لو كانت الحكومة جادة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:38 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لو كانت الحكومة جادة

نشر فى : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 9:59 ص | آخر تحديث : الإثنين 29 نوفمبر 2010 - 9:59 ص

 انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات أمس، وسوف ينفض المولد بأكمله الأحد المقبل بعد انتخابات الإعادة، والمؤكد أن الجميع أو الغالبية سوف ينسى تماما الانتخابات والمشاركة لمدة خمس سنوات، وقتها سوف ينشط الجميع مرة أخرى، يتحدثون، يثرثون، يحللون، ثم ينصرف كل إلى حال سبيله، وهكذا.

هل من أمل للخروج من هذه الدائرة الجهنمية وإقناع الناس فعلا بجدوى المشاركة؟.

هناك أمل لكنه يحتاج إلى جهود ضخمة وتراكم مستمر من العمل حتى نصل إلى مرحلة يشعر فيها المواطن الذى لا يدلى بصوته بأنه ارتكب جرما فى حق نفسه وحق مستقبله.

لو أن الحكومة والحزب الحاكم وأحزاب المعارضة جادون فعلا فى حديثهم المتكرر ورغبتهم فى إخراج المجتمع من شرنقته فإن عليهم أن يبدأوا العمل من الغد لإقناع الناس بالمشاركة.

المسألة فى غاية البساطة.. الحكومة وخلفها الحزب الحاكم تستطيع أن تصدر مجموعة من الإجراءات التى ستنهى معظم العراقيل التى تحول دون تمكن المواطنين من الإدلاء بأصواتهم.
عليها فقط أن تلغى كل الجداول الانتخابية الحالية التى تشمل المتوفين والأسماء الخاطئة، وأن تعتمد على جداول جديدة مستمدة من السجل المدنى بوضعه الراهن، ويكون التصويت عبر بطاقة الرقم القومى آليا لكل من بلغ الثامنة عشرة، وموجود اسمه فى الجداول.


نحلم أن يكون من حق المواطن أن يدلى بصوته فى أى مكان بالجمهورية طالما كان فى سن الانتخابات إذا استطعنا أن يكون التصويت إلكترونيا.. لكن وبما أن العثور على الغول والعنقاء والخل الوفى أسهل من ذلك، فإننا نتمنى فقط أنه عندما يذهب المواطن إلى اللجنة يتمكن من التصويت بسلاسة بدلا من لعبة «حاورينى يا طيطة» وسياسة «التدويخ الممنهج» التى تهدف إلى جعل كل من يجرؤ على الذهاب مرة إلى اللجان أن يقسم بأغلظ الأيمان على عدم العودة مرة أخرى حتى لو كان سيتم انتخابه هو شخصيا.

تستطيع المعارضة أن تواصل ضغطها على الحكومة لتنظيف الجداول وتنقيتها بدلا من الارتماء فى أحضان الحكومة وانتظار فتات المقاعد لأن هذه التنقية هى السبيل الوحيد لوقف تصويت ساكنى القبور السفليين، وليس الساكنون فيها بحكم فقرهم.

تستطيع منظمات المجتمع المدنى أن تخصص جزءا من المعونات الأجنبية التى تحصل عليها لتنظيم حملات حقيقية فى القرى والأحياء الشعبية لإقناع الناس بالتسجيل واستخراج بطاقات انتخابية والتصويت وأن مستقبلهم سوف يتحسن إذا شاركوا فى العملية الانتخابية.

مساء أمس الأول السبت تشرفت بحضور ندوة مهمة لبرنامج «شارك» الذى تشرف عليه الناشطة المتميزة نرمين نور.. الموضوع كان عن المشاركة فى الانتخابات وتحدث فيه أساتذة كثيرون منهم حسين عبدالرازق وحافظ أبوسعدة وعصام شيحة ود.يمن الحماقى ود.نبيل حلمى، جميعهم تحدثوا عن ضرورة المشاركة وأن المجتمع لن يتطور من دونها، واتفق بعضهم على أن الحكومة فى يدها إذا أرادت أن تحل معظم المشكلة عبر إجراءات سهلة وبسيطة لكن تعرفون ما هى المشكلة؟!.
لنفترض جدلا أن الحكومة سهلت الأمور.. وذهب الناس إلى الصناديق واختاروا نوابهم بحرية، وأن الناس أدركوا حقيقة اللعبة.. وقتها سوف تنقلب كل الأمور رأسا على عقب.
وإذا حدث ذلك فسوف ينتهى الفساد ويتوقف الدجل.. وتتغير الحكومة.

والسؤال: ما الذى يدفع الحكومة كى تفعل كل ذلك وتأخذ قرارا ينهى وجودها؟!.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي