كيف يمكن أن نساهم كإعلاميين فى إنجاح الدورة رقم ٥٠ لمعرض القاهرة للكتاب الذى يفتتح اليوم رسميا، وغدا للجمهور، فى مقره الجديد بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس؟!.
أتمنى أن تساهم كل وسائل الإعلام من صحف وفضائيات ومواقع إلكترونية، ووسائل تواصل اجتماعى، فى تعريف الناس بأسهل الطرق وأقصرها، للوصول إلى المكان الجديد. وأتمنى أن يخصص كل كاتب أو مقدم برامج، مساحة لتعريف الناس بأهمية المعرض وضرورة زيارته برفقه أسرته وأولاده أو أصحابه.
أن ينتقل المعرض من مكان لمكان، فتلك ليست مشكلة كبيرة، بل هى سنة الحياة، فقد انتقل المعرض من الجزيرة، فى مكان دار الأوبرا الحالية قبل إنشائها، إلى أول مدينة نصر بشارع صلاح سالم. وقتها كانت هناك ضجة فى وسائل الإعلام، وبعضها كان يسأل: كيف سيتمكن الناس من الوصول للمقر الجديد فى صحراء مدينة نصر؟!.
كنت أتمنى أن تتم عملية تهيئة أكبر للمواطنين للتعريف بالمكان الجديد. وكان الأفضل أيضا أن تجلس إدارة المعرض مع الناشرين، خصوصا الكبار منهم وذوى الخبرة، للنقاش الموسع والتفصيلى حول شكل وتصميم قاعات العرض الجديدة، حتى يكون الانتقال سلسا وناجحا، ومحققا للغرض الأساسى وهو إنجاح المعرض، بحيث يكون مريحا للزوار والناشرين، وبما يتناسب مع اسم ومكانة مصر خصوصا أنها هى مقر ومركز وعاصمة الثقافة العربية فى الماضى والحاضر، وإن شاء الله فى المستقبل.
دعونا ننظر للأمام، فقد بذلت وزارة الثقافة ووزيرتها النشيطة الفنانة إيناس عبدالدايم، وإدارة المعرض، جهدا كبير فى الأيام الماضية للتغلب على العقبات والمشكلات التى واجهت بعض الناشرين، وتم حل بعضها فعلا.
من الأمور الإيجابية أيضا ما أعلنته هيئة النقل العام من تخصيص 50 أتوبيسا، و70 مينى باص من الميادين الرئيسية إلى المعرض بأسعار مخفضة تتراوح بين خمسة وستة جنيهات.
ومن الأمور الإيجابية جدا الموقف الصارم الذى اتخذته إدارة المعرض بمحاربة دور النشر التى تقوم فى الأساس على القرصنة والتزوير، لكن من المؤسف أن بعض وسائل الإعلام تشجع المزورين والمقرصنين بوعى أو من دون وعى، حينما تفرد لهم الصفحات!!. وهو موضوع يستحق تناولا موسعا فى قادم الأيام إن شاء الله.
طبقا للبيانات المنشورة فإن هناك 723 جناحا يمثلون 748 ناشرا رئيسيا، إضافة إلى 525 وكيلا أى ينوبون عن ناشرين غير حاضرين.
وقد عرفت أن دار الشروق ستعرض أكثر من أربعين كتابا جديدا فى معرض هذا العام، إضافة إلى نحو عشر كتب تصدر عن الدار لأول مرة.
وإضافة للنشاط الأساسى وهو عرض الكتب وبيعها، فهناك معارض للفن التشكيلى والمسرح والخط العربى وأغلفة المجلات، ومئات الندوات المتنوعة فى جميع مجالات الفكر والإبداع وورش الكتابة، وسوف تفتتح وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم هذه المعارض إضافة إلى لقاء موسع مع المثقفين.
أتمنى أن يكون هناك إعداد جيد للندوات كى تؤدى غرضها، وهو المزيد من التثقيف والتنوير وليس فقط «مكلمات» يحضرها العشرات فقط، ولا تهم إلا الصحفيين ومعدى البرامج الفضائية وبعض أعضاء لجان إدارة المعرض!!.
وأتمنى أن نصل إلى اليوم الذى يتمكن فيه اتحاد الناشرين من تنظيم المعرض كما يحدث فى كل الدول الكبرى..
التمنيات كثيرة لكن دعونا نَعُدْ إلى أرض الواقع مرة أخرى، وندعو المصريين والعرب المقيمين فيها لزيارة معرض الكتاب، وتعويد صغارهم على القراءة واقتناء الكتب المفيدة. القراءة والمطالعة والفهم جزء مهم، كى نخرج من معظم مشاكلنا.
كلما زادت القراءة، زاد الأمل فى مستقبل أفضل. وكلما كان لدينا عقول قادرة على الفهم والمناقشة، نكون قادرين على بناء أكبر حائط صد فى وجه التطرف والجهل والظلام والاستبداد.