المهندس عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية يقول ان الهدف من حالة الفوضى الحالية هو إفشال المشروع الإسلامى، وإذا افترضنا ان رأى عبدالماجد صحيح فما هو المطلوب عمله لمنع إفشال هذا المشروع؟.
هناك طريقان رئيسيان، الأول ان يهب أنصار التيار الإسلامى للدفاع عن مشروعهم فى وجه خصومه ومعارضيه الذين وصفهم عبدالماجد فى مؤتمر بمركز سمالوط بالمنيا ليلة الأربعاء الماضى بانهم «كلاب عاوية وسفهاء وروبيدة» كما نقلت عنه بوابة الأهرام ومواقع وصحف إعلامية متعددة.
كثير من أنصار التيار الإسلامى يرون ان مشكلة الرئيس محمد مرسى ليست تصلبه وتصلب جماعته كما يرى انصار المعارضة المدنية، بل انه ضعيف سياسيا ولا يواجه خصومه بالحزم المطلوب وبالتالى، ــ وكما تحدث كثيرون يوم الجمعة الماضى ــ فان على الرئيس ألا يهادن المعارضين.
وكما يقول عبدالماجد أيضا فان «الجماعة الإسلامية افتقدت قوة القول خلال العامين الماضيين وانها لم تعرف وتخبر الناس باعداء الله والمنافقين وانها كانت تقصر حديثها على التوافق الوطنى ثم فوجئت بان اللى كنا بنطبطب عليهم ونقول رفقاء صاروا ألد أعداء لنا وأعداء للدين وللأمة والوطن».
هذه ليست وصفة عبدالماجد الخاصة بل يرفع شعارها عدد لا بأس به من المنتمين للتيار الإسلامى، هى طريق ممهد إلى حالة الحرب الأهلية الكاملة. وللموضوعية فان هذه الحالة ليست مقصورة على متشددى التيار الإسلامى بمفردهم، حيث إن هناك متشددين مثلهم تماما فى التيار الليبرالى، وسمعنا الناشط أحمد أبودومة يقول إن «مصر لن تسعنا معا، أى المعارضة والإخوان فإما يعلقوا لنا المشانق أو نعلق لهم المشانق»!.
ترجمة موقفى عبدالماجد وأبودومة حدث فى شوارع المقطم، وفى أماكن متفرقة بمختلف أنحاء الجمهورية يوم الجمعة الماضى ،خصوصا أمام مقار جماعة الإخوان المسلمين.
«أما نحن أو هم» صار يتردد كثيرا هذه الأيام، وهو نفس النغمة التى علا صداها فى لبنان والعراق قبل الانقسام العظيم الذى صار طوليا وعرضيا فى مجتمع البلدين الشقيقين.
الطريق الثانى ان يؤمن التياران الإسلامى الليبرالى بانه لا حل سوى التعايش المشترك على أرض هذا الوطن، وانه مهما وصل الخلاف بين الطرفين فلابد فى النهاية من حل سياسى.
وللموضوعية فان المعارضة تطالب بحل سياسى، والتيار الإسلامى يتحدث عن نفس الحل، لكنه لا يقدم حلولا عملية لترجمة ذلك على الأرض.
المفترض أن رئيس الجمهورية هو الذى يتحمل المسئولية السياسية عما يحدث.
هناك فهم مغلوط لدى التيار الإسلامى ومؤسسة الرئاسة بانهم غير مسئولين مثلا عن الاشتباكات التى تدور فى المجتمع الآن وانها مسئولية المتظاهرين فقط.
الرئيس مرسى بحكم منصبه مسئول عن الإخوانى الذى يتعرض للسحل والضرب فى المقطم، ومسئول بنفس الدرجة عن الليبرالى الذى سحل أمام مكتب الإرشاد وعن الناشطة ميرفت موسى التى تلقت صفعة من أحد حراس جماعة الإخوان التى خرج منها الرئيس مرسى.
فى النهاية الرئيس مسئول عن كل شىء فى البلد، بغض النظر اذا كان يحبه أو يكرهه.
على الرئيس ألا ينصت إلى عاصم عبدالماجد وكذلك إلى أحمد أبودومة، وعليه أيضا ألا ينصت إلى تيار المتطرفين داخل جماعة الإخوان المسلمين وداخل المعارضة.
على الرئيس مرسى أن ينصت إلى الأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى، لو فعل الرئيس ذلك فانه سيحافظ ليس فقط على المشروع الإسلامى بل على مصر بأكملها.