الأهلى حالة (2) - محمد الهوارى - بوابة الشروق
السبت 12 يوليه 2025 10:22 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

الأهلى حالة (2)

نشر فى : الجمعة 11 يوليه 2025 - 8:50 م | آخر تحديث : الجمعة 11 يوليه 2025 - 8:50 م

فى المقال السابق تحدثنا عن الحالة التى خلقها النادى الأهلى والزخم الذى صاحب صفقاته الأخيرة ومشاركته فى البطولات العالمية. وركزنا على أهم الإيجابيات. فى هذا المقال أركز على الدروس المستفادة وكيف ينطلق الأهلى للمرحلة المقبلة والتى من الممكن أن تنقله لحدود جديدة ويحقق آمال جماهيره العريضة فى حصد مركز متقدم فى كأس العالم القادم. فما هى أهم الدروس المستفادة؟

أولاً التخطيط متوسط المدى: بما أن الأداء فى كأس العالم للأندية أصبح أهم هدف لجمهور الأهلى فيجب التخطيط لكأس العالم القادم منذ اليوم. فى كأس العالم القادم يجب أن يدخل الأهلى البطولة بفريق متناغم ولاعبين لعبوا على الأقل موسما كاملا معا. وأشفق على إدارة الأهلى من حيث المشكلة التى واجهتهم فى المدير الفنى. فواقع الأمر أن المدرب السويسرى غادر الفريق بدون هزائم تقريبا فى موسمه الأخير حتى خروجه من بطولة إفريقيا كان بعد تعادل داخل أرضه. وأيضا رحل وفى جعبته عدة مواسم من البطولات والإنجازات. فمن ناحية أتفهم عدم رغبة الإدارة فى تغيير المدرب قبل البطولة ولكن الظروف حتمت تغييره. وجاء المدير الفنى الجديد فى موقف لا يحسد عليه. فإما إدارة الفريق كأنها تدير منتخبا يرى فيه المدرب واللاعبون بعضهم بعضا لأول مرة أو أن يحاول فرض طريقة لعبه على الفريق. هذا فى تقديرى ما أدى لأن يكون أفضل أداء للفريق هو آخر مبارياته حيث أدى مباراة تاريخية بكل المقاييس أمام بورتو البرتغالى. واستكمالاً للحديث عن المدير الفنى الجديد فأرى بوادر ما يريد تنفيذه وهو الضغط من أول الملعب وهى إحدى الخطط التى أخذتها كرة القدم من كرة السلة وكنا نلعب بها فى كرة السلة منذ حوالى ثلاثين عاما واسمها طريقة الزون برس Zone Press. توقعى أنه إذا نجح فى تنفيذ هذه الطريقة مع الأهلى فسيكون حقق نقلة نوعية فى كرة القدم المصرية تماثل ما قام به ڤايتسا المدرب الألمانى فى التسعينيات ومانويل جوزيه فى الألفينيات. هى نقلة آن الأوان لها. فإذا أراد اللاعب المصرى أن يتم تقييمه بالدولار فعليه أن يؤدى مثل اللاعبين الأجانب.

ثانيا التخطيط الاستراتيجى: ظهرت الكثير من الآراء عن مستقبل إدارة الكرة فى الأهلى كأهم نادٍ مصرى على الإطلاق. ولفت نظرى أحد هذه الآراء من مقدم البرامج الرياضية المحمودى وهو أحد القلائل الذين أستمتع بمشاهدتهم. كانت وجهة نظره أن الأهلى يجب أن يهتم بالناشئين ويصبح معمل تفريخ لهم مثل أندية البرازيل. والحقيقة أننى أختلف مع وجهة نظره. فالأهلى عنده أبنائه والذين يكونون دائما قوام الفريق ولكن ميزة الأهلى كانت وما زالت فى قدرته على جذب أقوى اللاعبين فى مصر وإفريقيا وتحويلهم لنجوم قادرين أن يكونوا أهم لاعبين فى مصر. هو الفارق بين صناديق رأس المال المخاطر Venture Capital  وصناديق إدارة الأصول الخاصة Private Equity. فما هو الأفضل؟ هل هو تربية ٢٠ لاعبا وصرف ٢٠٠ ألف دولار على كل لاعب ثم بيع أحدهم بعشرة ملايين أم شراء لاعبين بمليون دولار كل لاعب ثم بيع أحدهم بعشرة ملايين وفى أثناء ذلك يكون هذا اللاعب قد ساعد الفريق فى تحقيق بطولات لجماهيره؟ أيا كانت الإجابة تحتاج لجنة الكرة إلى أن تضع خطة استراتيجية طويلة الأمد ترد فيها على هذه الأسئلة. ما هى الأولويات والأهداف وكيف نصل لها وما هو دور قطاع الناشئين فى المنظومة وكيف نديره؟ فى تقديرى أنه قد يكون من الأفضل أن يصبح قطاع الناشئين شركة منفصلة Spin Off وتكون هادفة للربح قائمة بذاتها مثلما يفعل عددا من رجال الأعمال فى شركات الناشئين التى أسسوها فى السنوات القليلة الماضية. والأهلى يسبقهم وأى شركة أخرى بسبب العلامة التجارية (مرة أخرى العلامة التجارية) وأيضا بسبب وجوده فى منافسات الكبار وجماهيره العريضة وهو ما ينقص هذه الشركات الجديدة.

ثالثا السوشيال ميديا: أتذكر أن فى حديث لى مع عمى كبير لجنة حكماء النادى رحمه الله قال لى إن السوشيال ميديا قادرة أن تقيم ثورات فكيف لا تؤثر على مسيرة فريق كرة. ورأينا هذا الموسم الشكل الأسوأ للسوشيال ميديا والتى وصلت لحد التنمر على لاعبين لم يبخلوا بجهد. والفارق بين جمهور الكرة والسوشيال ميديا واضح. فالجمهور وراء الفريق فى كل أحواله. أتذكر أن أكثر معدل حضور مباريات لى كان فى أسوأ فترات الفريق فى أوائل الألفينيات وكان تفكيرى وقتها أن الفريق يحتاج إلى مساندة كل مشجع أكثر من أى وقت. أصبح التعامل مع سلبيات السوشيال ميديا من أهم النقاط التى يجب أن تركز عليها الإدارة. سواء بالتعامل النفسى من ناحية أو باحتواء الإدارة أكثر للاعبين وحتى بالدفاع عنهم فى الإعلام. فاللاعب يجب أن يشعر أن الإدارة فى ظهره وتسانده خاصة عندما تشتد حملات السوشيال ميديا والذى يحركها أهداف غير حب النادى.

سنوات العمل من إدارة الكرة فى النادى الأهلى ووجود كابتن الخطيب مع مساندة جماهير الأهلى العريضة فى كل العالم وما أظهروه فى أمريكا جعلتنا نعى أكثر حجم الفرصة التى يستطيع الأهلى الاستفادة منها للنهوض بمستوى الكرة فى النادى والذى سيفيد بكل تأكيد منتخب مصر.

محمد الهوارى مدير صناديق استثمار دولية
التعليقات