يعد الذكاء الاصطناعى ظاهرة أثرت على مختلف العلوم بما فى ذلك العلوم العسكرية فى العقد الماضى بعد بداية الحرب فى غزة، استخدم نظام الاحتلال كل الأدوات المتاحة له لاستهداف الشعب فى غضون ذلك يعد الذكاء الاصطناعى أحد الخيارات التى يمكن رؤيتها من بين المعدات والأسلحة التى قدمتها أمريكا لهذا النظام.
إن قدرة الذكاء الاصطناعى على تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية فى المجال العسكرى لها أهمية استراتيجية بالنسبة للحكومة الأمريكية، ويعتقد صناع السياسات فى الولايات المتحدة أن التقدم فى الذكاء الاصطناعى واستخدامه للتفوق فى تصنيع أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية يعمل على تعطيل المجالات التقليدية للمنافسة العسكرية مثل مخزونات الصواريخ وأعداد القوات ووفقًا لاستطلاع أجرته غرفة التجارة الأمريكية، يعتقد 80% من الأمريكيين أن ريادة البلاد فى مجال الذكاء الاصطناعى أمر لا بد منه، والافتراض واضح تمامًا أن من يقود تطوير الذكاء الاصطناعى سيقود الاقتصاد العالمى.
كما أن تعاون الولايات المتحدة مع النظام الصهيونى كحليف استراتيجى لها مستمر أيضًا فى مجال الذكاء الاصطناعى فى البداية، أعلن البيت الأبيض أن الجانبين يخططان لدعم الأبحاث لتمكين الذكاء الاصطناعى فى مجال الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك فى عام 2022 وعشية وصول الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى تل أبيب وذكر يائير لابيد رئيس وزراء هذا النظام أن إسرائيل والولايات المتحدة تعلنان بدء التعاون الاستراتيجى فى مجال الذكاء الاصطناعى المتقدم وتقنيات الكم. وقد ذكرت مصادر مختلفة استخدام النظام الصهيونى للذكاء الاصطناعى فى الحرب مع غزة.
وفى تقرير بتاريخ 1 ديسمبر 2023، ربطت صحيفة الجارديان بعنوان «الكتاب المقدس: كيف تستخدم إسرائيل الذكاء الاصطناعى لاختيار أهداف القصف فى غزة» استخدام النظام للذكاء الاصطناعى بفترة حرب 2021 غزة التى استمرت 11 يومًا حرب الذكاء الاصطناعى الأولى باستخدام التعلم الآلى والحوسبة المتقدمة. لكن حرب أكتوبر 2023 أتاحت فرصة غير مسبوقة لجيش النظام لاستخدام مثل هذه الأدوات فى ساحة عملياتية أوسع بكثير وعلى وجه الخصوص لنشر منصة لإنشاء أهداف الذكاء الاصطناعى تسمى «أنجيل»، والتى زادت من فتكها.
وذكرت إحدى حالات استخدام النظام للذكاء الاصطناعى للتعرف على الأشخاص الخاضعين للمحاكمة والمشتبه بهم وبحسب المعلومات التى نشرها بعض المسئولين فى الكيان الصهيونى فى المنشور 972+، فإن أداة الذكاء الاصطناعى جعلت من السهل تحديد الهدف فى غزة، وتستطيع هذه الأداة تحديد الأهداف فى فئات محددة قبل الهجوم وقبل إصدار الأمر لمهاجمة عدد المدنيين المحتمل قتلهم وتحليلهم وتقديرهم وذكروا أيضًا أنهم يستخدمون برنامجًا يسمى Lavender فى هذه العملية وبحسبهم فى الأسابيع الأولى من الحرب بعد ٧ أكتوبر كان جيش النظام يعتمد بشكل كامل على برمجيات لافندر وكان بإمكان ضباط الجيش الاعتماد بحرية على قائمة لافندر لاستهداف الأشخاص دون الحاجة إلى إعادة دراسة سبب اختيارهم الأشخاص الموجودين فى هذه القائمة قم بتقييم أو إعادة فحص البيانات الأولية التى أدت إلى هذا الاختيار.
يعد الذكاء الاصطناعى من أهم المعدات وأكثرها عملية فى العقود الأخيرة فى المجال العسكرى، والذى تعتبر فيه الولايات المتحدة إحدى الدول الرائدة فى العالم، ورغم ذلك يبدو أن واشنطن حاولت تقديم تقنيات تعتمد على هذه التكنولوجيا للكيان الصهيونى، ويبدو أن ذلك قد امتد إلى هذا النظام خاصة بعد زيارة بايدن، وفى الوقت نفسه فإن العديد من الأسلحة المصدرة بما فى ذلك بعض الطائرات والعديد من الطائرات دون طيار من هذا البلد إلى الأراضى المحتلة، والتى كان لها اتجاه تصاعدى خلال الحرب الحالية فى غزة تمتلك هذه التكنولوجيا.
سجاد عابدى
جريدة النهار اللبنانية
النص الأصلى:
https://tinyurl.com/mpp7us5f