اختراق الإرهابيين معلوماتيًّا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اختراق الإرهابيين معلوماتيًّا

نشر فى : الجمعة 14 يوليه 2017 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 14 يوليه 2017 - 8:05 م
العمليات الإرهابية التى وقعت فى الفترة الأخيرة، خصوصا فى شمال سيناء، كشفت عن وجود مشكلة خطيرة هى نقص المعلومات الساخنة والمهمة عن الإرهابيين والمتطرفين.

ندرك أن حل مشكلة الإرهاب يحتاج إلى رؤية ومواجهة شاملة تعليميا وثقافيا ودينيا واقتصاديا وسياسيا، لكن الجانب الأمنى هو صاحب الأولوية الآن فى المواجهة الدائرة خصوصا فى سيناء، حيث يصعب أو يستحيل الحديث عن تفاهمات مع الإرهابيين هناك بعد أن تجاوزوا كل الحدود وصاروا يكفرون بعضهم البعض!.

للتذكرة فإن الجماعات الإسلامية التى كانت تحارب الدولة فى التسعينيات من القرن الماضى، لم تلجأ إلى المراجعات الفكرية والفقهية، إلا بعد أن تكبدت خسائر هائلة، وأيقنت أنها لن تنتصر فى المواجهة المسلحة عبر العمليات الإرهابية.
صحيح أنه المقارنة صعبة جدا بين إرهاب التسعينيات «الذى يعد وسطيا وجميلا!!!»،إذا قورن بما نراه الآن ليس فقط فى سيناء ولكن فى عموم المنطقة. لكن الصحيح أيضا أنه من دون قدرة أجهزة الأمن على اختراق هذه التنظيمات الإرهابية، وتحييدها وإجهاض عملياتها وقائيا قبل وقوعها، فإن هذه المعركة العبثية مرشحة للاستمرار بما يجعل المجتمع فى حالة استنزاف دائمة.

التنظيمات الإرهابية لا تعمل بمفردها بالطبع، وهى تلقى دعما متنوعا محليا واقليميا وربما دوليا. والمؤكد أن كثيرين لا يريدون لسيناء أن تستقر، بل يتمنونها فاصلا وحاجزا بين الكيان الصهيونى وبين بقية مصر، وبحيث تستمر عملية الاستنزاف، بما يمنع مصر من التفكير فى أى تنمية حقيقية للمنطقة ومحيطها.

تكرر الحكومة دائما أو بعض الدوائر القريبة منها أن هناك أجهزة مخابرات خارجية تدعم الإرهابيين. وإذا كان ذلك يبدو منطقيا، فلماذا لا يتم إطلاع الشعب على بعض هذه الحقائق، حتى يساند حكومته وأجهزة أمنه؟! ولماذا لا يتم مواجهة هذه الأطراف وفضحها قدر الإمكان؟!

هذا أولا، أما ثانيا، فإن السؤال المنطقى هو لماذا تأخرنا كل هذا الوقت فى اختراق هذه التنظيمات، رغم أننا فى مواجهة مفتوحة منذ سنوات طويلة، أو على الأقل منذ يوليو عام ٢٠١٣، حينما تحركت هذه التنظيمات لنصرة الإخوان؟!.
ثالثا: كيف يمكن أن يتحرك ١٥٠ شخصا أو أكثر فى عشر سيارات دفع رباعى أو حتى نصف هذا العدد، من دون أن يتم رصدهم، سواء قبل تحركهم أو خلاله؟!

ألا تملك أجهزة الأمن أى خيط يمكن أن يحذرها من تفكير ١٥٠ شخصا، وربما هناك عدد أكبر من المخططين والممولين، ساعدوهم قبل تنفيذ العملية بوقت طويل؟!.

وإذا كانت أجهزة الأمن غير قادرة على رصد الإرهابيين واعتراض اتصالاتهم، أليس هناك قدرة على الحصول على مساعدة من أهالى المنطقة، خصوصا الذين اكتووا بنيران الإرهاب. ألا يمكن الحصول على معلومات عن رءوس الفتنة والإرهاب؟!.
والسؤال الأكثر أهمية إذا كانت بعض الدوائر الحكومية تقول إنه تم اعتراض مكالمات خارجية لأجهزة مخابرات خارجية، أليس مهمًا أن نطلب ممن يقولون لنا إنهم أصدقاء، أن يطلعونا على ما لديهم من معلومات؟!!!.

أفهم أن إسرائيل تتمنى استمرار الأزمة، بل ربما كان لها دور فى استمرار اشتعالها، لكن ماذا عن بقية الدول التى تصرخ ليل نهار بأنها تشاركنا وتؤيدنا فى مواجهة الإرهاب؟!.

مطلوب وبسرعة التعامل مع الموضوع بأكبر قدر من المهارة والاحترافية والتنسيق بين سائر الأجهزة المختصة للوصول إلى إفشال وتحييد العقول المدبرة والمخططة والممولة للإرهابيين، والأهم عدم توفير حاضنة اجتماعية لهم فى سيناء او غيرها، ولن يتم ذلك إلا عبر سياسة ذكية وشاملة تشعر أبناء سيناء أنهم جزء مهم من هذا الوطن، وأن مصلحتهم المباشرة فى ردع الإرهاب والقضاء عليه وليس استمراره!.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي