ثلاث أولويات بشأن غزة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 15 مارس 2025 12:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ثلاث أولويات بشأن غزة

نشر فى : الجمعة 14 مارس 2025 - 7:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 14 مارس 2025 - 11:25 م

ما هى الأولويات الآن لمصر وللفلسطينيين ولكل عربى غيور على أمته فيما يتعلق بقطاع غزة؟

الأولوية الأولى توفير سكن مؤقت لكل فلسطينى تهدم بيته فى قطاع غزة.

والأولوية الثانية أن تبدأ لجنة إسناد أو إدارة غزة عملها فى أقرب وقت.

والأولوية الثالثة تدريب شرطة فلسطينية قادرة ومؤهلة ومحترفة.

هذه الأولويات سمعتها من أحد المصادر الدبلوماسية التى تتابع الوضع فى غزة عن قرب.

لو أن العرب نجحوا فى هذه الأمور الثلاثة فى الأسابيع القليلة المقبلة فسوف يستكملون إسقاط مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الخاص بتهجير سكان غزة خارج أرضهم، خصوصا أن ترامب تراجع وقال يوم الأربعاء إنه لا أحد يريد إخراج الفلسطينيين من غزة.

بالطبع النجاح فى هذه الأمور الثلاثة يتطلب أولا إقناع الجانب الأمريكى بالخطة أو الجزء الأكبر منها، حتى يمكنه الضغط على الجانب الإسرائيلى المتلمظ لاستئناف العدوان وقد فهمت من هذه المصادر أن القطاع الخاص العربى والفلسطينى سيلعب دورا مهما فى عملية إعادة إعمار غزة، التى سوف تعتمد على أبناء الشعب الفلسطينى. 

فى هذه الخطة سوف تكون هناك 3 مناطق متكاملة تشمل الإسكان والزراعة والتصنيع.

الفلسطينيون الذين تهدمت بيوتهم بصورة كاملة يحتاجون 300 ألف كرافان أو بيت جاهز، لإسكان 1٫2 مليون شخص لم يتوافر منها  إلا 70 ألف كرافان.

بالطبع فإذا كان سلاح المقاومة يمثل إشكالية حيث تطالب كل من أمريكا وإسرائيل بنزعه قبل الحديث عن أى خطة للتعافى أو لوقف إطلاق النار والسير فى المرحلتين الثانية والثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار، فإن المنطق يقول إنه لا يمكن للعرب الضغط على الفلسطينيين لكى يحققوا لإسرائيل ما لم تستطع هى وأسلحتها وعدوانها أن تحققه طوال 15 شهرا، ومن بين الأفكار التى يطرحها البعض أنه يصعب الحديث عن نزع سلاح المقاومة إلا فى إطار اتفاق سياسى واضح يقود دولة الشعب الفلسطينى.

وقد عرفنا من تصريحات وزير خارجيتنا بدر عبدالعاطى يوم الخميس الماضى أن قوات دولية سوف تنتشر فى القطاع وأن لجنة إسناد غزة سوف تتشكل من ١٥ شخصية فلسطينية، النقطة الثانية المهمة جدا هى من الذى سيمول عملية إعادة إعمار قطاع غزة بعد أن يتم التوصل إلى اتفاق سياسى.

أيضا مسألة أو إشكالية أو قضية التمويل ستكون أحد الموضوعات الأساسية التى سوف يناقشها مؤتمر إعادة إعمار غزة وتعافيها فى نهاية شهر إبريل المقبل بالقاهرة، والتقديرات الأولية أن مجلس التعاون سوف يساهم فى عملية التمويل خصوصا المرحلة الأولى التى تمتد لمدة ستة أشهر وتركز على إزالة الأنقاض وإقامة البيوت المؤقتة، من المتوقع أيضا أن يكون للاتحاد الأوروبى دور مهم فى تمويل هذه الخطة، رغم أنه مطالب بالإنفاق أكثر على مساعدة أوكرانيا اقتصاديا وعسكريا، بعد أن قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وقف التمويل، وسوف تتواصل الدولة العربية الفاعلة مع أطراف أخرى مثل اليابان والنرويج، وكل من يمكنه أن يساهم فى عملية إعادة الإعمار.

وخلال المناقشات التى أعقبت تناول الإفطار الرمضانى مع وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى يوم الإثنين الماضى فهمت أن مصر ستساهم أيضا فى عملية إعادة الإعمار، وفهمت أيضا أنه لم تكن هناك أى مشاكل سبقت صدور البيان الختامى للقمة العربية الطارئة التى عقدت فى القاهرة يوم 4 مارس الجارى، وعرفت أيضا أن الموافقة على البيان الختامى لم تستغرق إلا ساعتين، وهى مدة انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب.

هناك تفهم عربى الآن يقول إن التطبيع المجانى مع إسرائيل لن يساعد الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه، والعودة إلى المبدأ الأصلى وهو السلام مع إسرائيل مقابل إعادتها للأرض العربية وتأسيس دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967.

مرة أخرى: ما سبق مجرد نقاشات وتوقعات، أما السؤال عما سيحدث غدا أو بعد غد، فهو فى علم الغيب، ويتوقف على الكثير من التفاعلات والمواقف الإقليمية والدولية خصوصا أمريكا، فلا طرف واحد يملك كل الأوراق فى يده.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي