غزة والميلاد والفاتيكان - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الثلاثاء 7 يناير 2025 5:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

غزة والميلاد والفاتيكان

نشر فى : السبت 21 ديسمبر 2024 - 7:00 م | آخر تحديث : السبت 21 ديسمبر 2024 - 7:00 م


رغم أن العالم يستعد للاحتفال بعيد الميلاد المجيد إلا أن علينا أن نعترف بأن هذا الاحتفال هذا العام يأتى والأجواء قاتمة، وذلك بسبب الحروب والصراعات التى تملأ العالم وخاصة فى غزة التى لها مكانة مميزة فى قلب كل مصرى بل كل مواطن عالمى، إذ إن المجازر التى يمر بها أهل غزة من العطش والجوع والدمار والإجرام الإسرائيلى يذكرنا بإجرام هيرودس الملك، ملك إسرائيل، الذى ما إن عرف بأن يسوع المسيح قد ولُدَ «غضب جدا وأمر بقتل كل طفل فى بيت لحم (حيث ولد يسوع فى مذود) وجوارها من ابن سنتين وما دون»، وذلك ما أدى إلى هروب السيد المسيح مع عائلته إلى مصر وأقام فيها مدة ثلاث سنوات ونيف (اقرأ إنجيل متى الإصحاح الثانى).
أى إن ما جرى فى الماضى منذ ألفين سنة وأكثر حصل من جديد من أحفاد الإسرائيليين تجاه السكان الاصليين لغزة، ونستطيع أن نضيف لها شعب أهل الضفة، هذه الجرائم دعت قداسة البابا فرنسيس والفاتيكان بتقميط تمثال المغارة للطفل يسوع المقامة فى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان هذا العام بالوشاح الفلسطينى ليكون رمزا لرفض قداسة البابا والعالم المسيحى للمجازر التى تتم من قبل المحتل الإسرائيلى نحو الشعب الفلسطينى.
هذا الموقف الفاتيكانى ليس بجديد على الفاتيكان - أعلى سلطة كاثوليكية فى العالم - إذ إن العلاقات الفاتيكانية والإسرائيلية دائما متوترة منذ إعلان دولة إسرائيل منذ 76 سنة، وكل الأحبار منذ ذلك الوقت يدينون الأعمال الإجرامية التى تقوم بها السلطات الأسرائيلية.
هذا وقد استقبل قداسة البابا فرانسيس صباح الخميس ۱۲ ديسمبر ٢٠٢٤ فى القصر الرسولى بالفاتيكان الرئيس الفلسطينى محمود عباس والذى أكد على الإسهام المهم للكنيسة الكاثوليكية فى المجتمع الفلسطينى، بما فى ذلك تقديم الدعم للوضع الإنسانى الخطير فى غزة، حيث يُؤمل أن يتم قريبًا وقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن.
وتابع البيان الصادر من دار الصحافة الفاتيكانية إعادة التأكيد من قبل الفاتيكان على إدانة جميع أشكال الإرهاب، وتم تسليط الضوء على أهمية تحقيق حل الدولتين من خلال الحوار والدبلوماسية فقط، مع ضمان أن تكون القدس المحمية بوضع خاص مكانا للقاء والصداقة بين الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى.
فى الختام، تم التعبير عن الأمل بأن يكون اليوبيل لعام ۲۰۲٥ فرصة لعودة الحجاج إلى الأراضى المقدسة، التى تتوق بشدة إلى السلام.
لنجعل من أعياد الميلاد هذا العام أعيادا ممتلئة رجاء وأملا برغم صعوبة الأوضاع وتعقيداتها، إلا أننا نأمل بتغيير يجلب المصالحة والسلام وخاصة العدل للشعب الفلسطينى الحبيب.

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات