روسيا تواجه معضلة منع النزاعات الإسرائيلية - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 5:39 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روسيا تواجه معضلة منع النزاعات الإسرائيلية

نشر فى : السبت 17 أكتوبر 2015 - 10:05 ص | آخر تحديث : السبت 17 أكتوبر 2015 - 10:05 ص

نشر موقع ميدل ايست بريفينج مقالا عن المحادثات الروسية الإسرائيلية بشأن الوضع فى سوريا؛ والتى تحاول إسرائيل من خلالها التوصل لحل بشأن الخطر الذى تواجهه بسبب تهريب الأسلحة الايرانية لحزب الله عن طريق سوريا، وتحاول اكتساب حق التدخل من أجل منع هذا التهريب، إلا أن روسيا رفضت التدخل الإسرائيلى فى الجولة الأولى من المحادثات وإن كان هناك بعض الأخبار التى تشير إلى اقتراب موافقة روسيا بشرط أن تمدها إسرائيل بمعلومات استخباراتية عن مجموعات المتمردين بسوريا، إلا أن الاتفاق لم يتم بشكل نهائى حتى الآن. فيشير المقال فى بدايته أن حكومة نتنياهو فى إسرائيل تشعر بالانزعاج البالغ إزاء الوضع الذى يتكشف فى سوريا وغياب التفاهم مع روسيا بشأن كيفية التعامل مع التهديد المستمر من حزب الله وحماس.

وفى الثلاثاء السادس من أكتوبر، وصل وفد عسكرى روسى برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان نيكولاى بوجدانفسكى، إلى إسرائيل لمواصلة المحادثات التى بدأت الشهر الماضى فى موسكو، عندما زار نتنياهو ورئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية جادى آيزنكوت العاصمة الروسية للتشاور مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وفاليرى جيراسيموف.

وفى حين أعلن الروس والإسرائيليون أنهم سينشئون مجموعة عمل على مستوى الموظفين العموميين، بقيت خلافات كبيرة بعد محادثات موسكو، وهناك شكوك فى أن الخلافات تم حلها خلال زيارة الوفد الروسى إلى إسرائيل. فخلال محادثات موسكو، سعى نتنياهو لإقناع روسيا بالموافقة على مواصلة إسرائيل عملياتها العسكرية داخل الأراضى السورية، كلما حصلت على معلومات تفيد بنقل الأسلحة نحو الحدود اللبنانية. ويعتبر الطريق عبر سوريا من المسارات الرئيسية لتهريب الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله فى لبنان وحماس والجهاد الإسلامى فى غزة. وقد رفض بوتين بوضوح السماح لإسرائيل بمواصلة العمليات الجوية ضد حزب الله داخل الأراضى السورية. وتعهد بدلا من ذلك، بألا تسمح روسيا بهجمات حزب الله الصاروخية على إسرائيل من داخل سوريا وألا تسمح بوصول الأسلحة الروسية إلى حزب الله. وقد خلف هذا فجوة هائلة بين المطالب الإسرائيلية والوعود الروسية. حيث تأتى معظم الأسلحة التى حصل عليها حزب الله وحماس من إيران وليس روسيا. ومن المعروف أن سوريا تعتبر مستودعا لتخزين مكونات الصواريخ المتطورة التى يتم تهريبها إلى لبنان وغزة، ثم يتم تجميعها بعد ذلك.

•••

ويفيد المقال بأنه فى الجولة الثانية من المفاوضات فى إسرائيل، أوضح نتنياهو وقادة الجيش الإسرائيلى أنهم يعتبرون امتلاكهم مطلق الحرية فى منع تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان وقطاع غزة، أولوية قصوى من أولويات الأمن القومى. ولن تقبل إسرائيل أى اتفاق لا يرقى إلى مستوى الوعود الصارمة بأن يتم إيقاف طرق التهريب.

