خارطة طريق الجماعة - عماد الغزالي - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 4:26 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خارطة طريق الجماعة

نشر فى : الإثنين 25 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 25 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

صدىكما أن للدولة ونظامها المعبر عن ثورتى 25 يناير و30 يونيو خارطة طريق، فإن للإخوان أيضا خارطة طريق، تمضى فى اتجاه معاكس تماما، فإذا كانت الأولى تمضى فى اتجاه وضع دستور يلبى طموحات الناس وأشواقهم للعيش الحر الكريم، ويحظى بأكبر قدر من التوافق بين فئات الشعب وطوائفه وقواه السياسية، ثم إجراء انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة، فإن الثانية تهدف إلى تعويق هذا كله.

لا جديد ولا سر فيما سبق، لكن المدهش أن بعضنا يتغافل عن هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، ويتعاطى مع مبادرات الإخوان التى يتم تسريبها بين الحين والآخر بجدية لا تستحقها، ودون أن يضعها فى سياق المخطط الإخوانى، وأرجوك أن تنتبه إلى أن الإخوان الذين يطرحون مبادرات، هم من يمنحون غطاء سياسيا للعنف والإرهاب فى كل أنحاء البلاد، ويحرضون على قتل رجال الجيش والشرطة، ويدفعون أتباعهم للتظاهر وقطع الطرق وعكننة حياة الناس، ويمولون مؤامرات الخارج لمحاصرة البلد، ويتحالفون مع أعدائها ليعودوا من جديد للمشهد السياسى مهما كان الثمن.

وأرجوأن تعود لردود أفعالهم على المبادرة التى طرحها الدكتور كمال أبوالمجد، والتى سبقت مباشرة مبادرة منسوبة إلى مسئول الملف السياسى للجماعة محمد على بشر، طرحت الأسبوع الماضى.

الجماعة رفضت مبادرة أبوالمجد تماما، واتهمته بأنه يحابى «نظام الانقلاب»، وأنكر بشر وجود المبادرة من الأساس، وقال إن ما دار بينه وبين أبوالمجد كان دردشة عادية لم يتم الاتفاق فيها على شىء، فقط لأن أبوالمجد طالبهم بالاعتراف بأخطائهم، وبأن ما جرى فى 30 يونيو كان ثورة وليس انقلابا، وحذّرهم من مغبة الاستمرار فى معاندة رغبات ملايين المصريين التى أطاحت برئيسهم وبحكمهم بعد عام واحد فى السلطة.

بعدها بأسبوع، طرح «بشر» مبادرة خالية تماما من أى مضمون، لا تعترف بكل ما جرى منذ 3 يوليو، وتحيل الأمر كله إلى مرسى «الذى يمكنه أن يعلن تنحيه عن الرئاسة بكامل إرادته إن أراد (...) فى إطار الشرعية القائمة على دستور 2012».

وهى المبادرة التى رفضها أعضاء بارزون فى الجماعة، فضلا عن «تحالف دعم الإرهاب» الذى يطلق على نفسه تحالف دعم الشرعية.

الجماعة تمارس ألاعيبها المعتادة، تشجع على القتل والإرهاب وتقسيم البلد والتآمر ضدها مع قوى خارجية، ثم تقدم مبادرات كى توهم المصريين والعالم، أنها تسعى للمصالحة بينما الطرف الآخر يتعنت.

تدفع طلابها فى الأزهر والجامعات إلى تعطيل الدراسة وحرق المنشآت وقطع الطرق، وتصدر بيانات تؤكد فيها حرصها على السلمية.

تنشر الأكاذيب والشائعات عن الانشقاقات فى الجيش، وتسىء إلى جنوده وقادته، ويصفونه بأنه جيش العار، ثم يقول قادتهم إنهم يحترمون الجيش وأن محبته فى القلب!

صدقونى، الجماعة لا تريد المصالحة، لا يهمها لا مصر ولا أهلها، ما يعنيها فقط هو إنقاذ التنظيم الذى تلقى ضربة هى الأكبر فى تاريخه، ولذا فإنه يسعى بمساندة قوى دولية وإقليمية أن يبقى على قيد الحياة، على جثث أتباعه ومعارضيه، لا يهم.

خارطة طريق الجماعة لا تتضمن أبدا الاعتراف بالخطأ، فالجماعة «الربانية» لا تخطئ، لكنها يمكن أن تناور وتداور وتكذب فى انتظار لحظة تنعدل فيها الموازين لصالحها، تماما كما ناورت وداورت وكذبت كى تصل إلى لحظة التمكين التى قادت مرسى إلى الحكم، لكن شعبنا انتبه واستعاد بلده وثورته من سارقيها، ولن يفلتها.

عماد الغزالي كاتب صحفي
التعليقات