فى الثامنة من صباح يوم الإثنين الماضى تحركت من منطقة وسط البلد بالقاهرة متجهًا إلى القصر الرئاسى فى مدينة العلمين بمحافظة مطروح لحضور المؤتمر الصحفى بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الصومالى شيخ حسن محمود.
الزيارة فى غاية الأهمية للأمن القومى المصرى والصومالى والعربى، وقد تحدثت عن هذه المعانى فى أكثر من فضائية مصرية فى اليوم نفسه خصوصًا «القاهرة الإخبارية» و«إكسترا نيوز». واليوم سأكتب عن موضوع مختلف تمامًا لكنه مرتبط بهذه الرحلة إلى العلمين؛ حيث عدت للقاهرة فى الرابعة عصرًا.
فى السفر إلى العلمين قطعنا نحو 600 كيلومتر فى الذهاب والعودة. من كنت أركب معه السيارة كان معه برنامج على هاتفه النقال يطلب منه الالتزام بقواعد المرور. هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها هذا التطبيق، ولا أعلم ما هو التوصيف القانونى لمثل هذا النوع من التطبيقات.
لكن من المهم أن أوضح ملاحظاتى المرورية طوال الطريق: أولًا فإن البرنامج ينبه السائق فى كل مرة يتجاوز السرعة، فيقول له انتبه: السرعة على هذا الطريق مائة كيلو كما هو الحال على طريق العلمين ــ وادى النطرون، أو مائة وعشرون كيلو كما هو الحال على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، أو 70 كيلو على المحور.
ثانيًا: البرنامج أيضًا ينبه السائق ويقول له: هناك كاميرا ثابتة قريبة، أو هناك رادار ثابت أو متحرك ويعطى صوتًا كلما اقترب الهدف ثم يتوقف الصوت، حينما يتم تجاوز الكاميرا أو الرادار.
ثالثًا: فإن الملاحظة الجوهرية هى أن كاميرات المراقبة والرادارات الثابتة أو المتحركة موجودة بكثرة على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى، بل ربما لا أتجاوز إذا قلت إنها موجودة كل 3 كيلومترات، وهو الأمر نفسه على طريق العلمين ــ وادى النطرون وإن كان بنسبة أقل إلى حد ما.
رابعًا: رأيت بنفسى تواجدًا مروريًا مكثفًا على طول المسافة من القاهرة إلى العلمين سواء فى كمائن ثابتة أو رادارات وكاميرات ومن الواضح أن هذا النشاط قد زاد بصورة واضحة عقب الحادثين الكبيرين على الطريق الدائرى الإقليمى قرب المنوفية وراحت ضحية الحادث الأول 18 فتاة من قرية السنابسة، وفى الحادث الثانى 9 قتلى فى تصادم بين أتوبيسين.
خامسًا: قائد السيارة الذى كنت أركب معه كان ملتزمًا إلى حد كبير بقواعد المرور خصوصًا السرعة، وساعده فى ذلك وجود هذا البرنامج الذى يحدد له مسبقًا وجود الكاميرات أو الرادارات، وبالطبع فإن هذا البرنامج سيتيح فرصة مهمة للسائقين للالتزام بقواعد المرور حينما يمرون بالكاميرات ثم يتجاوزون بعد ذلك، وقد رأيت مئات السيارات بجوارنا تمر بسرعة فائقة، وتشكل خطرًا على الطريق وعلى الآخرين وعلى أنفسهم.
سادسًا: طريق الإسكندرية الصحراوى صار منذ تطويره قبل سنوات طريقا عالميا على أعلى مستوى. والسؤال المهم هو: هل يستمر النشاط والأداء المرورى كما رأيته يوم الإثنين الماضى، أم أنها صحوة طارئة ومؤقتة بسبب الغضب الشعبى العارم بعد حوادث الطريق الدائرى الإقليمى؟!!.
أتمنى أن يستمر هذا الالتزام، وأن نخالف الطريقة المصرية الشهيرة بأن صحوتنا تكون مؤقتة وسريعة ثم تخمد وتعود ربما لعادتها القديمة!