نشرت صحيفة The Times Of Israel مقالا للكاتب CNAAN LIPHSHIZ نعرض منه ما يلى:
بغض النظر عن انتمائهم السياسى، يمكن لجميع الأطراف أن تتفق على أن بوريس جونسون، الذى حصل على تصويت حزب المحافظين ليصبح رئيس وزراء المملكة المتحدة المقبل، هو شخصية ملونة، وبالنسبة لليهود البريطانيين، يعد جونسون «شخصية مختلطة ومتناقضة» بسبب التعامل مع إسرائيل وجذوره اليهودية وتجاهله الواضح للطريقة التى يتوقع بها الكثير من البريطانيين أن يتحدث كبار السياسيين عن الأقليات الدينية.
خروج بريطانيا من جهة وحزب العمال من جهة أخرى
على عكس ماى، فإن جونسون شخصية متشددة ومؤيد للبريكست منذ فترة طويلة وبعبارة أخرى، فقد التزم بإخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبى سواء باتفاق أو من دون اتفاق مع مسئولى الاتحاد الأوروبى.. حيث حاولت ماى يائسة إبرام صفقة.
وهذا أمر محفوف بالمخاطر لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى بدون صفقة من شأنه أن يؤدى إلى تباطؤ الاقتصاد، والذى بدوره قد يزيد من فرص انتخاب زعيم حزب العمال جيريمى كوربين بعد جونسون. ويعتقد الكثير من اليهود البريطانيين أن هذا سيشكل تهديدا وجوديا لليهود بسبب ارتفاع نبرة «معاداة السامية» فى حزب العمال منذ أن أصبح كوربين زعيما له فى عام 2015.
بوريس جونسون يشعر أحيانا أنه يهودى
كان جد جونسون لأمه، إلياس أفيرى لوى، يهوديا من مواليد موسكو ولد لتاجر نسيج. وأكد جونسون هذا فى مقابلة أجراها عام 2007 مع الجريدة اليهودية كرونيكل. وأضاف جونسون: «أشعر بأننى يهودى عندما أشعر أن الشعب اليهودى يتعرض لتهديد أو هجوم ما، أشعر بالغضب والرغبة فى حمايتهم من أعداء السامية.
شكاوى اليهود من جونسون عندما كان عمدة لندن
طوال فترة ولايته كعمدة لبلدية لندن، تجاهل جونسون باستمرار مطالبات الجماعات اليهودية بحظر مسيرات يوم القدس المؤيدة للفلسطينيين فى لندن ــ الأحداث التى تضمنت دعوات لقتل اليهود إلى جانب لغة وصور معادية للسامية ــ فى العام الماضى فقط، قالت شرطة لندن إنها ستتدخل فى هذا الحدث لمنع وجود أعلام حزب الله فى هذه المسيرات. وجاءت هذه الخطوة مع وصول صادق خان، السياسى العمالى المسلم، إلى منصب عمدة لندن.
وفى عام 2014، وصف جونسون الهجوم الإسرائيلى على حماس فى غزة بأنه «غير متناسب» و«قبيح ومأساوى»، مضيفا أنه «لن يفيد إسرائيل على المدى البعيد». ويبدو أنه حاول موازنة تلك التصريحات فى الفترة السابقة للانتخابات فى حزب المحافظين، الذى شهد زيادة فى الدعم من قبل اليهود الذين تركوا حزب العمال بسبب مشكلة معاداة السامية، من خلال وصف نفسه بأنه «صهيونى عاطفى» «يحب الدولة العظيمة» إسرائيل.
وقال فى مقابلة مع صحيفة «يهود نيوز» فى 10 يوليو الجارى: «من غير المقبول على الإطلاق أن يواجه المدنيون الإسرائيليون الأبرياء خطر إطلاق الصواريخ والقصف من غزة».
عندما كان وزيرا للخارجية..
على الرغم من عدد كبير من التصريحات والأعمال المؤيدة لإسرائيل، ينظر إلى جونسون على أنه مسئول عن حمل المملكة المتحدة للمساعدة فى صياغة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية. ووصف القادة اليهود البريطانيون الدور البريطانى فى العملية بأنه «عار»، ووصفه مؤيدو الدولة اليهودية الآخرون بأنه خيانة.
كما أن جونسون أيضا من مؤيدى الاتفاق النووى الذى توصلت إليه إيران والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى. وهى الاتفاقية التى لم ترضى عنها إسرائيل وأنصارها، حيث أنهم رأوا أنها ستسمح للجمهورية الإسلامية ببناء ترسانة نووية على مقربة من الدولة اليهودية.
ومع ذلك، فإن جونسون كان أول وزير خارجية للمملكة المتحدة يتعهد بالتصويت ضد البند 7، وهو بند دائم فى جدول أعمال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بشأن وضع حقوق الإنسان فى فلسطين وغيرها من الأراضى العربية المحتلة، بما فى ذلك حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير، ووضع حقوق الإنسان فى الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فى ذلك القدس الشرقية، بالإضافة إلى المستوطنات الإسرائيلية فى الأرض الفلسطينية المحتلة وفى الجولان السورى المحتل. وانتقد تحيز الأمم المتحدة ضد إسرائيل، واصفا إياه بأنه «غير متناسب ومضر بقضية السلام»..
جونسون هو ترامب بريطانيا
فى الأيام الأولى لرئاسة دونالد ترامب، تحدث جونسون باستهزاء عن تحول نجم تلفزيون الواقع إلى سياسى، لكنهما أقاما علاقة إيجابية منذ ذلك الحين. ووصف ترامب جونسون بأنه «رجل طيب» يتمتع بالذكاء. ومثل ترامب، أثار جونسون قاعدته اليمينية بتصريحات مهينة عن المسلمين، الأمر الذى جعل بعض اليهود البريطانيين يشعرون بعدم الراحة.
وفى العام الماضى، كتب جونسون مقالا نشرته صحيفة ديلى تلجراف حول النساء المسلمات المحجبات، قائلا إنه «من السخف تماما أن يختار الناس الالتفاف مثل صناديق الرسائل». وكتب رئيس مجلس القيادة اليهودية، جوناثان جولدشتاين، على تويتر ردا على ذلك قائلا «تعليقات بوريس جونسون مخزية تماما ومن المذهل الاعتقاد بأنه كان وزيرا للخارجية قبل بضعة أسابيع فقط».
وأخيرا طغت اللهجة الودية على حديث الجالية اليهودية، وهنأت جونسون على انتخابه وتحدثا عن العلاقة الطويلة والإيجابية معه» عند خدمته كعمدة لندن ثم وزيرا للخارجية.
إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلى:
https://bit.ly/2ZgY0ac