدوا تنوعا فى الفضائيات المصرية فى الداخل، فبحثوا عنها فى الخارج.
ما أدهشنى هو أن كثيرين مندهشون مما تبثه وسائل الإعلام الإخوانية التى تعتاش على الإشاعات والأكاذيب.
الإخوان وبعد الضربات العنيفة جدا التى تعرضوا لها منذ ٣٠ يونيو ٢٠١٣، لم يعودوا يملكون شيئا تقريبا باستثناء اصطياد كل الأخطاء للحكومة، وهو أمر طبيعى جدا ومتوقع.
ومن العبث أن تتوقع منهم أن يكونوا موضوعيين ومهنيين. هم يتعاملون باعتبار أن لديهم ثأرا مع الحكومة والنظام والرئيس، ويريدون الوصول لهدفهم، مهما كان الثمن.
غالبية العناصر الإخوانية إما فى السجون أو المنافى أو «كامنون» فى بيوتهم وأعمالهم. لكن قلة مدربة على ممارسة الحرب الإلكترونية، نجحت فى التغطية على الضربات الأمنية والشتات التنظيمى.
تخيلوا ماذا سيفعل الإعلام الإخوانى، فى حالة عدم وجود مصائب وكوارث؟!
فى بعض الأحيان أعتقد أنهم يبحثون عن المصائب، حتى يظلوا موجودين!
هل نلوم الإخوان على ذلك؟!
السياسة لا تعرف اللوم، لكنها تعرف أن كل طرف يحاول استخدام كل الكروت التى يملكها، حتى لو كانت غير أخلاقية وعبارة عن كوكتيل من النصب والغش والاحتيال المعجون بالكذب.
المفترض أن على الغاضبين من تأثير إعلام الإخوان، أن يسألوا أنفسهم: لماذا صار هذا الإعلام مؤثرا إلى حد ما؟!
الإجابة ببساطة، أن هذا الإعلام لم يكن يشعر به أحد طوال أعوام ٢٠١٣ و٢٠١٤ و٢٠١٥ و٢٠١٦. لكن عندما بدأ التضييق على الإعلام فى الداخل، ذهب بعض المصريين بحثا عن أى صوت مختلف، حتى لو كان المشاهدون يدركون أنه مشبوه ومحتال ويخلط السم بالعسل.
لو أن أى باحث مبتدئ فى علوم الإعلام، أجرى دراسة سريعة على محتوى الإعلام الإخوانى، فسوف يكتشف أنه يقوم فقط الآن على التصيد ويعتاش على المصائب والكوارث سواء كانت طبيعية أو بشرية؟!
السؤال: هل نلومهم على ذلك؟ أم نلوم الذين يتسببون فى الكوارث والمصائب والأخطاء المجانية؟ وهل ننتظر من هذا النوع من الإعلام أن يكون موضوعيا ومهنيا؟!
الإجابة هى لا. لكن السؤال الأكثر أهمية وبعد الشرح والتفسير: ما هو العلاج الناجع وكيف يمكن التصدى فعلا للإشاعات والأكاذيب؟!
الإجابة لاحقا إن شاء الله.