** يحتل مانشستر يونايتد العريق بطل الدورى الإنجليزى 20 مرة، وتربع الفريق على عرش الكرة الإنجليزية تحت قيادة مدربه الأشهر سير أليكس فيرجسون على عرش صدارة الفرق الفائزة بالدورى الإنجليزى، وحقق يونايتد لقبه الأول عام 1907، ولقبه الأخير عام 2013. ومنذ 12 عامًا ابتعد الفريق عن اللقب وعن المنافسة، وبدل مدربين وغير لاعبين، وملاك، ولم يتقدم. وفى مباراته الأخيرة أمام نيوكاسيل خسر 4/1. ووتوقف رصيده عند 38 نقطة واحتل المركز الرابع عشر فى جدول الدورى. وبتلك النتيجة، ارتفع رصيد نيوكاسل، الذى حقق فوزه الـ17 فى البطولة، إلى 56 نقطة، ليتقدم للمركز الرابع، بفارق نقطة أمام مانشستر سيتى، صاحب المركز الخامس، ومن المعروف أن السباق عنيف على اللعب فى دورى الأبطال الأوروبى، حث تشارك خمسة فرق إنجليزية فى المسابقة المقبلة.
** كان إيدى هاو غائبًا، يشاهد المباراة عبر شاشة التليفزيون من سرير المستشفى، ومريضًا جدًا لدرجة أنه لم يتمكن من تشغيل خط تليفون مع مقاعد البدلاء للمشاركة فى إبداء الرأى الفنى فى الأداء مع نائبه، جيسون تيندال، الذى أدار اللقاء، بينما كان نظيره فى يونايتد روبن أموريم بدا يائسًا ولم يعد يجد تفسيرًا للغز الفريق. وفى المقابل كان لاعبو نيوكاسل مصممين على إرسال رسالة شفاء صادقة لمدربهم لدرجة أنهم قدموا فى النهاية عرضًا لم يثبت فقط أن عمل هاو سحق مانشستر يونايتد بهزيمة ثقيلة.
** كانت تلك الخسارة رقم 14 ليونايتد هذا الموسم، وذلك فى تكرار، وهو أكبر عدد من الخسائر له فى موسم واحد منذ موسم 1989/1990
وكان المدرب البرتغالى أموريم يردد دائمًا مع توالى الهزائم أنه ينتظر هضم الفريق لأسلوبه، وهو لم يعالج الأخطاء الدفاعية الكارثية حتى الآن، ولا يعنيه الهجوم الشخصى عليه كما قال، إلا أن شخصية مانشستر يونايتد البطل السابق لم تعد مقرؤة فى الملعب. ويستمر أموريم فى تغيير التشكيل نتيجة توالى المباريات، خاصة أنه سيلعب أمام أولمبيك ليون فى دور الثمانية من الدورى الأوروبى يوم الخميس المقبل. وكل هذا لا يعنى جمهور يونايتد البعيد عن الألقاب منذ 12 عامًا، فليس سهلًا على جماهير فريق بطل قبول هذا التراجع فى أقوى بطولة دورى قارية. وربما لن يقبل الجمهور بمشروع النادى المحدد بثلاث سنوات مقبلة حتى عام 2028، كما أعلنت إدارته قبل أسابيع قليلة.
** إنه مشروع 150 الذى يتضمن هدفًا واضحًا، وهو الفوز بلقب البريميرليج رقم 21 فى تاريخ النادى فى الذكرى السنوية المائة والخمسين للنادى فى عام 2028. وبدا هذا الربط بين مرور 150 عامًا على تأسيس النادى وبين عودة الفوز باللقب الإنجليزى الأهم فى ذكرى التأسيس، ساذجًا للغاية، ولو كان حتى استنادًا على سابقة الذكرى السنوية المائة فى عام 1978، حين كان يونايتد فى وضع سيئ للغاية. إلا أن هذا الربط يعكس عشق الإنجليز للأرقام وللمناسبات الكبرى. لكن هل يصبر جمهور يونايتد؟ هل ينتظر حتى عام 2028 كى يحتفل باللقب رقم 21 للبريميرليج؟ هل يضمن المشروع الحالم تحقيق اللقب مهما كانت الخطط الفنية؟ هل كان إعلان موعد الفوز القادم باللقب على الجمهور وفى الإعلام مناسبًا أم أنه كان إعلانًا باليأس فى الحاضر مع وعد بالأمل فى المستقبل القريب؟
** سؤال أخير هل يقبل جمهور أى نادٍ فى العالم بفكرة سنفوز باللقب بعد ثلاث سنوات على أساس ربط الفوز بمناسبة تأسيس؟
** العجب أحيانًا يأتى من عقل الإنجليز.. حتى لو كان الحلم والوعد مؤكدًا بعد ثلاث سنوات!