فى رواية أخرى.. الذكاء الاصطناعى صديق للبيئة - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أبريل 2025 7:26 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فى رواية أخرى.. الذكاء الاصطناعى صديق للبيئة

نشر فى : الأحد 13 أبريل 2025 - 6:30 م | آخر تحديث : الأحد 13 أبريل 2025 - 6:30 م

نشرت جريدة The economist البريطانية مقالا اشترك فى إعداده كُتاب الجريدة، أوضحوا فيه أن القلق المتزايد من التأثير البيئى للذكاء الاصطناعى، خاصة استهلاكه الكبير للكهرباء، قد يكون مبالغًا فيه، لأنه يمكن للذكاء الاصطناعى أن يساهم بشكل فعّال فى تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة الطاقة، إذا ما استُخدم بطريقة مسئولة، وبدعم من السياسات الحكومية والممارسات الصناعية المستدامة... نعرض من المقال ما يلى:
تجاوز القلق من احتمالية قدرة الذكاء الاصطناعى على تدمير الجنس البشرى ليصل إلى الخوف من استهلاك تقنياته المخيف للكهرباء وتأثيره على البيئة. إن طرح سؤال على Chat GPT يعنى استخدام طاقة تفوق عشرة أضعاف ما يستهلكه استعلام البحث التقليدى. كشفت شركة جوجل أن انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى ارتفعت بنحو النصف بين عامى 2019 و2023، مع انطلاق طفرة الذكاء الاصطناعى؛ بينما ارتفعت انبعاثات شركة مايكروسوفت بنحو 30% منذ عام 2020. ومع الاستثمارات الضخمة المخطط لها فى مراكز البيانات الجديدة، يبدو أن المزيد من الارتفاعات متوقعة. لكن يرى كاتبو المقال أن هذا التشاؤم فى غير محله، لأن الذكاء الاصطناعى قد يكون أقل استهلاكًا للطاقة مما يفترضه الكثيرون. والمعلومة الأفضل أنه يمكن للذكاء الاصطناعى المساعدة فى إزالة الكربون من الصناعات التى أثبتت صعوبة تنظيفها.
لننظر أولا إلى شغف الذكاء الاصطناعى بالطاقة. تتوقع وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن استهلاك مراكز البيانات من الكهرباء قد يتضاعف ثلاث مرات خلال السنوات الخمس المقبلة. وحتى مع ارتفاع استهلاك الطاقة بشكل كبير، لا يزال هذا الاستهلاك منخفضا. بمعنى أوضح، تُمثل مراكز البيانات اليوم حوالى 1.5% من استهلاك الكهرباء فى العالم، والجزء الأكبر من ذلك يعود إلى البث المباشر ووسائل التواصل الاجتماعى والتسوق الإلكترونى، وليس إلى الذكاء الاصطناعى.
علاوة على ذلك، سيساهم استخدام الذكاء الاصطناعى للكهرباء فى جعل الاقتصاد صديقًا للبيئة. أولا، يتميز الذكاء الاصطناعى بقدرته على تحديد الأنماط المعقدة، وتحليل مجموعات البيانات الضخمة، وتحسين الأنظمة، وكل ذلك من شأنه أن يُسهم فى خفض الانبعاثات. ثانيا، يساهم الذكاء الاصطناعى بالفعل فى تحسين كفاءة شبكات الكهرباء، وخفض استهلاك الوقود فى الشحن، ورصد تسربات غاز الميثان الخفية.
هنا تأتى مسئولية صانعى السياسات ومسئولى الصناعة فى تعظيم هذه الفوائد مع تقليل آثارها المناخية إلى أدنى حد. ويتمثل الحل الأمثل فى أن تفرض الحكومات سعرًا مناسبًا للكربون وتترك السوق تقوم بدورها. ولكن بما أن تحديد سعر عالمى للكربون لا يزال حلمًا بعيد المنال، فمن الأنسب التركيز على ثلاثة تدابير أخرى:
الأول هو زيادة الشفافية، أى تحديد مقدار الطاقة التى تستهلكها نماذج الذكاء الاصطناعى بدقة، وهو أمرٌ صعبٌ للغاية. من المفترض، ابتداءً من أغسطس ٢٠٢٦، سيُلزم الاتحاد الأوروبى بعض مطورى الذكاء الاصطناعى بالإبلاغ عن استهلاكهم للطاقة بالتفصيل، وينبغى أن يعمم هذا النهج ويشمل أماكن أخرى من العالم.
ثانيًا، إعادة النظر فى كيفية عمل مراكز البيانات. تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن إمكانية نقل أحمال العمل بين مراكز البيانات المختلفة فى أوقات مختلفة من شأنها أن تُخفف الضغط وتُساعد على توازن شبكات الطاقة. كما أن مراكز البيانات الأكثر مرونة ستكون أكثر ملاءمة للطاقة المتقطعة التى تُنتجها مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
ثالثًا، ينبغى على شركات التكنولوجيا الالتزام بوعودها البيئية. على سبيل المثال، تسعى مايكروسوفت إلى أن تصبح «خالية من الكربون» بحلول عام ٢٠٣٠. كما تعتمد بعض الشركات، مثل أمازون، اعتمادًا كبيرًا على شراء أرصدة الطاقة المتجددة، والتى تتيح تعويض استهلاك الكهرباء غير النظيفة فى مكان ما عن طريق دفع ثمن الطاقة النظيفة فى مكان آخر، كان من الممكن توليد الكثير من الطاقة المتجددة - على أى حال - بدلا من هذه الأرصدة الهشة، طبقا لرأى كاتبى المقال.
خلاصة القول، يرى كاتبو المقال أن النهج الأفضل هو أن تستغل شركات التكنولوجيا النفوذ الذى يمنحها إياه طلبها الكبير على الطاقة لتسريع إزالة الكربون من شبكات الكهرباء. فهى بالفعل أكبر مشتر للكهرباء النظيفة بموجب صفقات طويلة الأجل مع شركات توليد كهرباء مستقلة فى أمريكا، حيث بإمكانها بناء وتمويل المزيد من القدرات بنفسها، والمساعدة فى توسيع نطاق نشر الطاقة النظيفة من خلال الدفع نحو إصلاح التخطيط، والمضى قدمًا فى دعم تطوير وتوسيع مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الحرارية الأرضية والطاقة النووية. إن مضاعفة الجهود بهذا الشكل المذكور آنفا من شأنه أن يُسهم فى تحويل الذكاء الاصطناعى من مُشتبه به فى تغير المناخ إلى بطل فى مجال تغير المناخ.

ترجمة وتحرير: وفاء هانى عمر
النص الأصلى:
https://tinyurl.com/593uyyzn

 

التعليقات