اعتذار واجب لمحافظ أسوان - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:32 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

اعتذار واجب لمحافظ أسوان

نشر فى : الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 9:10 ص | آخر تحديث : الإثنين 24 أكتوبر 2011 - 9:10 ص

نحن جميعا مطالبون باعتذار لمحافظ أسوان، فقد اتهمناه بأنه من أشعل الفتنة، وعلقنا فى رقبته دماء شهداء ماسبيرو، وهدد أحد القساوسة بأنه سيضربه بالجزمة، وحذّره آخر من موتة بشعة، فلما ثبت وفقا لبيان نائب رئيس هيئة قضايا الدولة أن تراخيص الماريناب كانت تخص كنيسة أخرى، وأن موظفين فى الوحدة المحلية تلاعبوا فى التراخيص وزوروها، أى أن الأمر الذى أشعل الفتنة وأسال الدماء كان كذبة كبيرة، فإن أحدا لم يعتذر للرجل عن تشويه سمعته، بل استمر الكتبة ومتحدثو «التوك توك شو» فى الإساءة إليه والتحريض ضده، وهو سلوك يتكرر كثيرا هذه الأيام، أعنى الاستمرار فى تبنى المواقف ذاتها حتى لو ثبت خطؤها، والإصرار على طمس الحقائق واعتبارها كأن شيئا لم يكن.

 

راقب مثلا ما حدث فى بعض الجامعات الأسبوع الماضى، نشرت الصحف أخبارا عن دهس الطلبة تحت عجلات سيارات الأساتذة، وتداولت الفضائيات الخبر وأضافت إليه لمستها، منحازة منذ البداية للجانب الخطأ، وأصل الحكاية أن الطلبة لم تعجبهم نتائج انتخابات العمادة فى بعض الكليات، فقرروا أن «يجيبوا عاليها واطيها»، عرقلوا سير الانتخابات، وعطلوا الدراسة، واحتجزوا أساتذة وموظفين، وتعدوا على مدرسيهم بالسباب والضرب.

 

أرجو أن تلاحظ أن الانتخابات جرت فى جو ديمقراطى حقيقى، وأنها فى الأساس مسألة تخص الأساتذة، فهم من يختارون رؤساءهم، أى أن الطلبة لا ناقة لهم فى الموضوع ولا جمل، فإذا لم يكن مقبولا أن يتدخل الأساتذة فى اختيار الطلاب لممثليهم فى الاتحاد، فليس مقبولا بالقدر ذاته أن يتدخل الطلبة فى اختيار الأساتذة لعمدائهم، حتى لو اختاروا فلولا، لكنك لن تجد كلاما من هذا النوع فى إعلام «عضة الكلب»، فقط سترى صورا لطلبة يتعاركون بالشوم والمطاوى داخل الحرم الجامعى، وصورة لطالب أصيب فى ساقه بعد أن دهسه أستاذ جامعى «عديم الرحمة والمروءة».

 

وفى اعتصامات المصرية للاتصالات جرى أمر مشابه، فقد احتجز المعتصمون مدير الشركة بزعم أنه مسئول عن الفساد الذى أدى إلى خسارات متتالية، ثم تعرف أن أرباح الشركة تضاعفت من 480 مليون جنيه فى عام 2005، إلى أكثر من 3 مليارات جنيه فى 2010، وأن الحد الأدنى لرواتب موظفى الدليل الذين أضربوا لعدة أيام هو 1800 جنيه.

 

لن يتحدث أحد عن هذا، لكنهم سيطالبون بإطلاق سراح خمسة موظفين احتجزوا مدير الشركة وتعاركوا مع قوة الأمن والشرطة التى حاولت تحريره.

 

يجرى هذا كله دون أن نسأل أنفسنا عن المستفيد من كل هذا التشويه والهرج، ودون أن ننتبه إلى أننا بالفعل «وقعنا فى الفخ».

 

 

فاصل

 

فوجئت أمس الأول أن أكوام الزبالة المتمركزة أمام مدرسة مبارك التجريبية وهيئة الأبنية التعليمية بشارع حسن المأمون اختفت، ولاحظت أن الكناسين الذين يكتفون عادة بالتسول يعملون بهمة على غير العادة، وأدهشنى أن المنطقة تم غسلها بالماء، وأن الأرصفة خلف النادى الأهلى تم تلميعها، وازدانت بالورود وأصص الزرع، لكن دهشتى زالت بعدما قرأت فوق لافتة من القماش عن ندوة «مصر المستقبل» التى تعقد بالمدرسة الصناعية المتقدمة الملاصقة لسور النادى الخلفى، والتى يحضرها محافظ القاهرة عبد القوى خليفة.

 

الرسالة التى وصلتنى أخشى أنها وصلت لآخرين، فقد سمعتها من شخصين وقفا إلى جانبى يتابعان المشهد، قال أحدهما للآخر: قبل الثورة بعد الثورة كلّه زى بعضه.. مفيش فايدة.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات