لغز البيتكوين! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 3:38 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لغز البيتكوين!

نشر فى : الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 8:00 م | آخر تحديث : الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 8:00 م

بعد الإعلان عن فوز الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية ارتفعت قيمة العملة الرقمية المعروفة باسم البيتكوين، وهى أشهر وأهم العملات الرقمية بلا جدال، لتصل إلى مستويات عالية وجنونية وغير مسبوقة وصولًا إلى حد 93 ألف دولار أمريكى. وفسّر المحللون الماليون ما حصل بأن ذلك ناتج لانفتاح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على العملات الرقمية وتحديدًا البيتكوين وتشجيعه لها المستمر ما سيتيح للمستثمرين فيها فرصًا كبرى للنمو والاستثمار. ويخطئ من يتعامل مع عملة البيتكوين تحديدًا بأنها مجرد عملة رقمية، والأهم والأفضل أن يتم التعامل معها على أنها من ضمن المقتنيات المميزة مثل لوحات الفنون التشكيلية المرتفعة القيمة أو السيارات النادرة أو الساعات المحدودة الإصدار والإنتاج.

لأنها بالفعل هى كذلك، فهى عملة محدودة الإنتاج، فلقد تم إنتاج كل ما أصدر ولن يتم إنتاج أى جديد منها، تخطت مرحلة «الموضة» أو «الصرعة المؤقتة»، لأنه قد مضى على إنتاجها أكثر من عشر سنوات وهى المدة الفيصلية، وبالتالى هى بالإضافة لكونها عملة رقمية، فالأهم هو اعتبارها من ضمن المقتنيات الفريدة والنادرة.

يُعاد الفضل لوجود عملة البيتكوين لشخصية باسم ساتوشى ناكاموتو، وذلك فى عام 2013، وبعد التحرى عنه من قبل متخصصين ومهتمين لم يتبين لهذه الشخصية أى أثر يذكر أبدًا، وعلى الأرجح أن هذه الشخصية وهمية ولا وجود لها فى الحقيقة.

ومن المعروف طبعًا أن بيتكوين ليست العملة الرقمية الوحيدة من نوعها، لكن هناك العشرات من مثيلاتها، ويبقى الفارق الجوهرى الأساسى، والمهم أن البيتكوين هى الوحيدة بمحدودية إنتاج لإصداراتها ودون معرفة لمؤسسها الحقيقى. وهذا الغموض المريب هو أيضًا من دوافع الاهتمام بها لوجود اعتقاد بأن وراء البيتكوين قوى كبرى «لن تسمح بسقوط هذه العملة الرقمية»، ولذلك تشير بعض الدراسات المتفائلة إلى أنه قد تصل قيمة البيتكوين إلى 500 ألف دولار أمريكى.

سيكون الإقبال على البيتكوين أشبه بنهم موتور بالنسبة لأعداد هائلة من المستثمرين أشبه بقطيع هائج يدفعها إلى مستويات أعلى ومجنونة، وسيفتح ذلك شهية المستثمرين بشكل هستيرى، وقد تكون عواقبه وخيمة قد تجعل أزمة 2008 المالية الكبيرة أشبه بنزهة فى الحديقة.

حسين شبكشى

جريدة عكاظ السعودية

 

 

التعليقات