سألت قياديا فى حزب «الحرية والعدالة» الإخوانى عن مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية فقال لم يتحدد بعد، فقلت له أعلم ذلك، أنا أسأل عن الاسم، فرد بأن الأمر مفتوح على كل الاحتمالات.
وقبل يومين سألت قياديا فى «التحالف الديمقراطى» مطلع على الكواليس فقال إن فرص ترشيح الوزير السابق الدكتور منصور حسن لم تتلاش تماما كما يظن الكثيرون سواء لدى الإخوان أو غيرهم بل إنها تزيد كل يوم.. لكنه أضاف أن هناك حيرة حقيقية داخل «الجماعة» بشأن هذا الأمر، لأن كل خيار له مزايا وعيوب.
السؤال الآن: ما هو حجم تأثير الإخوان فى تحديد اسم الرئيس؟! وربما يكون السؤال بطريقة أخرى كالآتى: هل لو رشح الإخوان أى اسم سيعنى ذلك آليا أنه الشخص الفائز بالمنصب الأرفع، حتى لو كانت غالبية القوى السياسية تعارضه؟.
بطريقة أخرى: هل وصل الإخوان إلى الحالة التى كان عليها حزب الوفد فى بداية النشأة على يد سعد زغلول، حينما كان يقال إن الوفد لو رشح قطة أمام أى منافس
فإنها ستفوز وتدخل البرلمان دلالة على ضمان التأييد الشعبى؟!.
هذا السؤال المتعدد الأوجه وجهته لكثيرين أظن أنهم على دراية كبيرة بما يجرى وجاءت إجابات معظمهم متفقة على ضرورة التفريق بين التأييد الشعبى الكاسح الذى حصل عليه الإخوان ومعهم السلفيون وبين ما سيحدث فى انتخابات الرئاسة.
وجهة نظر هؤلاء أن الجمهور الحقيقى للإخوان والسلفيين هم أولئك الذين ذهبوا وصوتوا لهم فى انتخابات مجلس الشورى وعددهم لم يتجاوز 6٪ من الذين يحق لهم التصويت من 7.2% هم إجمالى الذين شاركوا فى الانتخابات.
أما الذين صوتوا فى انتخابات مجلس الشعب فهم هؤلاء الـ6٪ مضافا إليهم جمهور المتعاطفين مع التيار الدينى ثم كل الكارهين لحسنى مبارك ونظامه، وكل الممتعضين من التيار الليبرالى، وبالطبع الذين يعتقدون أن تدين الإخوان والسلفيين ونظافة يدهم ستكون عاملا مهما فى الرهان على مستقبل أفضل.
تقييم يبدو منطقى وموضوعى، لكن لا يمكن التعامل معه باعتباره حقيقة مطلقة، والسبب ببساطة أنه بعدما شاهدنا من مفاجآت فى انتخابات الشعب والشورى الأخيرة، صار يستحيل أن نصدق تماما أى توقعات لا تستند إلا لقراءات وتحليلات وربما تمنيات أصحابها.
لم يكن يصدق أحد أن يحصل السلفيون على ربع مقاعد البرلمان، لكن ذلك حصل، وحتى الإخوان فكل التوقعات كانت تدور حول حصولهم على نسبة تتراوح بين 25 و30٪ لكنهم تجاوزا الـ45٪.
إذن لا توجد لدينا ــ للأسف الشديد ــ مؤسسة بحثية جادة تستطيع قراءة واستطلاع ورصد المؤيدين الفعليين للإخوان أو السلفيين أو أى حزب سياسى آخر، وبالتالى تظل النتائج المتحققة فى الانتخابات الأخيرة هى القراءة الأكثر تمثيلا رغم أى تحفظات يمكن أن يبديها هذا الطرف أو ذاك.
نعود للسؤال الذى يشغل كثيرين وهو: من هو مرشح الإخوان فى انتخابات الرئاسة يوم 24 مايو المقبل؟.
سوف نسمع اجتهادات كثيرة والسبب أن كل الاحتمالات واردة فعلا، لكن وجود عبدالمنعم أبوالفتوح فى السباق ربما كان المشكلة الأكبر التى تواجه الإخوان بسبب انقسام قواعد الجماعة بشأنه والتأييد الجارف له وسط الشباب وبعض جيل الوسط داخل الجماعة.
تقديرى الشخصى أن الجماعة سوف تختار مرشحها بعد أن تجيب عن عدة أسئلة منها: ما هى طبيعة المرحلة المقبلة وتحدياتها؟ وهل تريد مرشح دولة أم مرشح ثورة؟ هل تريد شخصا يتمتع بحب النخبة أم بتأييد معظم الشعب؟ هل تريد المشاركة ام التكويش؟ إذا أجابت الجماعة بوضوح عن هذه الأسئلة فلن تجد صعوبة وقتها فى التصريح باسم مرشحها.