** خسرت البرازيل مبارياتها فى تصفيات كأس العالم 2026 أمام الأرجنتين وأوروجواى وباراجواى وبوليفيا.. ووصفت نتائج المنتخب الفائز بكأس العالم خمس مرات بأنها الأسوأ فى تاريخه حيث جمع 28 نقطة من 18 مباراة واحتل المركز الخامس. الهزيمة من بوليفيا وقعت تحت قيادة المدرب الإيطالى الشهير كارلو أنشيلوتى وهى واحدة من مباريات أخرى خسرها أنشيلوتى فى التصفيات بكل ما يملكه من خبرات و«جوائز وألقاب ونياشين» وهو ما يسمى (C.V) لكن بوضوح الخسارة أمام بوليفيا تحديدا ليس لها علاقة مباشرة بما يسمى فارق القيمة التسويقية، فمن المعروف أن القيمة التسويقية لمنتخب البرازيل 735 مليون يورو والقيمة التسويقية لبوليفيا 13 مليون يورو . (يا له من فارق). لكن منتخب البرازيل لعب تلك المباراة بالفريق الثانى تضمن 7 تغييرات فى صفوفه، بعد أن ضمن التأهل للمونديال. وكانت المباراة على ارتفاع يقترب من 4 آلاف متر فوق سطح البحر (يا له من ارتفاع!). بينما كانت المباراة مصيرية لمنتخب بوليفيا الذى لعب فى الملحق وسعى للعودة إلى النهائيات لأول مرة بعد 32 عاما، حيث شارك فى مونديال 1994.
** ما مرت به البرازيل فى تلك التصفيات جعلت بعض الصحف والمواقع البرازيلية تعتمد «الأفكار المشعوذة». فهم يقولون إن هذه التصفيات تبدو تكرارا لما حدث قبل كأس العالم 2002. فقد جمع المنتخب 30 نقطة فى تلك التصفيات وكانت الأسوأ فى تاريخ البرازيل، إلا أن الفريق توج أيامها بكأس العالم. كذلك (من محاسن الصدف كما يقولون) هناك عدد من أوجه التشابه بين تصفيات مونديال 2002 ومونديال 2026. إذ تولى قيادة فى الطريق إلى كوريا واليابان ثلاثة مدربين، ومُنى الفريق بهزيمة أمام تشيلى صفر / 3 عام 2000 فتعرض الفريق لانتقادات شديدة، تمامًا كما حدث مع الهزيمة 4-1 أمام الأرجنتين هذا العام والتى أدت إلى إقالة دوريفال جونيور، وتعرضت الحملتان لهزائم فى الأرجنتين وأوروجواى وباراجواى وبوليفيا.. لكن الفريق فاز بكأس العالم فى 2002، والأطرف أن رونالدو الذى لم يكن فى حالته قبل كأس العالم تألق فى النهائيات. ولعل حالة «الباكى» نيمار السيئة قبل المونديال القادم تكون مؤشرا إضافيا للفوز بكأس العالم 2026 كما حدث مع رونالدو.. هل رأيتم شعوذة تفاؤلية مثل تلك؟!
** الهزيمة أمام بوليفيا أغضبت جماهير الكرة فى البرازيل بغض النظر عن التأهل وعن اللعب بسبعة وجوه احتياطية واللعب على ارتفاع 4 كم، واللعب فى أجواء معادية من الحكام والشرطة وجامعى الكرات. والمعروف أنه منذ سنوات طويلة أصبح التذمر من السيليساو نشيدا شعبيا وهواية وطنية وهو الذى كان يومًا ما فخرًا وفرحًا لجميع البرازيليين. ومن غير المرجح مثلا أن يكون نيمار لاعبًا مؤثرًا فى كأس العالم القادمة. وأعتقد أن أى شخص يظن أن نيمار سوف يتألق فى كأس العالم القادمة بأمريكا وكندا والمكسيك، هو حالم، صاحب خيال واسع خاصة أن نيمار بعيد عن المنتخب منذ أكتوبر 2023..
** من المؤسف أن البرازيل فقدت شخصيتها الكروية وقد أثرت كرتها، كرة السامبا والكاريوكا على كرة القدم كما أثرت رحلات أبوللو الأمريكية إلى الفضاء على تكنولوجيا الاتصالات، وكما أثرت فرقة البولشوى الروسية على فنون الباليه.. لقد عانت البرازيل على مدى 24 عاما لدرجة أنه قد يكون من الصعب تذكر تاريخها، وما زالت الهزيمة المخجلة تاريخيا أمام ألمانيا بنتيجة 7 /1 فى كأس العالم 2014 لها آثارها السلبية فى ملعب مينيراو على المنتخب وعلى اللعبة هناك، وعرفت بأشباح بيلوهوريزنتى ومن قبلها كانت هناك أشباح ماراكانا فى نهائى مونديال 1950 أمام أوروجواى.. فمتى تعود الكرة التى أمتعت العالم.. أم ستظل البرازيل تتكئ بعصاها على تاريخها؟!