تعيش محافظة الإسكندرية هذه الأيام حراكًا علميًّا وثقافيًّا واسعًا، تشهده فعاليات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية من خلال معسكر أبي بكر الصديق بمحافظة الإسكندرية، وجناح المجلس الأعلى بمكتبة الإسكندرية الدولية للكتاب، تحت رعاية الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف – رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وإشراف الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس.
فعلى مستوى معسكر أبي بكر الصديق، نظّمت لجنة العلاقات الخارجية جلسة علمية بعنوان: "جسر الثقافات.. رحلة معرفية للطلاب الوافدين"، أُقيمت بمركز مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، وشارك فيها الدكتور مدحت عيسى، مدير مركز المخطوطات، والدكتور علاء جانب، عميد كلية اللغة العربية، بحضور الشيخ نور الدين قناوي، رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية، الذي أكّد أهمية اللقاءات العلمية في تعزيز الانتماء وبناء وعي متوازن بين الثقافات.
وتناول المحاضرون جهود المجلس الأعلى في الترجمة والنشر، ورعاية الطلاب الوافدين، وترسيخ الفكر الوسطي، إلى جانب جهود الوزارة في جمع وتحقيق التراث ونشره، وضرورة تكامل العلوم في تكوين العالم الموسوعي المتزن.
كما شهد المعسكر ندوة نوعية بعنوان: "من الأطفال للأطفال"، نظّمتها لجنة المرأة والأسرة والطفل، وشارك فيها الطفل عبد الرحمن محمد ماهر، الحاصل على جائزة الدولة للمبدع الصغير، حيث قدّم كلمة مؤثرة بعنوان: "تراثنا هويتنا"، تناول فيها بأسلوب مبسط أهمية صون التراث كركيزة للهوية والمستقبل، وأدارت الندوة الدكتورة هدى حميد، مدير عام التحرير والنشر – مسئول ملف الطفل بوزارة الأوقاف.
وفي سياق متصل، احتضن جناح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب ندوة ثقافية توعوية للأطفال بعنوان: "الانتماء وحب الوطن"، قدّمتها الدكتورة شوق النكلاوي، الأستاذة بجامعة مطروح، من خلال عرض تفاعلي مصور قدّمت فيه مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية بلغة مبسطة، وشهدت الندوة تفاعلًا لافتًا من الأطفال وأسرهم، واختُتمت بتوزيع هدايا رمزية على المشاركين.
وتأتي هذه الفعاليات المتنوعة في إطار برنامج ثقافي وعلمي شامل ينفذه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بالتعاون مع وزارة الأوقاف، بهدف بناء وعي متكامل، ودعم قدرات الطلاب الوافدين والأطفال، وتحصينهم معرفيًّا ووطنيًّا في مواجهة تحديات العصر.