البيان ــ الإمارات لا تستدعى الحزن - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

البيان ــ الإمارات لا تستدعى الحزن

نشر فى : الأحد 28 أغسطس 2022 - 8:05 م | آخر تحديث : الأحد 28 أغسطس 2022 - 8:05 م

نشرت صحيفة البيان الإماراتية مقالا للكاتبة فاطمة المزروعى بتاريخ 23 أغسطس تناولت فيه تأثير ضغوطات الحياة المستمرة فى إصابتنا بالحزن والإحباط وأثرهما على صحتنا الجسدية، بالرغم من ذلك فنحن بحاجة طاقة الحزن تماما مثل طاقة الفرح.. نعرض من المقال ما يلى.
هؤلاء، الذين يجعلون الحزن جزءا من حياتهم اليومية، يمنعون الكثير من الخير، وكأنهم يوصدون أبوابهم أمام السعادة. وكما قال المثل البولندى: «القلب المملوء حزنا كالكأس الطافئة، يصعب حمله». تخلص من أحزانك، تخلص من الكآبة ومن الغضب. اغمر روحك وقلبك بالتفاؤل وبأن الغد أجمل، ولا تطل التوقف أمام الجوانب الاستهلاكية التى لم تحقق وتجعلها مسألة حياة أو موت، ركز على الأهم، وستحصل على الكثير؛ المهم معرفة أن الأحزان لن تدفع بك نحو التفوق ولن تساعدك على النجاح.
رتم وطبيعة الحياة الحديثة هو التسارع، ومع مثل هذا التسارع تزداد الضغوط المتنوعة، ولكن بيد كل واحد منا أن يخفف الضغط النفسى الذى يحيط به، والمطلوب فقط هو أن تساعد جسدك على أن يقوم بمهمته فأجسادنا تستجيب تلقائيا وحتى دون أى وعى منا، وتحاول أن تخفف توترنا من خلال إفراز وتدفق هرمونات معينة كالأدرينالين، والتى تكون مسئولة عن الاستجابات التلقائية، فترفع هذه الهرمونات من معدل ضربات القلب وضغط الدم لتزداد كمية الأكسجين، وبالتالى تزداد سرعة التنفس، ولكن إذا كانت هذه الضغوطات مستمرة، فإن هذه الهرمونات تعطى تأثيرا سلبيا وخطيرا على الصحة، وليس ضروريا للمرء بأن يصل إلى هذا الحد ويستمر فى الاستسلام أمام الضغوط، فبشىء من الحكمة يمكن أن يحمى نفسه من قتل نفسه، فالمسرات والحفلات الاجتماعية وكثرة الضحك تعد علاجا فعالا ضد ضغوط الحياة الكثيرة، فالسعادة بوصلة بين أيدينا تحمينا من الدخول إلى مناطق الحزن والبؤس واليأس، وتساعدنا على الخروج منها.
كتب التاريخ على مر الأزمان حملت الكثير من الحكم والأمثال والعبر والأقوال الخالدة عن الحزن وما يحدثه فى النفس الإنسانية، وقد اخترت لكم منها، مقولة للروائى العالمى جابرييل جارسيا ماركيز، حيث قال: «لا يوجد أحد يستحق دموعك، على أى حال ذلك الشخص الذى يستحقها لن يجعلك تبكى».
وأما الشاعر الإيطالى دانتى أليغييرى، فقد قال: «أشد الأحزان هو أن تذكر أيام السرور والهناء عندما تكون فى أشد حالات التعاسة والشقاء». وأما الكاتب والناقد والشاعر البريطانى صمويل جونسون، فقد وضع وصفة للتخلص من الحزن حيث قال: ليس الحزن إلا صدأ يغشى النفس، والعمل بنشاط هو الذى ينقى النفس ويصقلها ويخلصها من أحزانها.
ولكن ماذا لو حاولنا منع الحزن من الوصول إلينا، ومحاولة تجنبه، هذا الجانب علق عليه جيم رون، والذى يعد من أهم فلاسفة عصره فى أمريكا فى مجال التنمية البشرية، حيث قال: «لو أردت بناء جدران حولك لتمنع الحزن من الوصول إليك، فاعلم أن هذه الجدران ستمنع السعادة من الوصول إليك كذلك». ولكن على الرغم من كل هذا يظل الحزن طاقة نحتاجها جميعا وقد تكون دافعا للمزيد من العمل ولكن يجب تجنب الإحباط وألا يسيطر علينا وعلى مشاعرنا.

التعليقات