سرعان ما تتغير قواعد التعامل مع اليوتيوب، فقد تجد فيلما متوافر اليوم وتكتشف بعد ساعات أنه قد اختفى أو انتقل إلى ملكية أخرى ومنها المواقع التى تتطلب اشتراكا شهريا، هناك مواقع خارج مصر يمكن من خلالها مشاهدة أفلامنا دون أن نتمكن من متابعتها أبرز مثال على ذلك ما حدث لفيلم «عاشور قلب الأسد» إخراج حسين فوزى عام 1962حيث أنه لا يتوفر منه إلا ثمانى دقائق فقط على اليوتيوب بينما يمكن للبارعين فى البرمجة رؤيته على موقع سينمانا الذى يمكن الأخوة العرب من حولنا فتحه دون اشتراك بينما نحن محرمون من أفلامنا.
أحب هذا الفيلم منذ أن شاهدته وأنا صبى هو فيلم يتناسب مع عقلية الصبية الصغار حول البطل الخارق الذى يحقق الكثير من الانتصارات بلا أى مجهود، لكنها انتصارات عابرة تكشف مدى ما يتملك المرء من سطوة السلطان سواء كانت لديه مكانة إدارية أو سياسية أو مالية مثلما حدث للمواطن الأزعر عاشور الذى صار قلب الأسد بعد أن قام جاره العالم المجنون بحقنه بحقنة منحته قوة خارقة لبضعة أيام تمكن خلالها من تحقيق انتصارات فى جميع مجالات الرياضة حيث استبدت السلطة بعاشور الخارق وحرم كل منافسيه من أن يحصلوا على أى ميداليات.
هو فيلم ساذج لكن فى داخله معنى يوجد دوما مع مخرج فى قامة حسين فوزى الذى كان قد انفصل عن كل من نعيمة عاكف زوجته المفضلة لعشر سنوات ثم ليلى طاهر التى تزوجها فى بداية مسيرتها السينمائية، العزف هنا كان على شخصية عاشور الشاب النحيف الذى يجسده عبدالسلام النابلسى ويقع فى حب امرأة تصطاد نجوم الرياضة ومنهم بطل كمال الأجسام المعروف عبدالحميد الجندى وحين يتعرض عاشور لتجربة عابرة ويصبح خارقا فإنه يشترك فى كل أنواع السباق ويكسب كل الميداليات إلى أن يأتى مصارع عالمى لمنازلته وفى وسط المباراة ينتهى مفعول الحقنة ويصير قلب الأسد خائرا ضعيفا وينال شر الهزيمة والتى سبق أن ذاق الآخرون على يديه اللتين لا تعرفان الرحمة.
الفيلم من إنتاج رشدى أباظة وبطولة زهرة العلا ونجوى فؤاد وشاركت تحية كاريوكا كضيف شرف وبدا أن المنتج هنا يراهن على زميل له يناسبه هذا الدور بقوة وللأسف فإن نجم عبدالسلام النابلسى لم يصعد رغم أدوار البطولة التى لعبها فى تلك الفترة ومنها «حلاق السيدات» و«قاضى الغرام»، والغريب جدا أنه عاد لأدوار السنيد فى فيلم «السبع بنات» إخراج عاطف سالم قبل يسافر إلى لبنان ليصحبه هذا النوع من الأدوار حتى الممات.
مشاهدة هذا الفيلم تفتح الطريق للبحث عن إجابة هل سيأتى يوما لتكون مشاهدة كل أفلامنا المصرية بالاشتراك المدفوع مقدما مثلما كان يحدث فى بدايات القنوات السعودية المشفرة، على كل فدائما يبدو الغد غامضا فهو دائما يأتينا بالإجابات.