وقد أجرت إسرائيل بالفعل طلعة استطلاعية فى المجال الجوى على طول الحدود السورية اللبنانية، لتحديد نقاط الضعف التى يمكن اختراقها. وفى احدى الحالات، طاردت طائرات الميج الروسية، طائرات Fــ16 الإسرائيلية.

ويعلم مخططو البنتاجون فى واشنطن أن اتفاق فض النزاع بين روسيا وإسرائيل عنصر جوهرى فى خطة تجنب الصراع التى يجرى تطبيقها الآن، كما أنهم قلقون بشدة من أن الخلاف بين إسرائيل وروسيا يمكن أن يفجر الوضع برمته، بغض النظر عن مستوى التعاون الذى تحقق بين الجيشين الأمريكى والروسى. ولا يساور المخططون للأمن القومى الأمريكى شك فى أن إسرائيل سوف تتخذ كل الإجراءات التى تراها ضرورية لمنع زيادة قدرة حزب الله وحماس على مهاجمة إسرائيل بالصواريخ وقيامهما باعتداءات صاروخية مدمرة.

•••

ويضيف المقال أنه من بين المقترحات التى طرحت عندما اجتمع الوفد الروسى مع نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلى يائير جولان وكبار المسئولين من الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وسلاح الجو لجيش الدفاع الإسرائيلى: أن تقدم إسرائيل لروسيا معلومات استخبارية ضد قوات المتمردين فى سوريا، فى مقابل السماح لجيش الدفاع الإسرائيلى بتنفيذ عمليات قصف ضد قوافل سلاح حزب الله التى تعبر الأراضى السورية إلى لبنان. على أن تقدم إسرائيل إشعارا مسبقا للمسئولين العسكريين الروس قبل شن أى عمل من هذا القبيل.

ومن وجهة نظر إسرائيل، من شأن مثل هذا الاتفاق أن يكون مريحا للجانبين. وسوف يتيح لإسرائيل امتيازا عن إيران، باعتبارها مصدرا لاستخبارات العمليات العسكرية الروسية داخل سوريا، وذلك من شأنه أن يضع ضغوطا على روسيا لمنع حزب الله من القيام بأى تحركات ضد إسرائيل طوال العمليات العسكرية الروسية داخل سوريا. وستكون إسرائيل بحكم الأمر الواقع من أصحاب المصلحة فى مستقبل سوريا، مهما كانت نتائج المرحلة الجديدة من القتال والدبلوماسية.

أما من وجهة النظر الروسية، فيعنى مثل هذا الاتفاق تحييد إسرائيل كعامل حدودى. وفى سبيل مكافحة ما تراه جميع الأطراف الإسرائيلية التهديد الأعظم ـ إيران وحزب الله ـ تقدم إسرائيل دعما محدودا لبعض الفصائل المتمردة السورية، بما فى ذلك بعض الوحدات التابعة لجبهة النصرة، لإبعاد قوات حزب الله والحرس الثورى الإيرانى عن المنطقة الحدودية. ويمكن أن تتحرك إسرائيل للسيطرة على أجزاء كبيرة من مرتفعات الجولان كجزء من تعزيز منطقة أمنية عازلة.

ويختتم المقال بالإشارة إلى أن العلاقات الروسية الإسرائيلية كانت دائما وثيقة (من الناحية التاريخية، كان الاتحاد السوفييتى أول دولة تعترف بدولة إسرائيل). لكن فى محادثات موسكو، أوضح بوتين لنتنياهو أن المواطنين الإسرائيليين من أصل روسى، الزائد عددهم عن مليون مواطن، كتلة انتخابية يمكن التأثير عليها. وقد انشق أفيجدور ليبرمان ـ الذى كان يوما حليفا وثيقا لنتنياهو ـ تولى منصب رئيس أركانه وفيما بعد وزير خارجيته ـ عن زعيم الليكود ويمكن، فى مرحلة ما، أن يساعد فى إسقاطه.

التعليقات