اختيار واحد للمنتخب «بدون سيناريوهات» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 5 سبتمبر 2025 8:25 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

اختيار واحد للمنتخب «بدون سيناريوهات»

نشر فى : الخميس 4 سبتمبر 2025 - 6:45 م | آخر تحديث : الخميس 4 سبتمبر 2025 - 6:45 م

** الليلة منتخب مصر يواجه نظيره الإثيوبى فى تصفيات كأس العالم 2026. والمنتخب يتصدر مجموعته برصيد 16 نقطة وبفارق 5 نقاط عن منافسه بوركينا فاسو.. وقبل المباراة قيلت احتمالات وحسابات وكتبت سيناريوهات.. إلا أننا لا نعرف سوى احتمال واحد وسيناريو واحد وهو الفوز على إثيوبيا الليلة، لنتقدم خطوة نحو الطريق إلى كأس العالم للمرة الرابعة.. بعيدا عن تلك الحسابات والسيناريوهات التى أرهقتنا على مدى سنوات وأوصلتنا فى بعض الأحيان إلى تصورات خيالية منها أن تلعب كل الفرق المنافسة لنا لمصلحتنا وتفقد النقاط وتخسر مباريات!

** اللعب على الفوز هو الاختيار الوحيد الليلة. وأدوات الانتصار معروفة فى كرة القدم الجديدة بما فيها من مهارات أصبحت اساسية وبديهية وأولها الضغط وحرمان المنافس من امتلاك الكرة ومن دخول ملعبنا والاقتراب من منطقة الجزاء، ومنح الزميل الذى يملك الكرة عدة اختيارات للتمرير بالتحرك. وكل مباراة نقول ذلك وكل لاعب يعلم ذلك.. وهنا من المهم أن يكون الجمهور سندا للفريق وأن يحضر ويملأ مدرجات استاد القاهرة، وأن نشجع لاعبى الفريق، وأن نلعب كفريق.. وأن نترك الآن التشكيل للمدير الفنى حسام حسن، فهو الأقرب للاعبين وهو الذى يتحمل المسئولية، وهذا لا يعنى ترديد تسميات حالية وسابقة على منتخباتنا، كما كان يحدث مثل: منتخب الجوهرى، منتخب حسن شحاتة، ومنتخب حسام، ومنتخب حلمى طولان.. إنه منتخب مصر. 

** فى أكتوبر 2017 لعب منتخب مصر أصعب 7 دقائق فى تاريخه مع تصفيات كأس العالم وكانت أمام منتخب الكونغو.. تقدم المنتخب ثم تعادل فريق الكونغو، وجرت الدموع فى المدرجات حزنا على الفرصة، وسقط محمد صلاح على أرض الملعب غضبا وحزنا ثم نهض وأخذ يحرك الفريق كله وكذلك الجمهور.. وحصل ترزيجيه على ضربة جزاء، وتقدم صلاح لتسديدها، وران صوت الصمت فى المدرجات بينما كان الكابتن مدحت شلبى يردد: يا رب.. وقد تألق معلقنا يومها فى تلك الدقائق السبع وترك لحظات تاريخية مثل محمود بكر: عدالة السماء فى باليرمو.. والشربينى: مارادونا ياجماعة..

** سجل أحسن لاعب فى تاريخ الكرة المصرية ضربة الجزاء وانفجر الملعب هذه المرة فى فرحة ممزوجة بالدموع.. وكانت تلك اللحظات وتلك المباراة «عنق زجاجة».. ونحن من جيل عاش تصفيات لأمم إفريقيا ولكأس العالم عدة مرات، وعشنا مباريات كان الكثير منها «عنق زجاجة»، نلعبها بتوتر وحسابات وقلق واحتمالات وأخذنا الحلم فى مباريات زجاجة بدون عنق.. والحمد لله أن المنتخب مضى فى طريقه قويا وحاسما فى تلك التصفيات وجمع 16 نقطة وهو الأقرب بإذن الله إلى التأهل للمونديال للمرة الرابعة.. وإذا كان ذلك هو الحلم عند ناس، فإن الحلم الأهم والأكبر أن نذهب إلى كأس العالم ونلعب كرة قدم فى هذا الحدث العالمى. وللإنصاف عندما لعبنا فى كأس العالم بإيطاليا قدمنا أفضل مباراة فى تاريخنا مع المونديال أمام هولندا وانتهى بالتعادل 1/1، وإنصافا لمجدى عبد الغنى الذى ظل سنوات يذكرنا بهدفه، فإنه كان شجاعا عندما تصدى لضربة الجزاء. وإنصافا أيضا فى كأس العالم 2018 لعبنا مباراة جيدة نسبيا أمام أوروجواى وأهدرنا أهدافا.. وخسرنا فى الوقت القاتل بهدف.. ولعبنا شوطا جيدا نسبيا أمام روسيا وخسرنا فى الشوط الثانى، فيما كانت المباراة الثالثة تحصيل حاصل أمام المنتخب السعودى مع أنه لا يوجد ولا يجب أن تكون هناك مباراة تحصيل حاصل فى هذا المستوى الدولى والعالمى، وفاز المنتخب السعودى.. 

** الليلة مجرد خطوة فى طريق التأهل لكأس العالم 2026.. وكى يتحقق مانأمله لا بد من وضع برنامج احتكاك قوى وجاد ومع منتخبات ذات مستويات  عالمية، فبعد التأهل لكأس العالم 1990 لعب المنتخب 34 مباراة ودية تدريبية  رسمية مع الكابتن محمود الجوهرى وساعده توقف الدورى.. وكان الزمن يختلف ويسمح بذلك وهو لا يسمح بهذا الآن، لأن اللعبة فى مصر هى المسابقات المحلية وانتظامها والأندية وحقوقها وهى كل ما يتعلق بكرة القدم والمنتخبات مهمة لكنها ليست وحدها هى اللعبة، وفى جميع الأحوال لابد من مباريات إعداد قوية عند التأهل إن شاء الله  فى أيام الأجندة الدولية، منتخبات من نوع ألمانيا وأوروجواى وإنجلترا وإيطاليا ومن نوع أقوى منتخبات إفريقيا وآسيا أيضا.. ولا نطالب بمباريات بعدد أصابع اليدين، يكفى مباريات بعدد أصابع اليد الواحدة. 

 

 

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.