نشر مركز الأبحاث Institute Security Studies مقالا للباحثة «إيرى ندونغو» – الباحثة فى برنامج Transnational Threats and International crime ــ الذى يتناول التهديدات الداخلية والخارجية التى تمر بها كينيا، خاصة فى ظل إعادة الانتخابات الرئاسية، كتهديدات حركة الشباب الصومالية الإرهابية، وعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية والتعليمية داخل البلاد.
بداية، ذكرت الباحثة أن كينيا قد شهدت يوم الخميس الماضى إعادة الانتخابات الرئاسية وسط انتشار حالة من عدم الاستقرار الأمنى، حيث أدلى الناخبون الكينيون بأصواتهم فى إعادة الانتخابات، التى يضمن فيها الرئيس المنتهية ولايته «أوهورو كينياتا» الفوز بولاية ثانية، وإن كان بأغلبية بسيطة وسط دعوة زعيم المعارضة «رايلا أودينغا» أنصاره بمقاطعة الانتخابات الرئاسية واصفا إيها « بالخدعة».
تجرى إعادة الانتخابات الرئاسية بعدما ألغت المحكمة العليا نتائج الانتخابات التى أجريت فى 8 أغسطس الماضى، والتى أسفرت عن فوز الرئيس الكينى «كينياتا» بولاية ثانية، وترجع سبب إلغائها إلى حدوث مخالفات معلنة، فضلا عن أن الانتخابات لم تتسم بالشفافية ومن ثم لا يمكن إثبات صحة نتائجها.
فى ظل الاضطرابات السياسية التى تشهدها كينيا، لا تزال البلاد فى حالة تأهب قصوى تحسبا لاحتمال وقوع هجمات إرهابية من قبل حركة الشباب الصومالية الإرهابية.
وفقا لمسئولين حكوميين، أن هدف حركة الشباب يكمن فى تصوير كينيا بأنها عاجزة عن تأمين عملية الانتخابات، بالإضافة إلى إجبارها على انسحاب قوتها العسكرية من الصومال، كما توجه الحركة الإرهابية اتهامات ضد الحكومة الكينية باستخدمها القوة العسكرية ضد المعارضة.
من الجدير بالذكر بأنه منذ دخول القوات الكينية الأراضى الصومالية عام 2011 شنت حركة الشباب حوالى 100 هجمات إرهابية ضد البلاد، ويرجع الهدف من وراء التدخل الكينى فى الصومال إلى القضاء على التهديدات الناجمة من حركة الشباب الإرهابية، بالإضافة إلى انتشار حالات الاختطاف المنتشرة على الحدود مع الصومال سواء كانت اختطاف عمال الإغاثة أو سائحين.
منذ إعلان حركة الشباب عزمها على تعطيل الانتخابات الرئاسية، شهدت كينيا هجمات عديدة وخاصة فى مقاطعة «مانديرا لامو» والتى تقع على الحدود مع الصومال، وتمثل الهجمات الإرهابية الأخيرة تهديدا لإنشاء مناطق عازلة على طول حدود البلاد. من جانبها، قامت الحكومة الكينية بنشر المزيد من قوات من رجال الشرطة والجيش على الحدود من أجل حماية القرى والناخبين من العمليات الارهابية.
***
تضيف الباحثة أن قطاع التعليم أصبح من ضحايا التهديدات الأمنية التى تمر بها البلاد حيث اضطرت العديد من المدارس فى مقاطعة «مانديرا لامو» بالإغلاق، كما أفاد عدد من أولياء الأمور أن التلاميذ فقدوا دراستهم لمدة تزيد على عامين، وذلك بسبب انتشار حالة عدم الاستقرار فى تلك المقاطعة.
يعتبر جزء من تهديدات حركة الشباب هو استمرار الاحتجاجات ضد الانتخابات الحالية، والتى تخللتها أعمال العنف وإطلاق نار وغازات مسيلة للدموع. ولقد أثارت الحملة الأمنية ضد المتظاهرين احتجاجا عاما مع ادعاءات عن وحشية الشرطة وانتهاكات حقوق الإنسان، كما أن هناك مخاوف من تكرار العنف الذى حدث بعد انتخابات 2007.
لقد تسببت السياسة الحزبية فضلا عن انتشار حالة عدم الاستقرار الأمنى والسياسى فى رفع دعاوى الجرائم ضد الإنسانية إلى محكمة الجنائية الدولية. وقال مقدمو الالتماسات إن لديهم أسبابا قوية تؤكد أن كلا من «رايلا أودينجا» و«ستيفن كالونزو» يخططون لإغراق كينيا فى أعمال العنف سعيا للوصول إلى السلطة السياسية.
يذكر أن الاضطرابات الأمنية والسياسية فى كينيا أثرت على قطاع الاقتصادى حيث يتزايد قلق المستثمرين من الاستثمار فى بيئة غير مستقرة، كما حذرت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا رعاياها من السفر إلى كينيا مما أثر سلبيا على قطاعى السياحة والاستثمار.
***
ختاما ذكرت الباحثة أن السلطات الأمنية أكدت أن الانتخابات الحالية جرت وفقا لما خطط له، محذرا من عواقب وخيمة ضد أى كيان يهدد سلمية الانتخابات. وأضافت الحكومة الكينية حوالى 31 ألف شخص للخدمة فى الحياة البرية والسجون والغابات إلى خدمات الشرطة الوطنية لتعزيز قدرتها الحالية، حيث إن هناك حوالى 100.000 ضابط فى إدارة الانتخابات. ترى الكاتبة أن النظام فى كينيا يقع على عاتقه مهمة شاقة؛ فعليه أن يؤمن عملية الانتخابات والتصدى للتهديدات المحتملة من قبل حركة الشباب الإرهابية.
إعداد: زينب حسنى عزالدين
النص الأصلى
http://bit.ly/2yT46U9