نشر موقع Defense one مقالا للكاتب «سامويل بينديت» تناول فيه تلميحات بوتين فى خطابه فى إحدى المؤسسات التعليمية المخصصة للبرمجة الإلكترونية والذكاء الاصطناعى والسيادة التكنولوجية حول استراتيجية روسيا فى الذكاء الاصطناعى ورؤيته عن كيفية دعم هذا المجال وتخطى عواقبه.
قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تلميحات جيدة حتى الآن حول الاستراتيجية الوطنية المقبلة للذكاء الاصطناعى؛ حيث أوضح عدة خطوط عملية: برامج تدريب، والتعاون بين القطاع العام والقطاع الخاص، والدعم التشريعى، ومحاولات البناء التى تركز على نقاط القوة فى روسيا. وبصورة مفاجئة، اقترح بوتين أن تكرس الحكومة مجهوداتها لتقديس وحماية الحقوق الجديدة للملكية الفكرية وللمواطنين.
وكما ذكرت وكالة أنباء TASS ــ وهى وكالة أنباء روسية حكومية ــ فإن خطاب بوتين فى 30 مايو كشف عدة تفاصيل حول هذه الاستراتيجية ــ والتى من المتوقع تطبيقها فى يونيو. ما زال الأكاديميون والمسئولون الروس ورجال الأعمال ينادون بشكل متواصل إلى الوصول لهذه المرحلة، فيعقدون المؤتمرات والندوات والبيانات العامة حول الحاجة إلى تنمية بنية تحتية وطنية للذكاء الاصطناعى.
فى خطابه، أعلن بوتين أن المتطلب الأساسى لتنمية الذكاء الاصطناعى هو استعداد المجتمع والمواطنين لتقبل الانتشار الواسع لهذه التقنيات. وبالتالى يصبح من الضرورى توفير التعليم الرقمى على نطاق واسع لإطلاق برامج إعادة التدريب فى بعض التخصصات.
وأشار بوتين فى خطابه إلى ضرورة توفير المزيد من التمويل سواء من خزائن الدولة أو عن طريق جذب المستثمرين من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص. وبالنسبة للتمويل من خزائن الدولة، أشار بوتين ووزراؤه إلى إمكانية استثمار ما يصل إلى 1.4 بليون دولار أمريكى فى تطوير الذكاء الاصطناعى المحلى فى السنوات القليلة المقبلة. أما بالنسبة لجذب المستثمرين، فقد دعا بوتين الشركات الروسية إلى الانضمام إلى الجهود المبذولة لدعم الذكاء الاصطناعى، وقال إنه مستعد شخصيا للتحدث مع أى شركة مترددة فى هذا الشأن.
وقال بوتين إن زيادة التمويل سيحفز بشكل أساسى إنشاء احتياطيات جديدة، وأساليب رياضية، ومبادئ تشغيل الذكاء الاصطناعى تماثل العقل البشرى. وقال بوتين: إن روسيا ينبغى عليها أن تصبح واحدة من المنصات الرئيسية لحل المشكلات العلمية المعقدة بمشاركة العلماء من جميع أنحاء العالم.
وقال إن بعض هذه الأعمال يمكن تنظيمها أو تنفيذها فى المراكز الرياضية الدولية، مثل تلك التى من المقرر افتتاحها العام المقبل فى موسكو وسان بطرسبرج وسوتشى.
وقال بوتين مجيبا على المخاوف بشأن حقوق الملكية الفكرية فى روسيا وما يرتبط بها من هجرة المواهب فى مجال تكنولوجيا المعلومات أنه من الضرورى ضمان حماية الملكية الفكرية والوضع القانونى لتسجيل براءات الاختراع فى مناطق وأقاليم روسيا المختلفة. كما دعا بوتين إلى تشريع جديد لتعزيز الذكاء الاصطناعى ــ وضمان حقوق المواطنين وسلامتهم.
وأضاف بوتين أيضا أنه من المهم أن تلائم التشريعات الواقع التكنولوجى الجديد، وتشكيل بشكل سريع وكفء أساسا قانونيا مرنا ومناسبا لتطوير واستخدام الحلول القائمة على تطبيق الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى توفير أنظمة استثنائية للاستثمارات القطاع الخاص لخلق حلول جديدة.
فى النهاية، قال الرئيس الروسى، يجب على بلاده على الأقل تطوير «السيادة التكنولوجية» فى الذكاء الاصطناعى: «هذا هو الشرط الأكثر أهمية لاستمرار ونمو الأعمال والاقتصاد، وتحسين نوعية حياة المواطنين الروس، وتطوير فدرة الدولة فى الأمن والدفاع».
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغني
النص الأصلى