الفيلم الذى أخرجه فرانك كابرا باسم «حدث ذات ليلة» 1934، كان المصدر الحقيقى لأكثر من ستة أفلام مصرية، وهناك فوارق كبيرة بين هذا الفيلم وبين «أجازة رومانية»، إخراج وليم ويلر 1953 بطولة أودرى هيبون، وقد نشر النقاد أنه بمثابة تكرار لفيلم كابرا، الحقيقة أن الاختلافات كثيرة وقد تحولت ابنه الثرى الهاربة من الزواج إلى أميرة أوروبية تقابل صحفيا فى روما وتقضى معه ليلة دون أن يعرف حقيقتها، الفتاة فى الفيلم الأول أبوها رجل ثرى أما فى الفيلم الثانى فهى أميرة متوّجة تخرج عن روتين الحياة الملكية، وتركب الفيسبا وتأكل الجلاس وكل ما تفعله فى نهاية الفيلم وتصافح الصحفى الذى قضت معه ليلة جميلة ويذهب كل منهما إلى حالة.
الأفلام الكثيرة المأخوذة عن فيلم كابرا لم تقترب قط من فيلم الثانى، حتى فيلم «يوم من عمرى»، ففى كل هذه الأفلام هناك فتاة تهرب من أبيها وتريد اللحاق من حبيبها لتتزوجه وتقابل صحفيا ليعمل ريبوتاج عنها، وفى النهاية يمزق الريبوتاج ويتزوجها رغم الفارق الاجتماعى بينهما.
أول فيلم كان يحمل اسم «ليلى بنت الأغنياء» إخراج أنور وجدى 1946 والصحفى هنا يرفض المكافأة التى منحها له والد الفتاة الثرى، والمشهد النهائى فى الفيلم هو طبق الأصل حين يدفع الأب بالصحفى أن يخطف ابنته العروس ليهرب بها حتى لا تتزوج أحد أقرباء زوجته.
سكتت السينما المصرية حتى عام 1961 ورأينا عبدالحليم حافظ يقوم بدور الصحفى الذى يلتقى بالثرية الهاربة فى سيارة المطار المتجهة إلى المدينة ويقضيان معا يوما جميلا ينتهى بتمزيق الريبورتاج والصور.. وبزواج الجميلة من الصحفى فى فيلم «يوم من عمرى»، الجديد هنا هو إضافة شخصية عبدالسلام النابلسى وحبيبته سهير البابلى ووالديها بينما ظل رئيس التحرير ينهر من يعمل معه ويسعى إلى نشر الريبورتاج، وبعد سنوات قليلة قدم عبدالمنعم شكرى فيلمه «غرام فى الطريق الزراعى» مع شويكار ومحمد عوض دون أى نوع من الإضافات، ثم تكرر الموضوع فى فيلم «غرام فى أغسطس»، وفى عام 1972 أعاد بركات تقديم نفس القصة بين الإسكندرية وبيروت فى فيلم «أجمل أيام حياتى» بطولة نجلاء فتحى وحسين فهمى وعماد حمدى، فى هذه المرة قصت الفتاة الثرية شعرها لتكون أشبه بالغلمان وركبت سفينة متجه إلى بيروت لتقابل شابا هو من أوائل المهاجرين غير الشرعيين فى السينما حيث إنه سوف يحاول السفر إلى كندا أنه يفعل كل ما فعله المهاجرون غير الشرعيين فيما بعد، لكن هذه المرة وقع فى غرام الهاربة التى أعادته إلى الإسكندرية مرة أخرى لكى يتزوجها.
فى الثمانينيات بدا فيلم «ليلة شتاء دافئة» إخراج أحمد فؤاد تمثيل عادل إمام ويسرا نسخة مكررة بدقة من فيلم «كابرا» وكانت إحدى المحطات المميزة لهذا الثنائى فى تلك الآونة لكنه دار داخل أتوبيس يمشى بمحاذاة نهر النيل، كى ينتقل من مكان الحدوتة إلى شرم الشيخ عام 2000 فى «شورت وفانلة وكاب» لتدور الأحداث فى منطقة سياحية أثناء انعقاد مؤتمر سياسى عربى، فالفتاة اللبنانية تهرب من أجل حبيبها الذى يخدعها فينقذها شاب ويعيدها إلى أبيها بعد أن يكون قد تزوجها، تغيرت أشياء كثيرة هنا منها المكان ومهنة الحبيب وهوية السائحة ابن السياسى العربى.
نكتب هذا المقال اليوم ليس فقط لنعدد مثل هذه الأفلام المأخوذة عن الفيلم الأمريكى ولكن لأننا اكتشفنا أن السينما المصرية قد تحدثت عن المهاجرين غير الشرعيين عندما كانوا فرادى وكانوا يعودون إلى مصر بشكل مشرف قبل أن تتفاقم المشكلة فى السنوات الأخيرة ولم تعد السينما تهتم بهذه الظاهرة ربما إلا عدد قليل من الأفلام بعضها لا يسمح بعرضه.