** يوم 23 مارس الماضى، دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى اجتماع صلاة فى المكتب البيضاوى. تجمعت مجموعة من القساوسة حول مكتب «ريزولت»، المصنوع من أخشاب سفينة حربية بريطانية، ووضعوا أيديهم على شعر الرئيس الخفيف، داعين له بالتوفيق. أما الشىء الوحيد الآخر على المكتب؟ فهو فقد كان كأس العالم للأندية بثوبها الجديد، وهى الكأس المعقدة التصميم، وستمنح للبطل.
** ربما لم يُثر إعجاب ترامب مظهر قطعة مطلية بالذهب عيار 24 قيراطًا، من تصميم دار مجوهرات فى نيويورك «تيفانى آند كو»، لكن مشهد الكأس، وهى على سطح المكتب الأكثر أهمية فى العالم (مكتب رئيس الولايات المتحدة) جعل عين جيانى إنفانتينو، رئيس فيفا، تلمع يومها، وكأنها تؤكد أن البطولة المقبلة ستكون حدثًا رياضيًا عظيمًا، بمشاركة 32 فريقًا يمثلون قارات الكوكب.
** سوف تنطلق البطولة يوم 14 يونيو المقبل، وسط أجواء مشحونة بالأمل، والألم. والأولى أنها أغلى بطولات العالم، حيث تقدر جوائزها بمليار دولار توزع على الفرق المشاركة وعلى الأبطال، والثانية أنها تاتى بعد نهاية موسم كروى شاق فى معظم قارات الأرض، بما يعنى أن اللاعبين لن يحصلوا على راحة ضرورية. بجانب بعض الشكوك حول الحضور الجماهيرى لبعض المباريات، وهو ما قد ينعكس سلبيًا على المشهد الكامل للحدث الرياضى الأغلى فى ميادين كرة القدم.
** منذ توليه رئاسة فيفا بات حلم إينفانتينو هو جعل الاتحاد الدولى أغنى الهيئات الرياضية، وتوسيع قاعدة بطولاته وتحقيق أرباح مالية تفوق نظيره الأوروبى. منذ سنوات أخذ إينفاتينو، رئيس فيفا، يتحدث عن بطولة كأس العالم من 48 فريقًا، وعن اختراع بطولة القارات للأندية، وعن كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقًا. وكانت تلك الأفكار تبدو أحلامًا من جانب فيفا وشركاه من الرعاة، لتنمية موارد فيفا المالية من كرة القدم أو لتعظيم القوة المالية للعبة. ومنذ سنوات تحدث رئيس جمهورية كرة القدم عن جوائز بالمليارات، وأشار إلى شركاء من الصين، وعن تمويل عظيم من شركات تجارية عملاقة. وأجرى مفاوضات من بنوك عالمية، ثم أعلن فيفا مجموع جوائز لبطولة كأس العالم للأندية بقيمة مليار دولار، على أن توزع على فرق المسابقة 775 مليون دولار كجوائز ثم يوزع فيفا 250 مليون دولار على الأندية التى لم تشارك فى هذه البطولة حتى وصل إلى المليار نظير المشاركات، وبحيث يحصل الفريق البطل على 125 مليون دولار. ومن سوء حظه أن جائزة بطل دورى أبطال أوروبا ظلت هى الأعظم والأكبر بقيمة 154 مليون دولار.
** المال سلاح القوة فى معركة فيفا ويويفا. والقوة الفنية والمالية فى أوروبا، فبعد 17 بطولة لكأس العالم للأندية فازت الفرق اللا أوروبية بـ16 لقبًا، وفازت أوروبا بأربع بطولات لكأس العالم من أصل خمس أخيرة. وسوف يشارك فى البطولة المقبلة للأندية 12 فريقًا أوروبيًا. وخلال موسم واحد حقق الاتحاد الأوروبى إيرادات بلغت 7.6 مليار دولار، حسب تقرير نشرته جريدة الشرق الأوسط، وكان ذلك فى موسم 2023/2024. بينما حقق فيفا فى الفترة من 2023 حتى 2026 إيرادات بلغت 13 مليار دولار.
** تقترب بطولة كاس العالم للأندية بثوبها الجديد، ويراقب عشاق كرة القدم فى العالم هذا الحول فى تطور الكأس باهتمام بالغ؛ بعضهم بقلق، والبعض الآخر بترقب. وهو ما يوضحه آدم كيلى، رئيس شركة التسويق الرياضى العملاقة IMG، فى تصريحات لجريدة الجارديان البريطانية: «لا شك أن فيفا يتولى هذا النوع من المشاريع التى يرغب الجمهور فى رؤيتها، حتى لو كانت المخاطر كبيرة». وقال: «أنظر إلى هذا، وبصراحة، لا بد لى من الإشادة بفيفا، لأنهم جريئون ويخاطرون هنا بشكل كبير». «أعتقد أنه تقع على عاتقهم مسئولية تطوير صناعة كرة القدم بابتكار المنتجات».
** اختصارًا تعد بطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد تحديًا لفيفا ولرئيسه إنفانتينو بصفة شخصية، ونجاح البطولة سيكون إضافة للاتحاد الدولى لكرة القدم فى مواجهة الاتحاد الأوروبى.