الدواعش انهزموا.. لكنهم لم يتبخروا! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:34 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الدواعش انهزموا.. لكنهم لم يتبخروا!

نشر فى : السبت 18 أغسطس 2018 - 8:25 م | آخر تحديث : السبت 18 أغسطس 2018 - 8:25 م

فى توقيت شبه واحد تقريبا، هو بداية الاسبوع الماضى، وقعت ثلاثة أعمال إرهابية يلعب فيها التوقيت المتزامن دورا مهما.

يوم السبت قبل الماضى وطبقا لبيان من وزارة الداخلية المصرية حاول إرهابى التسلل إلى كنيسة فى منطقة مسطرد، ولكنه لم يتمكن من الدخول، وأثناء انسحابه، انفجر الحزام الناسف الذى كان يحمله، فحوله إلى أشلاء، وبعدها تم القبض على خمسة شركاء له، كانوا يعدون لأعمال إرهابية موجهة بالأساس إلى الكنائس، طبقا لبيان الداخلية.

فى التوقيت نفسه تقريبا سقط رجل أمن أردنى قتيلا بتفجير فى مدينة الفحيص استهدف دورية للدرك، وفى اليوم التالى هاجمت قوات الأمن موقع الخلية الإرهابية التى نفذت العملية فى مدينة السلط، لكن الإرهابيين فجروا المنزل الذى كانوا يتحصنون فيه، مما أدى لمقتل ثلاثة من أفراد القوة الأمنية، وإصابة بعض الإرهابيين وعدد من المدنيين، كما تم القبض على بعض أعضاء الخلية الإرهابية.

فى اليوم نفسه أيضا، كانت قوات من الجيش الوطنى الليبى تداهم عناصر إرهابية تتحصن فى جيوب متفرقة من مدينة درنة، التى حررها الجيش من الإرهابيين. وبعدها بساعات قام، بتصفية مجموعة إرهابية، تابعة لما يسمى بـ«مجلس شورى مجاهدى درنة»، على الطريق الواصل بمدينة طبرق، بعد هروبهم من درنة.

فى اليوم نفسه أيضا كانت السيارات المفخخة تنفجر فى عدة مدن عراقية خصوصا بغداد، وأعلنت السلطات إحباط عملية إرهابية بواسطة دراجة نارية مفخخة فى قضاء الفلوجة بمحافظة الأنبار. وهذا الأمر يتكرر بصورة أو بأخرى فى سوريا أو اليمن.

والملفت للنظر أن تقريرا صدر يوم الإثنين الماضى من قبل الأمم المتحدة، قال إن هناك ما بين ٢٠ و ٣٠ ألفا من عناصر داعش ما يزالون فى سوريا والعراق، وأن هناك ما بين ٣ و ٤ آلاف عنصر إرهابى ينشطون فى ليبيا ونحو أربعة آلاف فى أفغانستان.

ما الذى يعنيه كل ما سبق من حوادث إرهابية فى أكثر من بلد عربى فى توقيت واحد تقريبا؟!
الإجابة السريعة هى أن الإرهاب لم ينتهِ بعد فى المنطقة العربية، رغم الضربات الموجعة التى تلقاها فى الشهور الأخيرة.

الإرهابيون خصوصا داعش والنصرة وبقية التنظيمات المتفرعة منهما، تعرضوا لهزائم كبرى فى العامين الأخيرين، مقارنة باحتلالهم أكثر من نصف مساحة كل من سوريا والعراق.

فى ديسمبر الماضى تم الإعلان عن دحر داعش فى العراق تماما، وفى سوريا تمكنت القوات النظام من توجيه ضربات قاتلة لداعش والنصرة، ولم يبقِ للإرهابيين إلا مدينة أدلب، وجيوب صغيرة متفرقة.

وفى مصر تمكنت القوات المسلحة والشرطة من توجيه ضربات شديدة للإرهابيين خصوصا فى سيناء، بعد العملية الشاملة «سيناء ٢٠١٨».

وفى ليبيا تمكن الجيش الليبى من تحرير درنة ثم تحرير منطقة الهلال النفطى.

رغم كل هذه النجاحات، التى حققتها الجيوش وأجهزة الأمن العربية، إلا أن الدواعش الذين انهزموا استراتيجيا، مايزالون قادرين على الحركة وشن هجمات خاطفة بطريقة حرب العصابات.

لم يعد داعش والنصرة وبقية الإرهابيين قادرين على الاحتفاظ بالأرض، بل أقصى ما يفعلونه هو حرب الكر والفر.
ومنهج الذئاب المنفردة، مثلما فعلوا فى المجزرة البشعة ضد الأبرياء المدنيين فى مدينة السويداء السورية ذات الغالبية الدرزية قبل اسابيع.

العمليات المتزامنة للإرهابيين فى العديد من الأرض العربية، توجه رسالة لهذه السلطات، بأن المعركة لم تنتهِ بعد، والأهم أنها معركة لن تحسم فقط بالأسلحة والقوة المجردة.

أمثال داعش وبقية التنظيمات المتطرفة يحتاجون للهزيمة الفكرية أولا، وكشف متاجرتهم بالإسلام، يحتاجون إلى مجتمع يقظ واعٍ ومثقف، حتى يتم وقف تزويدهم بعناصر بشرية جديدة. المعركة مع الإرهاب فى الوطن العربى لم تنتهِ بعد، وتحتاج إلى جهود مستمرة، وإرادة صلبة ومجتمع متماسك ومتوافق وواعٍ، وحكومات على اعلى درجة من الكفاءة والنزاهة.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي