«جاك ما».. وسرقة الأحذية - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأحد 26 أكتوبر 2025 9:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

«جاك ما».. وسرقة الأحذية

نشر فى : السبت 25 أكتوبر 2025 - 7:20 م | آخر تحديث : السبت 25 أكتوبر 2025 - 7:20 م

نشرت جريدة القبس الكويتية مقالًا للكاتب أحمد الصراف، تناول فيه تاريخ تأسيس شركة «على بابا» العملاقة للتجارة الإلكترونية على يد رجل الأعمال الصينى جاك ما، موضحًا النجاح الهائل الذى حققته، مع التركيز على الأسباب الكامنة وراء اختيار اسم الشركة وعوامل نموها، بالإضافة إلى ملاحظة اجتماعية عن مدى الأمانة فى التعاملات التجارية فى الصين مقارنة ببعض الدول الأخرى.. نعرض من المقال ما يلى:
أسس جاك ما، رجل الأعمال والبليونير الصينى، عام 1999 شركة «على بابا»، لبيع التجزئة عن طريق البريد، وبعد سنوات قليلة بلغت قيمتها قرابة 130 مليار دولار، ويعمل بها أكثر من 124 ألف موظف، وتعتبر المنافس الأكبر لشركة أمازون، كبرى شركات بيع التجزئة بالبريد، والتخزين السحابى والفعلى.
اختار جاك ما اسم «على بابا» لشركته ليس فقط تأثرًا بقصص «ألف ليلة وليلة»، التى كانت مصدر متعة وخيال له ولمئات ملايين البشر، على مدى قرون، وألهمت حكاياته فكر الكثيرين حتى بلغ أقاصى الصين، بل اختار الاسم للعلاقة بين محتويات الكتاب، الذى تجد به كل شىء تقريبًا، ومتجره الافتراضى، الذى يحتوى على ملايين أصناف البضائع. كما جاء اختيار الاسم لسهولة تذكره، والتعرف عليه، وسهولة النطق به وكتابته، دون أخطاء، وهذا يشمل غالبية لغات العالم. كما أن اسم الشركة يتعلق بإحدى قصص الكتاب، أى «على بابا والأربعين حرامى»، والمغارة التى كان «على بابا» يحتفظ بها بكل مسروقاته الثمينة، والتى لا تفتح أبوابها إلا بعد أن يصيح من يقف أمامها: «افتح يا سمسم»، وهذا ما يجده أى متعامل مع شركة على بابا، بمجرد الاطلاع على موقعها الإلكترونى، الذى يشبه المغارة العميقة، وما تتيحه للأفراد والشركات الصغيرة، حول العالم، من فرص إثراء كبيرة، من خلال طلب المواد منها وإعادة بيعها للغير.
على الرغم من المنطق الطريف وراء اختيار الاسم، فإن العقلية العربية لا تتقبله بسهولة، لأن الاسم يرتبط بـ«الأربعين حرامى»، لكن هذه قصة أخرى.
بسبب اتساع الصين وعدد سكانها الضخم، وانشغال الجميع بالعمل الجاد والمستمر، فلا وقت للكثيرين للتسوق، خاصة الأشياء التى لا يسهل الحصول عليها من دكاكين أو سوبر ماركتات المنطقة، خاصة مع سكان القرى النائية، وبالتالى تتزايد باستمرار أعداد الصينيين الذين يعتمدون على شراء غالبية متطلباتهم عن طريق البريد، ومن هنا خلق جاك ما ثروته الهائلة.
يقول سائح عراقى، زائر للصين، من خلال فيديو بثه على الإنستجرام، إنه لاحظ وجود أرفف تمتلئ بكميات من الطرود البريدية من مختلف الأحجام، أمام مداخل الكثير من المبانى السكنية، وضعتها شركات توصيل الطرود البريدية لشركات مثل «على بابا»، ليقوم أصحابها بالتقاطها من على الرف، عند عودتهم، مساء، من أعمالهم. وذكر بأنه لا أحد يمد يده إلى طرد غيره، وهذا يحدث فى دول ملحدة، لا يؤمن غالبية سكانها، إن لم يكن جميعهم، بأى دين. ويقول إنه فوجئ بذلك التصرف، الغريب، مقارنة بما يحصل فى كثير من دولنا من سرقة أحذية المصلين، وأنه تعرض شخصيًا لسرقة حذائه أو نعاله، أثناء أداء الصلاة، فى وطنه العراق، وهذه ظاهرة محيرة ربما لا تعرفها المجتمعات الأخرى، وإن وجدت، فأهلها، حتمًا لا يتشدقون، ليل نهار، بأنهم أفضل البشر!
ملاحظة السائح العراقى لا تعنى بالضرورة أن الصينيين شعب «مميز» ولا تعنى أنهم الأفضل، فلديهم كم من العادات السيئة، التى يصعب تقبلها، ولمست الكثير منها خلال زيارة عدد من مدنها، لكنها تعنى أن المشكلة لدينا أعمق منهم.. بكثير!

التعليقات