نصائح ذهبية قبل المباراة (غير المصيرية)! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:44 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصائح ذهبية قبل المباراة (غير المصيرية)!

نشر فى : السبت 14 نوفمبر 2009 - 9:30 ص | آخر تحديث : السبت 14 نوفمبر 2009 - 9:30 ص

 عزيزى القارئ الذى يسكن القاهرة وضواحيها: مساء اليوم السبت فى السابعة والنصف تلتقى مصر والجزائر فى مباراة مهمة لكرة القدم، تحدد نتيجتها من يصعد لنهائيات كأس العالم العام المقبل فى جنوب أفريقيا. من وجهة نظر العقلاء الأسوياء هى مباراة عادية وستمر. ومن وجهة نظر قطاع كبير يضم جهلاء ومتعصبين وبعض حسنى النية، هى معركة حربية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، «وتقسم العالم إلى فسطاطين» كما كان يقول بن لادن، ولابد أن تنتهى إما إلى الفوز الكاسح أو القضاء على الخصم أو العدو وكل من يناصره.

وبغض النظر هل هى مباراة عادية أم مصيرية، فهناك بعض النصائح التى قد تساعد ساكن القاهرة على تجنب الضرر فى هذا اليوم قدر الإمكان.

إذا كنت من غير هواة كرة القدم.. فالمشكلة سهلة وبسيطة.. فقط تجنب الشارع وإلزم منزلك، فاليوم هو السبت «ويمكنك التطنيش أو طلب إجازة عارضة» كى تستمتع بالمسلسلات والأفلام القديمة، أو ساعد الأولاد على أداء الواجب المدرسى، أو وجه دعوة لزوجتك لقضاء أمسية لطيفة تنسيها مؤقتا إحساسها الدائم بأنها مظلومة ومضحية وإنك كرجل لا تكترث بأمر البيت وشئونه.

أما إذا كنت كرويا أو «ألتراسيا» ولا تعرف من معانى الوطنية سوى تشجيع المنتخب الكروى، فكان الله فى عونك.

إذا كنت مثل الغالبية، لا تملك ثمن تذكرة الذهاب إلى الاستاد، سواء لأنك مفلس، أو حاولت الشراء فاكتشفت أن بعض «الفاسدين» يبيعون التذكرة ذات الخمسين جنيها بألف جنيه، فالأفضل أن تلزم منزلك.

فى هذه الحالة لا تنس أن تستعذ بالله طوال الوقت، لا تفقد أعصابك فى المنزل، تذكر أن الصراخ ضد أهل المنزل، أو قذف كوب الشاى فى الحائط، أو سب الجيران، لن يجعل الكرة تدخل مرمى الجزائر ما لم يكن المهاجمون فى «فورمة» جيدة.

وإذا «حكمت» عليك الظروف ونزلت إلى الشارع، فتذكر أن «الخروج من الدار قد يقل المقدار»، والنصائح الذهبية فى هذه الحالة هى لا تتناقش مع متعصب، ولا تفقد أعصابك إذا وجدت أن المرور متوقف فى معظم المناطق.

أما إذا ذهبت إلى استاد القاهرة فكل السيناريوهات سيئة تقريبا، فإذا لم تصادف جزائريا شقيقا وتشتبك معه «فى نقاش قومى عروبى»، فقد تفعل ذلك مع مصرى مثلك لكنه يختلف معك فى الرؤية والتحليل.

وإذا نجوت من هراوة الشرطة والمنظمين، فقد لا تفلت من الباعة الجائلين واستغلالهم المتوقع اليوم. وإذا لم تفقد أعصابك وربما ضغطك بسبب أى تهاون من اللاعبين، فما الذى يمنع إنفلونزا الخنازير أن تهاجمك فى هذا الجو المثالى لانتشار الوباء.

نتمنى فوز مصر، لكن تذكروا أن أى نتيجة لن تغير الكون، ولن تقضى على الفساد، أو تصلح التعليم، أو توقف التوريث!

عماد الدين حسين  كاتب صحفي