ظهر يوم الأحد الماضى التقى وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهرى مع رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات الصحف المصرية فى مقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى جاردن سيتى.
الوزير اعتبر اللقاء جلسة ود وصراحة وحديث بقلب مفتوح، وهو يعتبر الصحافة والإعلام تمثل نصف النجاح بجانب القيام بكل ملفات العمل، وقال الوزير إنه حريص على الاستماع لأفكار وأسئلة الصحفيين واقترح أن يكون اللقاء دوريًا..
الوزير تحدث فى بداية اللقاء عن المحاور الاستراتيجية لعمل وزارته، ثم ترك الباب مفتوحًا لأسئلة وآراء الصحفيين. الأسئلة كانت متنوعة وسوف أعود لاحقًا لمناقشة ما أراه مهما.
لكن اليوم سأتوقف عند سؤال مهم جدا طرحه الزميل والصديق ماجد منير رئيس تحرير الأهرام عن العلاقة بين شيخ الأزهر ووزير الأوقاف.
وقد يستغرب البعض من طرح هذا السؤال، فالمفترض أن العلاقة بين الإمام الأكبر ووزير الأوقاف تكون طيبة وطبيعية طوال الوقت. لكن المتابعين يعرفون أن هذه العلاقة بين الإمام الأكبر أحمد الطيب ووزير الأوقاف السابق الدكتور محمد مختار جمعة، لم تكن ــ لبعض الوقت ــ فى أحسن أحوالها.
لن أخوض اليوم فى أسباب هذا الخلاف، لأن معظمه كلام مرسل، ويصعب التحقق من صحته، لكن سوف ننشغل بالمستقبل.
ورغم أن سؤال ماجد منير كان آخر سؤال بين الحاضرين، لكن الوزير قال إنه سوف يجيب عنه أولًا، وقال أيضًا إن هناك أسئلة وملفات وقضايا لا يستطيع أن يقدم لها إجابة فورية، لأنه يحتاج إلى دراستها بصورة معمقة وكاملة، إلا أنه سيجيب عن سؤال العلاقة بين الأزهر والأوقاف.
الأزهرى كان واضحا وقال كلامًا مهمًا فى هذا الصدد.
هو قال إن الوجدان المصرى يهفو ويطمئن حينما يرى أن المؤسسة الدينية كلها منسجمة، وعلى قلب رجل واحد. ونعرف أن أسامة الأزهرى كان أول أنشطته بعد توليه الوزارة أنه ذهب لزيارة الإمام الأكبر فى مشيخة الأزهر وهو يقول إن الصورة تكون معبرة دائما أكثر من الكلمات وإن زيارته للإمام الأكبر لم تكن شكلية أو بروتوكولية، بل كانت مبدئية وتعكس إرادة صادقة لمحبة شيخ الأزهر.
الأزهرى قال إنه يؤمن بأن المؤسسة الدينية يقف فوق رأسها شيخ الأزهر وبعد ذلك تأتى بقية المؤسسات سواء كانت وزارة الأوقاف أو دار الافتاء أو الطرق الصوفية.
الأزهرى حكى عن مواقف كثيرة تدل على تقديره واحترامه لشيخ الأزهر، ومنها أنه زاره هو ووزير الرى الدكتور هانى سويلم مؤخرا لمناقشة إطلاق حملة ترشيد استخدام المياه، وأنه اقترح أن تكون كلمة شيخ الأزهر هى مقدمة الكتاب الذى سوف يصدر عن هذه الحملة وأن الإمام الأكبر رحب بذلك فورًا.
الأزهرى يعتقد أن الاصطفاف خلف شيخ الأزهر يبعث برسالة طمأنة للشعب المصرى، بل أن صدى زيارته للمشيخة وصل إلى الخارج، حيث إن وزيرا فى دولة عربية بعث إليه برسالة يقول له فيها إن أسهمك قد ارتفعت عندنا بعد هذه الزيارة.
الأزهرى قال إنه يعرف مقام الأزهر جيدا فهو قضى ست سنوات كاملة يبحث فى دار الكتب عن سير علماء وأعلام الأزهر، وبالتالى فهو يؤمن بضرورة وجود علاقة طيبة دائما بين الأزهر والأوقاف..
ويحسب للأزهرى خلال حديثه مع الصحفيين أنه تحدث بصورة إيجابية جدا عن سلفه د. محمد مختار جمعة، وقال إنه جاء فى فترة مهمة وصعبة، وقدم إسهامات كثيرة، وإنه سوف يواصل البناء على ما أنجزه الوزير السابق.
انتهى كلام الأزهرى عن شيخ الأزهر، وأعتقد أنه بداية مهمة جدا، لأنه لا يمكن الحديث عن خطاب دينى حقيقى ومؤثر فى حين يوجد خلاف ــ حتى لو كان شكليا وبسيطا - بين الأزهر ووزارة الأوقاف، خصوصا أن القضايا والتحديات التى تواجه مصر والأمة الإسلامية فى موضوع الدين والتدين كثيرة ومتشعبة، سواء بسبب تهديدات المتطرفين من جهة، أو القوى الأجنبية المتربصة بهذه الأمة من جهة أخرى، بل ربما تكون هذه القوى الأجنبية هى التى تدعم وتوجه وتدير المتطرفين، حتى لو كان معظمهم لا يدرك أنه أداة فى يد هذه القوى.
مرة أخرى القضايا خلال اللقاء مع وزير الأوقاف كانت كثيرة، وسأحاول العودة لها لاحقا خصوصا موضوع الأئمة والدعاة وخطباء المساجد..