ما بعد معرض الكتاب؟ - سيد محمود - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 2:14 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ما بعد معرض الكتاب؟

نشر فى : الثلاثاء 8 فبراير 2022 - 8:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 8 فبراير 2022 - 8:35 م

 

انتهت الدورة الـ 53 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب على خير ونجحت مصر فى تأكيد ريادتها لهذا النشاط على الصعيد العربى، فلا تزال هى المدينة العربية الأولى القادرة على جذب المثقفين والمبدعين العرب بمن فيهم هؤلاء الذين يأتون على نفقتهم الخاصة حرصا على اللقاء فى القاهرة التى تستطيع وحدها أن تفعل ذلك كما أقول دائما.
والحق أقول إن هيئة الكتاب بذلت الجهد الأكبر للخروج بدورة ناجحة بلا أزمات وعلى الرغم مما أثير حول مصادرة عمل ابداعى، إلا أن أحدا من صناعه لم يفصح لوسائل الاعلام عن الأسباب أو الملابسات وذلك على أمل تصحيح الوضع وتخطى أزمة المنع.
والواضح أن البرنامج الثقافى للمعرض ظهر فى صورة أفضل مما كان عليه خلال السنوات السابقة، كما أثار برنامج النشر المهنى اهتمام الناشرين والحريصين على تنمية ثقافة التدريب المهنى وتنشيط عمليات تبادل حقوق النشر وتحسين سبل الحوار حول قضايا المهنة والمؤكد أن هذه المسألة واحدة من أهم المسائل التى يحتاج اليها الناشر العربى لتأكيد وجوده على الساحة العالمية.
وقد حضرت نقاشا مهما داخل البرنامج حول مشكلات الترجمة وتبادل الحقوق طرحت فيه العديد من الاراء المهمة التى ينبغى وضعها فى الاعتبار مستقبلا سواء على صعيد الخيارات أو سقف التوقعات المتعلقة بفرص انتشار الثقافة العربية عالميا.
وكما هى العادة تجلت المفارقة السنوية بين أعداد الزائرين التى تعلن عنها ادارة المعرض، والارقام التى يعلنها الناشرون حول حجم المبيعات، فالناشر رأى زحام الايام الأخيرة كالحمل الكاذب لأن هذا الزحام لم يترجم الى مبالغ مالية أو مبيعات.
ومهما تباينت الأرقام والتحليلات حول سلبيات الدورة أو ايجابياتها تظل هناك حاجة للتفكير فى أوضاع الكتاب خارج هذه المناسبة السنوية المهمة.
والمؤكد أن مهنة النشر فى مصر تعانى أزمات كثيرة أبرزها تفشى عمليات التزوير التى جعلت القاهرة أيضا عاصمة لتزوير الكتاب العربى ولا تكاد أية جولة فى شوارع القاهرة أو الاسكندرية تخلو من «فرشة» كتب تبيع الكتب المزورة ومع تراجع نسبة توزيع الصحف الورقية تحول باعة الصحف الى باعة للكتب المزورة جهارا نهارا دون رادع أو رقيب.
وقد يدافع البعض عن هذه الظاهرة باعتبار ان التزوير يسهل عملية الحصول على الكتب بعد ارتفاع اسعارها وهى حجة ستؤدى خلال سنوات قليلة الى انهيار مهنة النشر ذاتها لأن التزوير يستهدف بالضرورة الاعمال التى تصنف ضمن فئة الكتب الأكثر مبيعا وبالتالى يستنزف اية ارباح متوقعة من النشر.
والتفكير فى حلول اولى بطبيعة الحال من تشجيع التزوير فقبل أيام وضعت الناشرة منى هيننج التى تعيش فى السويد على صفحتها بـ«فيس بوك» اشارة الى تحقيق صحفى نشرته صحيفة DN السويدية الكبرى فى صفحتها الأولى تحت عنوان: «من دون المكتبات المدرسية لن نستطيع التخلص من الطبقية».
وعلقت الناشرة قائلة: نعم نحن بحاجة الى مكتبات عامة مفعلة ومكتبات مدرسية مفعلة يعمل فيها شباب من اهل الثقافة والعلم؟ وهذا صحيح تماما وظهرت خلال نفس الاسبوع صورة أخرى تؤكده نشرتها الصديقة ليلى حورانى من مكتبة عامة فى إحدى مدن النرويج حيث تعيش وكانت لمكتبة عامة وجدت فيها أعمالا عربية لمؤلفين عرب مثل صنع الله ابراهيم والروائى السورى خالد خليفة ولروايته التى صدرت العام الماضى وهى صورة جعلتنى اتساءل عن أحوال مكتباتنا العامة وطرق تزويدها وحجم انتشارها خاصة وأن احد الاصدقاء طالب بأن يكون تأسيس المكتبات العامة ضمن أولويات مشروع «حياة كريمة».
وإذا حدث ذلك سيكون بالامكان المساعدة فى الحد من ظاهرة تزوير الكتب، فالباحثون عن الكتب الرخيصة سيكون من الايسر لهم التوجه لاستعارة الكتب بدلا من قرصنتها أو شراء النسخ المزورة منها وهذا ما ينبغى أن نفكر فيه دائما.