احتلال إثيوبى لدير السلطان - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 5:47 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

احتلال إثيوبى لدير السلطان

نشر فى : الإثنين 17 مايو 2021 - 7:10 م | آخر تحديث : الإثنين 17 مايو 2021 - 7:10 م
شغلتنا متابعة العدوان الإسرائيلى على الفلسطينيين عن التعليق على قضية تتشابك مع ما يجرى هناك، وذات صلة وثيقة بنا كمصريين، فقد شهدت مدينة القدس المحتلة فى أواخر أبريل الماضى، خلال أسبوع الآلام الذى يسبق عيد القيامة المجيد، قيام عدد من الرهبان الأحباش بنصب خيمة داخل دير السلطان المملوك للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، ورفعوا العلم الإثيوبى عليها، فى استفزاز واضح للرهبان المصريين الذين وقفوا ضد طمس هوية الدير المصرية.
طبعا ما حدث مرتبط بمحاولات إسرائيل استغلال ورقة دير السلطان للضغط والمساومة فى هذا الملف أو ذاك، بعد أن لعبت دورا فى تسليم مفتاحه للرهبان الأحباش، الذين دخلوا الدير شبه لاجئين، وبحثا عن مأوى، ليتحولوا بعد ذلك إلى محتلين بمساعدة السلطات الصهيونية التى ترفض تنفيذ كل الاحكام القضائية التى تؤكد ملكية الدير للكنيسة القبطية المصرية، وتأمر بإخراج الرهبان الأحباش منه.
واقعة نصب الخيمة الحبشية، ورفع العلم الإثيوبى عليها، ليست الأولى فى سجل استفزاز الرهبان المصريين الذين اعتدت قوات الاحتلال عليهم بوحشية فى أوخر أكتوبر 2018، عندما حاولوا منع طمس الهوية المصرية للدير، بعد أن ساعدت السلطات الإسرائيلية الرهبان الأحباش على ترميمه، وبما يغير معالمه القديمة التى تؤكد ملكية الكنيسة المصرية له.
وعن واقعة الخيمة والعلم، تواصلت مع القمص أنطونيوس الأورشليمى سكرتير مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالقدس، الذى أشار إلى أن «الرهبان الأحباش دأبوا على ما يفعلونه فى أسبوع الآلام وهو أسبوع مقدس ملىء بالصلوات، ويستغلون تلك الأوقات لإحداث أشياء جديدة فى الدير، وهو نفس ما فعلوه حين غيروا مفتاح الدير عام 1970».
القمص أنطونيوس يشير أيضا إلى أن «الدير مفتوح للأحباش للعبادة منذ عام 1970، لأن الشرطة الإسرائيلية مكنّتهم من الحصول على مفتاح الدير، خلال وقت الصلاة فى أسبوع الآلام، وأعطتهم المفتاح الصغير الذى يفتح على باحة كنيسة القيامة، ولذا هم متواجدون لأن معهم المفتاح الأصلى الذى يتحكم فى الدير من باب كنيسة القيامة».
لكن هل هناك علاقة بين ممارسات إثيوبيا فى سد النهضة وتعنتها ضد حقوق مصر المائية، وما حدث فى دير السلطان؟ يقول القمص أنطونيوس: «هناك تزامن بين ما تفعله إثيوبيا فى سد النهضة وما حدث فى دير السلطان، لكن ما أعرفه أن الحالة فى الكنيسة الإثيوبية غير مستقرة، واعتقد أن ما فعلوه فى قصة رفع العلم الإثيوبى على خيمتهم فى دير السلطان هو رسالة لادعاء أنهم صامدون، وأن الكنيسة فى إثيوبيا قوية ومسيطرة، وشىء من هذا القبيل».
نصب الخيمة ورفع العلم واقعة مرت بانتهاء احتفالات عيد القيامة، لكن «لا ضمان ألا يكرر الرهبان الأحباش ما فعلوه، وفق القمص أنطونيوس، الذى يقول «نحن تقدمنا بأكثر من شكوى، والجهات المسئولة وعدتنا أن الأمر لن يتكرر، لكننى أتوقع أن يكرروا ما فعلوه فى عيد القيامة العام المقبل».
ما حدث فى دير السلطان كان محور اجتماع تشاورى عقده قداسة البابا تواضروس الثانى، بالمقر البابوى بالقاهرة، قبل أيام، وحسب تصريحات للقمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية فإن الاجتماع جاء للتأكيد على ملكية الكنيسة القبطية لهذا الدير وتمسك الكنيسة بحقوقها كافة، والتأكيد كذلك على أنها «ستسلك كل السبل القانونية إلى أن تستعيد هذا الدير المغتصب».
دير السلطان المملوك للكنيسة المصرية منذ ما يزيد على ألف و300 عام، تحتاج استعادته إلى اهتمام مصرى (رسمى، وشعبى، وإعلامى) أكبر، فالحقوق المغتصبة لا تعود من تلقاء نفسها، بل بالسعى الدائم لاستردادها.. فلا تتركوا الرهبان المصريين مكشوفى الظهور فى مواجهة ألاعيب إسرائيلية باستفزازات حبشية.
التعليقات