أيام فى الجنوب - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:36 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام فى الجنوب

نشر فى : الإثنين 22 فبراير 2010 - 10:32 ص | آخر تحديث : الإثنين 22 فبراير 2010 - 10:32 ص

 خمس سنوات انقضت على آخر مرة زرت فيها مدينتى الأقصر وأسوان. بدت لى المدينتان هذه المرة مختلفتين إلى حد بعيد، تقترب الأقصر من سمات المدن العالمية، شوارع واسعة نظيفة، انضباط مرورى مبهر إذا قيس بنظيره فى شوارع العاصمة، فنادق جديدة امتدت بطول شارع الكورنيش والشوارع الداخلية، تجديد معمارى لا يجرح الطابع الأثرى لمدينة تحتوى على أكثر من ثلث آثار العالم.

العمل يجرى على قدم وساق للانتهاء من طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر بطول يزيد على كيلومترين، وعمليات إزالة لبيوت قديمة تجرى برضاء من أصحابها فى طريق الكباش وفى البر الغربى بهدف تحويل الأقصر إلى معبد مفتوح، أما سبب رضا الأهالى فيرجع إلى التعويضات التى يتلقونها عن إزالة منازلهم الريفية والتى بلغت 70 ألف جنيه عن المنزل الواحد، وهو ما جعل كثيرين يتمنون لو أن منازلهم وقعت فى طريق مخطط التطوير.

يتحدث الناس هنا عن ذكاء المحافظ سمير فرج الذى نجح فى ضخ دماء طازجة فى شرايين بلدهم، وبساطته التى مكنته من النفاذ إلى قلوب الناس، مستفيدا من الدعم المادى والمعنوى الذى يتلقاه من مؤسسة الرئاسة ومن منظمات دولية عدة.

نبهتنى ابنتى إلى نظافة المدارس الحكومية التى مررنا عليها، والتى تتفوق على عديد من المدارس الخاصة فى العاصمة، وهنا يقفز أيضا اسم سمير فرج الذى نجح فى الحصول على دعم لتطوير 157 مدرسة، تم الانتهاء من 50 منها.

ما أدهشنى شخصيا أن يمتد العمران والتطوير إلى البر الغربى، وهو الأهم أثريا، حيث يحتوى على دير الملوك ودير الملكات ومعبد حتشبسوت، وكان من قبل مهملا، فانتشرت فيه الفنادق وأقيمت مواقف للسيارات، وحدائق وكافتيريات تقدم مشروبات رخيصة كى يستمتع الناس بمدينتهم، وهو ما شجع المستثمرون من أبناء المدينة على استثمار أموالهم فيها، وقال لى رجل الأعمال الشاب جمال محمود وهو من أوائل من أقاموا فنادق فى البر الغربى، إن كثيرا من السياح الآن صاروا يؤثرون البر الغربى بعد أن توفرت لهم سبل الإقامة اللائقة.

أما أسوان فبينى وبينها عشق خاص، ولا تعادل متعة الرحلة فى نيلها من الكورنيش إلى غرب السيل متعة أخرى، بهرنى شارع البازارات الذى يمتد موازيا للكورنيش، وأزعم أنه أكثر جمالا من نظائره فى طهران ودمشق وتونس وقد تجولت بها جميعا.

لم يعكر صفو الرحلة سوى هيئة السكك الحديدية، تأخير فى محطات القيام والوصول تجاوز الثلاث ساعات، قذارة فى عربات الدرجات الأولى الممتازة تجعلك تتوارى خجلا من الأجانب الذين يجاورونك، فوضى فى نظام الحجز تجعل الكرسى الواحد لاثنين وثلاثة، على كل حال: الحلو ما يكملش.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات