خريجو الإعلام أولى بنقابة الصحفيين - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:39 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خريجو الإعلام أولى بنقابة الصحفيين

نشر فى : الإثنين 13 أغسطس 2018 - 9:15 م | آخر تحديث : الإثنين 13 أغسطس 2018 - 9:15 م

لدى التحاقى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قبل أكثر من ثلاثين عاما، كنت اعتقد أن انضمامى إلى نقابة الصحفيين سيكون بشكل مماثل لانضمام زملائى فى كليات الطب والهندسة إلى النقابات التى تحمل أسماء كلياتهم وتخصصاتهم العلمية، غير أننا ومنذ اليوم الأول فى مدرجات الكلية اكتشفنا الواقع المر الذى يحرم المتفوقين والحاصلين على أعلى الدرجات فى الثانوية العامة من هذا الحق، مع فتح أبواب القيد بنقابة الصحفيين أمام خريجى جميع الكليات من الزراعة إلى الطب البيطرى!! مع كل التقدير لكل التخصصات العلمية والمهنية.

يومها أصيب البعض بالاحباط من كون تفوقه وحصوله على أعلى الدرجات لا يعطيه حق الدخول التلقائى لنقابة الصحفيين، كما يحق لخريج التجارة الالتحاق بنقابة التجاريين مثلا، وشعر غالبيتنا بالغبن، وسلب حقوقنا فى التفوق والالتحاق بالمهنة التى اجتهدنا وواصلنا الليل بالنهار للانتساب إليها، وإذ بالآخرين يتساوون معنا فى فرصة الانضمام إلى نقابة الصحفيين من دون إعطائنا فرصة الانضمام إلى النقابات المهنية الأخرى!!

عقب التخرج كانت الحقيقة الأمر، فقد اكتشفنا أن العلاقات والمحسوبية والوساطة قد تحرم خريج الإعلام من الحصول على فرصته المشروعة فى العمل بمهنة الصحافة، وأن عليه أن يعمل «عجين الفلاحة» من أجل انتزاع حقه فى التعيين بإحدى المؤسسات قبل أن يحق له دخول باب الجنة «نقابة الصحفيين» فى شارع عبدالخالق ثروت، فى الوقت الذى يعج فيها جدولها بانصاف وأرباع المواهب، بل وبسكرتيرات رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات بعض الصحف.

هذا الوضع المقلوب الذى يمنع المؤهلين أكاديميا وعلميا بفنون الصحافة، والعاشقين، اختيارا واجتهادا، من الانتساب لمهنة البحث عن المتاعب، أتاح الفرصة أمام «كل من هب ودب» للانتساب لمهنة تحتاج إلى صقل علمى، ورعاية عملية عبر تدريب متواصل، فإذا بسياسة «السداح مداح» للالتحاق بالنقابة العريقة، تفتح الباب أمام التشوهات المهنية التى انحدرت بالعمل الصحفى إلى درك يخشى معه أن ترد الصحافة المصرية معها موارد التهلكة.

أعلم أن هذا الكلام لن يعجب عددا من الزملاء من غير خريجى الإعلام الذين يعتقد بعضهم أنه أحق من بعض ابناء كليات الإعلام، من غير الموهوبين من وجهة نظره، بالانتساب إلى مهنة الصحافة ونقابة الصحفيين، غير أن لهؤلاء الزملاء أقول إن خريجى كليات الإعلام لم يمنعوكم من الالتحاق بكليات الإعلام عقب التخرج والحصول منها على الأقل على دبلومة من عامين، وهو ما قام به بالفعل عدد من الزملاء الذين يدركون أهمية التأهيل العلمى لمهنة الصحافة.

مناسبة هذا الحديث ما أعلنه النائب علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان فى البرلمان، عن اعتزامه تقديم مقترح بمشروع قانون لمجلس النواب خلال دور الانعقاد المقبل بشأن تعديل قانون ‏نقابة الصحفيين، بما يقصر الالتحاق بالنقابة على خريجى كليات وأقسام الصحافة والإعلام فقط.
دوافع عابد، وأنا أؤيده، أن تسهم تلك الخطوة «فى تطوير العمل الصحفى والإعلامى فى مصر وجعله أكثر حيادية ‏اعتمادا على مبدأ التخصص»، غير أن اقتراحه قوبل، كما هو متوقع، برفض ممن التحق أو ساهم بعضهم فى فتح باب النقابة أمام غير المؤهلين، وخريجى الجامعات المفتوحة، والحاصلين على شهادات مزورة، (كشف بعضها الزميل أبوالسعود محمد عضو مجلس النقابة شفاه الله).

طبعا نقيب الصحفيين الزميل عبدالمحسن سلامة، ابن دفعتى فى كلية الإعلام، سارع بصفته النقابية للتصدى لمشروع القانون، اعتقد ليس لترك الوضع على هذا النحو السيئ للعضوية، ولكن بدافع وتقليد نقابى أصيل وهو «النقابة أدرى بشعابها»، وبجدول عضوياتها، وبالتى هى صاحبة الحق الأصيل فى أى تغيير لقانونها.

وهنا أقول للزميل عبدالمحسن سلامة، أنا معك فى أن النقابة هى صاحبة الحق الأصيل فى تغيير قانونها، لكن المطلوب أن يسارع نقيبها ومجلس النقابة بالانتهاء من مسودة هذا القانون، وأن تشهد مواده تغييرات جوهرية فى شروط الالتحاق بنقابة الصحفيين وأن تنص بشكل واضح على الحق الأصيل لخريجى الإعلام فى الالتحاق التلقائى بالنقابة، ومن يرى فى نفسه موهبة من خريجى الكليات الأخرى عليه أن يدرس بإحدى كليات الإعلام لمدة عامين على الأقل، كشرط لدخول النقابة، وإلا يكون الدفاع عن شعار «النقابة أدرى بشعابها» حق لا يمنع باطلا.

التعليقات