من الملاحظ فى تعيينات الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب أنه يختار وزراءه ومستشاريه ومعاونيه على أساس ولائهم له وليس تخصصهم فقط ولكن على قدرتهم على القيادة على مثال ذلك إيلون ماسك الذى اختاره لتنظيم الإدارة الأمريكية، رغم أنه غير متخصص فى فن الإدارة ولكنه قائد ناجح جدا لشركاته العملاقة مثل شركة إكس (توتير سابقا) أو شركة x space التى أنتجت صاروخا يذهب إلى الفضاء ويعود إلى الأرض ثم يعاد استخدامه خلافا لصواريخ ناسا التى لا يعاد استخدامها ويعتبر هدرا لدافعى الضرائب، كذلك ج . ف كيندى عينه وزيرا معنيا بالصحة رغم أنه ليس طبيبا ولكنه قائد فى دراساته ورؤيته المناهضة للقاحات التى تلقحنا بها أيام ظهور وباء الكوفيد، هذه الاختيارات الترامبية تعنى أنه اختار قادة بل نجوما فى أعمالهم لتولى إدارته كأنه لا يخشى أن يأفل نجمه الخاص وتسطع نجوم وقادة آخرون حوله عكس ما يجرى فى بعض البلاد الأخرى إذ يخشى الحاكم أو أى شخص فى منصب قيادى أن يسطع نجم أحد مساعديه أو تلتف حوله الجماهير فيكون مصيره التجنيب أو النقل لمنصب آخر إلى آخر من أساليب التجميد، وكان يجرى ذلك فى مصر فى الفترة من ثورة 23 يوليو 1952 إلى 25 يناير 2011 ولا تنقصنا الأمثلة كما لوحظ أن ترامب لم يختر من كوادر حزبه - الحزب الجمهورى - كما هى العادة على سبيل المثال فى بريطانيا لهم أسلوب آخر وهو أن يتم اختيار الوزراء من الكوادر الحزبية أو حكومات الظل.
هناك فرق شاسع بين المدير والقائد، المدير هو الذى يقول لموظفيه ما يفكر فيه وماذا عليهم أن يعملوه عن طريق الأوامر أو الخطابات والملاحظات وينتقد عملهم وهو الآمر والناهى أما القائد من عينة من اختارهم الرئيس المنتخب ترامب، يقود جماعة أو فريق عمل يفكرون معا ويتساءلون معا ويقررون معا وهذه الطريقة هى أحدث ما توصلت إليه فن الإدارة بالمعنى الواسع للكلمة التى تنتهجها سواء المؤسسات الكبرى الدولية أو المؤسسات الصغرى والمشاريع متناهية الصغر ولم يعد المدير الناجح هو الذى يفكر ويقرر وحده السياسات وآليات التنفيذ ويقال له «تمام يا فندم» كما تعودنا فى النظم البيروقراطية.
الرئيس المنتخب ترامب قد نختلف أو نتفق عليه ولكن أسلوب اختياره لوزرائه ومستشاريه ومساعديه تختلف عن طريقة اختياراته فى فترته الأولى ٢٠١٦ - ٢٠٢٠ فهى تتسم هذه المرة بالذكاء القيادى بعيدا عن العشوائية التى كان فيها فى المرة الأولى.
لذا المنهجية ستكون «منهج» الإدارة الجديدة وهذا سيكون الأسلوب عند إيجاد حلول لحرب غزة أو لبنان أو الحرب الروسية – الأوكرانية وغيرها من السياسات التى سينتهجها الرئيس الجديد الذى لم يعد الرئيس المُتدرب ولكن الرئيس الخبير والمتكل على فريق عمل قوى.