فكرة جائزة لتطوير المناهج - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:37 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فكرة جائزة لتطوير المناهج

نشر فى : الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 7:50 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 - 7:50 م
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدى بتاريخ 9 أكتوبر يقترح فيه فكرة تخصيص جائزة على مستوى العالم العربى لأفضل أسلوب تعليمى لتدريس اللغة العربية يناسب قيمتها ويحقق الجدوى والإبداع، منتقدا استخدام نفس الأساليب القديمة للتدريس فى ظل عصر البرمجيات.. نعرض من المقال ما يلى.
إلى متى سيظل تطوير مناهج العربية معلقا على السنين «فى انتظار جودو» المعجزة؟ خطرت على بال القلم فكرة، فى عصر عزت فيه أفكار إنقاذ لغتنا. طريقة تدريس العربية فى دنيا العرب، لا طائل من ورائها.. تجاوزها زمن التقانة والسرعة والجدوى والإبداع. الجدوى بالذات صارت دراساتها مطلوبة حتى فى مشروع أصغر بقالة. ألا تستحق أساليب تعليم لغة أربعمائة مليون إنسان، دراسة جدوى؟
السرعة أضحت ملازمة لكل خطوة فى أى ميدان. فى العالم العربى يقضى الناس ست عشرة سنة، عبر مراحل الدراسة، ويتخرجون وهم لا يحسنون الكتابة والقراءة من دون أخطاء، إلا ما ندر. أما الإبداع فقد تنازلت عنه السيمفونية والملحمة والرواية، لتصاميم العلب وطرائق التغليف. ضرب من انهيار أسهم الكلمات، وهبوط أو سقوط فى موازين القيم الجمالية والثقافية. إشكالية كاريكاتورية: حين تتحدث عن الإبداع فى معلبات أغذية القطط والبشر، فأى مفردة أو مصطلح تستبقى لروائع الأعمال الأدبية والفنية؟
الفكرة، قُبلت أو رُفضت، هى تخصيص جائزة على مستوى العالم العربى، لأفضل أسلوب تعليمى تجديدى تطويرى لتدريس العربية. الفكرة ليست تعجيزية، فليس المطلوب إيجاد منهاج يشمل كل مراحل تعليم اللغة، خصوصا من الابتدائية إلى الثانوية. الحاجة ماسة إلى أصل الفكرة التطويرية، وعليها يبنى المشروع الضخم. الغاية جلية، أن تكرم لغتنا بطريقة تدريس تتحقق فيها الجدوى والإبداع والسرعة ومواكبة العصر.
بصراحة، عيب ومنقصة أن تكون اللغة فى وادٍ، وعلوم زماننا وتيارات التنمية فى وادٍ آخر. اللغة أعظم مظهر للعصر والزمان. لا معنى لازدواجية المكاييل، كأن يحيا الإنسان بين أحدث الأدوات والأجهزة، بدماغ أداؤه متحفى من القرون الخالية. واضعو المناهج اللغوية، يجب أن يضعوا أدمغتهم فى رءوس الأطفال والمراهقين. هؤلاء أبناء حواسيب وشبكة، أناملهم ترقص على اللوحات الحاسوبية منذ الثالثة وحتى قبلها، هؤلاء أبناء برمجيات.
ما يجب أن يدركه واضعو المناهج والمربون التقليديون، هو أنهم يسيئون إلى الأصالة، حين يخرجون سمكة ذهن المراهق من ماء زماننا، ويفرضون عليها أن تتكيف فورا وقسرا مع بيئة ما قبل ألف سنة. ما هكذا نعلم صغارنا عشق تراثهم.
لزوم ما يلزم: النتيجة التجريبية: تجربة ديمقراطية، فالجائزة ستسفر عن آلاف الأفكار، ويوجد فى النهر ما لا يوجد فى البحر.
التعليقات