ضغط المقاومة على إسرائيل - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضغط المقاومة على إسرائيل

نشر فى : الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 6:25 م | آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2023 - 6:25 م
يتمثل صلب الأهداف المعلنة للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضى، فى القضاء على حركة حماس، وتحرير ما تسميه تل أبيب بالرهائن لدى المقاومة الفلسطينية، وبين هؤلاء عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، لكن أيا من هذين الهدفين لم يتم تحقيقه، حتى الآن، على الرغم من مرور ما يتخطى الأربعين يوما على بدء الحملة الشعواء على القطاع.
أخفقت آلة القتل الإسرائيلية حتى اليوم فى الوصول إلى الأسرى، وفشلت فى تقديم دليل واحد على ادعائها بوجود أنفاق وغرف عمليات داخل المستشفيات الفلسطينية، فجن جنونها وصعدت من عمليات القتل والتنكيل، وزادت من غاراتها وأمعنت فى الانتقام باستهداف الأطفال والخدج، والنساء والعجزة والمسنين، وأخلت الجرحى والمرضى من على أَسِرتهم، لتُظهر للعالم الوحشية الكامنة فى بعض النفوس البشرية الأكثر انحطاطا.
وكلما فشلت إسرائيل، وأظهرت المقاومة الفلسطينية قدرتها على إعطاب وتدمير البروج والآليات العسكرية المصفحة التى يحتمى بها جنودها، وأوقعت فى صفوفهم المزيد من القتلى (65 جنديا إسرائيليا قتلوا فى المواجهات حتى كتابة هذه السطور)، ترفع قوات الاحتلال من سقف انتقامها بسفك دماء المدنيين الفلسطينيين، وتدمير المبانى السكنية فوق رءوسهم، فى ترجمة عملية لترديد القادة الغربيين كالببغاء مقولة «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها»!!.
بدأت إسرائيل عمليتها البرية فى غزة فى 27 من أكتوبر الماضى بعد تردد، واستمرت وسط تخبط فى الأهداف، فتارة يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن احتلال غزة، وسرعان ما يتراجع تحت الضغط الأمريكى، ثم يعود ويطرح الأمر بصيغ أخرى، بينما العالم يتفرج ويكتفى بعض المسئولين الدوليين والقادة فى العالم باستجداء هدنة إنسانية، يمكن من خلالها إعطاء الفلسطينيين فرصة لالتقاط الأنفاس تحت الركام وأنقاض منازلهم التى دمرتها قنابل الموت الإسرائيلية.
يلوم البعض المواقف الأمريكية الأوروبية الرسمية المنحازة قلبا وقالبا لإسرائيل منذ اليوم الأول للهجوم الذى شنته حماس على القواعد العسكرية والمستوطنات فى غلاف غزة، لكنهم يغضون الطرف بشكل متعمد، أو قسرا، عن توجيه ذات اللوم لبلدان عربية وإسلامية لم تتخذ مواقف قوية لادانة العدوان الاسرائيلي ووقفه.
قضى قادة الدول العربية والإسلامية أكثر من شهر قبل أن يلتئم شملهم فى الرياض (11 نوفمبر الجارى)، ليظهر مدى التفاوت فى المواقف، خلف الكواليس وخارجها، وصدر بيان ختامى يحتوى على قرارات وبنود بعضها قد لن يرى النور أبدا.
وفى ظل هذا الوضع تتوالى الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين داخل المستشفيات التى اقتحمتها قوات الاحتلال بالدبابات كمستشفى الشفاء وإجلاء الجرحى والمرضى منها قسرا، ويكرر المحتلون جرائمهم بقصف مدارس منظمة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا»، التى لجأ إليها الفلسطينيون فرارا من الرصاص الذى يحصد أرواحهم فى الشوارع والبيوت، ظنا منهم أن تلك المدارس تحظى بحصانة دولية تقيهم شر الغدر الإسرائيلى!!.
يراهن البعض على عدم تحمل إسرائيل، طويلا، فاتورة العدوان المفتوح على غزة سواء بفعل خسائرها البشرية أو المادية، وربما يكون ذلك صحيحا فى بعض الجوانب، لكن يتجاهل هؤلاء أن الهدف الأهم بالنسبة للإسرائيليين فى إقامة دولة يهودية خالصة يستحق دفع التكلفة التى يسدد فاتورتها المالية بالأساس الأمريكيون والأوروبيون ممن يستثمرون فى مشروع يضمن تحكمهم فى ثروات الشرق الأوسط.
وفى تقديرى تبقى التحركات التى يقوم بها عدد من القادة الأوروبيين، ووصول بعضهم إلى المنطقة لأكثر من مرة، مجرد تخفيف للضغوط «الكاذبة» التى تتعرض لها إسرائيل فى تصريحاتهم، فيما تمتد أيادى العون لتل أبيب فى مجلس الأمن، وبشحن المزيد من الأسلحة لتقوية ترسانة القتل الإسرائيلية وتعويض ما ينفد منها، فى عالم ينتصر للأقوياء ولا يمنح مكانا للضعفاء، وهذا هو الدرس الذى يجب أن نتعلمه من المقاومة باعتبارها مفتاح الضغط الحقيقى على إسرائيل.
التعليقات